اليمن: اغتيال لواء عراقي الجنسية يعمل مستشارا لوزير الدفاع

مجهولون يرمون قنبلة أمام منزل قائد الشرطة العسكرية ويتبادلون إطلاق النار مع حراسته

يمني يشتري بعض الحبوب في أحد الاسواق في الجزء القديم من العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

اغتال مسلحان مجهولان، أمس، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، ضابطا كبيرا في الجيش العراقي يعمل مستشارا لوزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وقالت مصادر رسمية يمنية إن المسلحين كانا يستقلان دراجة نارية وأطلقا النار على اللواء حامد الهاشمي مستشار وزير الدفاع في إطار مشروع إعادة هيكلة الجيش اليمني، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن اغتيال الضابط جرى أمام مقر جهاز الأمن القومي (المخابرات) في حي شعوب قرب صنعاء القديمة، ويعمل عدد من العسكريين العراقيين مستشارين لدى الحكومة اليمنية منذ عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في حين لاذ عدد منهم بالفرار إلى اليمن إبان غزو العراق عام 2003.

وفي الوقت الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة، أظهرت تقارير صحافية أن أكثر من 60 ضابطا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) قتلوا على يد تنظيم القاعدة منذ مطلع العام الحالي 2012. في حين قتل العشرات في محافظة أبين وغيرها من المحافظات الجنوبية على يد مسلحين متشددين، الأعوام القليلة الماضية.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية مطلعة في محافظة أبين لـ«الشرق الأوسط» إن تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة»، حاول، مساء أمس، شن هجوم على مديرية مودية والاستيلاء عليها، وذكرت المصادر أن مسلحي اللجان الشعبية تصدوا للهجوم المزدوج الذي وقع بواسطة سيارة مفخخة، إضافة إلى تبادل إطلاق النار، غير أن مصادر أخرى قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين من «القاعدة» مروا بسيارة على نقطة عسكرية شرق مدينة مودية وتجاوزوها وهم يطلقون النار، الأمر الذي أسفر عن سقوط جريح واحد على الأقل.

في موضوع آخر، قالت مصادر يمنية حكومية إن انفجارا وقع أمام منزل العميد الركن مجلي أحمد مجيديع قائد الشرطة العسكرية اليمنية، وذكرت المصادر أن مجهولين رموا القنبلة أمام المنزل وأن حراسته تبادلت إطلاق النار معهم، الأمر الذي أسفر عن مقتل مواطن يعمل سائق تاكسي، ولم تظهر التحقيقات الجارية، حتى اللحظة، إن كان على صلة بالجماعة المهاجمة أو أنه ضحية.

وقال العميد مجيديع لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات ما زالت جارية في القضية، وإنه لا يستطيع توجيه الاتهام لأي طرف من الأطراف، ولا يستطيع اعتبار الحادث إرهابيا، لكنه أكد حدوث اشتباكات وإطلاق نار عقب تفجير القنبلة، كما أكد مقتل مواطن.

من ناحية أخرى، قالت الأجهزة الأمنية في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، إنها أحبطت عملية إرهابية كبيرة بواسطة سيارة مفخخة، وأكدت أن قوة أمنية داهمت منزلا في «حي ريمي» بمديرية المنصورة، بعد معلومات عن وجود مسلحين من عناصر تنظيم القاعدة بداخله، ولكن المسلحين تمكنوا من الفرار، وعثر في فناء المنزل على سيارة مفخخة جاهزة للتفجير، وتنشط «القاعدة» في محافظة عدن، وسبق أن نفذت سلسلة من العمليات الإرهابية فيها، وفي ذات الحي الذي جرى اكتشاف السيارة المفخخة، قتل اللواء الركن سالم قطن، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق، في عملية انتحارية قبل نحو 3 أشهر، إضافة إلى مقتل عدد من ضباط المخابرات في نفس المنطقة.

إلى ذلك، هاجم مسلحون، يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة، مساء أمس، نقطة تفتيش تابعة للجان الشعبية في محافظة أبين (جنوب اليمن)، في هجومين متتاليين؛ أحدهما انتحاري بسيارة مفخخة.

ونقل موقع لـ«المصدر أونلاين» الإخباري عن مصادر محلية إن سيارة تقل مسلحين من «القاعدة» هاجموا رجال القبائل المرابطين في نقطة تفتيش «القفل» التابعة لـ«آل فرج» على المدخل الشرقي لمدينة مودية. وأضافت أن اشتباكات وقعت بين الطرفين، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من رجال القبائل ومقتل أحد المهاجمين. وذكرت المصادر أن سيارة أخرى مفخخة، من نوع «كورلا»، اقتحمت نقطة التفتيش وتفجرت هناك، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من اللجان الشعبية على الأقل، إضافة إلى قائد السيارة الانتحاري. كما أدى الانفجار إلى إصابة ستة آخرين من اللجان الشعبية. وقالت مصادر في وقت لاحق إن أحد رجال القبائل توفي في وقت لاحق بمستشفى لودر متأثرا بجراحه.

في ذات السياق، تطرق وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، إلى الأعمال الإرهابية التي تشهدها عدن، في اجتماع للمكتب التنفيذي الحكومي الخاص بها مع محافظ المحافظة، أمس، حيث تناول تزايد الأعمال الإرهابية ونشاط «القاعدة» في محافظة أبين، وقال الوزير ناصر إن «على الأجهزة الأمنية التعامل مع الخلايا المتبقية في عدن والتصدي لكل الأعمال الإجرامية»، ودعا «الشباب إلى عدم الانجرار وراء هذه الثلة الظلامية التي ليس لها من هدف إلا القتل والدمار للوطن»، وذلك في إشارة واضحة إلى «القاعدة»، حيث سبق أن تعرض الوزير نفسه لسلسلة من محاولات الاغتيال في صنعاء وعدن.