الفريق السوري بلبنان وتيار «المستقبل» يتبادلان الاتهامات حول التورط في أحداث سوريا

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: قوات النظام تحشد للسيطرة على الجوسية تمهيدا لإسقاط القصير

TT

واصل فريق الثامن من آذار، والقوى اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري هجومها على فريق المعارضة، وتحديدا تيار «المستقبل»، حيث اتهم النائب عن الحزب «السوري القومي الاجتماعي» مروان فارس، تيار «المستقبل» بـ«دعم الإرهابيين في سوريا وتهريب السلاح والمقاتلين من لبنان إلى سوريا عبر بلدة عرسال». في الوقت الذي رد «المستقبل» عبر النائب السابق مصطفى علوش، الذي اعتبر هذه الاتهامات «محاولة بائسة للتغطية على المشاركة الإجرامية لجماعة الثامن من آذار بقتل السوريين وتدمير سوريا».

فقد أكد النائب مروان فارس أن «مناصري تيار (المستقبل) في عرسال هم من يهربون المسلحين والأسلحة إلى سوريا ويرسلون المقاتلين من عرسال إلى الحدود السورية اللبنانية وخاصة جماعة النائب خالد الضاهر»، وقال فارس في تصريح له: «كل جماعة تيار (المستقبل) في البقاع يدعمون الإرهابيين الموجودين على الحدود بالأسلحة والأموال، وخاصة في مشاريع القاع، كلهم ينتمون إلى تيار المستقبل.. وهم يهربون السلاح والمازوت للاعتداء على الجيش السوري». معتبرا أن «كلام كتلة المستقبل عن تدخل تيار المستقبل في سوريا فقط من خلال الدعم الإعلامي والسياسي والإنساني هو غير صحيح».

ورأى أن «هناك فريقا سياسيا متكاملا عنوانه سياسي للهجوم على سوريا والنظام في سوريا.. أعتقد الأميركيون أنه خلال ستة أشهر يستطيعون التخلص من الرئيس بشار الأسد، ولكن صمود واستمرار النظام لفترة سنتين يعني هزيمة كاملة للأميركيين والأوروبيين. وبالطبع ما حصل في سوريا نحن نعرف أن أغلب الإرهابيين يهربون من القصير من منطقة حمص، ثم إلى مشاريع القاع ثم إلى عرسال، وحركة الهروب هذه دلالة على فشل المشروع الأميركي في سوريا».

وعن هجوم نواب «المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» على حزب الله لفت فارس إلى أن «هذه التصريحات لا تخدم إلا العدو الصهيوني، وكل الناس الشرفاء في لبنان يتفاخرون بهذه الطائرة التي اخترقت أجواء فلسطين المحتلة وهذه أول مرة تحصل في الحروب مع إسرائيل. وهذه الطائرة هي عنوان فخر تساوي الانتصار الذي حصل في عام 2000 و2006. وبمجرد اختراق هذه الطائرة لأول مرة تهدد أمن إسرائيل».

ورد عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش على هذه الاتهامات، فذكر بأن «منطقة مشاريع القاع تقع تحت سلطة الجيش اللبناني، إلا إذا كان النائب فارس يتهم الجيش بالتواطؤ مع المعارضة السورية». وأكد علوش في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «اتهامات فارس الفارغة لتيار المستقبل تأتي بعد زلة لسانه عندما اعترف بأن ميلشيا البعث والقومي وحزب الله تقاتل إلى جانب النظام السوري، وهو أراد التغطية على هذا الاعتراف».

ولفت إلى أنه «حتى الآن لم يظهر وجود أي مقاتل لبناني موثق في صفوف المعارضة السورية، ولم تستطع السلطات السورية من إثبات ذلك، وهذا يدل على أن هذه الاتهامات ما هي إلا محاولة بائسة للتغطية على المشاركة الإجرامية لجماعة الثامن من آذار بقتل السوريين وتدمير سوريا».

ورأى علوش، أن «المعركة كانت مكشوفة منذ زمن، فهذا المعسكر متهم باغتيال (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري، استباقا لتحرك الناس باتجاه الربيع العربي على المستوى الشعبي»، وقال: «لا شك أن حزب الله وغيره من أتباع معسكر الممانعة الذي تقوده إيران يعتبرون أن تيار المستقبل كان طليعة الربيع العربي، الذي من ضمن أهدافه وقف السيطرة وتغلغل الغريب بشؤون الشعوب الوطنية، والتخلص من الحكام المتسلطين، الذي هم بالنسبة لمعسكر الممانعة يمثلون بشار الأسد بشكل أساسي».

إلى ذلك تحدث ناشطون سوريون عن «تعزيزات وحشود للجيش السوري ومقاتلي حزب الله كتوطئة للهجوم على بلدة الجوسية السورية المواجهة لمشاريع القاع». وأكد الناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يعد لمعركة طاحنة في محاولة للسيطرة على الجوسية، بمساعدة من مقاتلي حزب الله، باعتبار أن إسقاط هذه البلدة يمهد لمحاصرة مدينة القصير الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر والثوار». وقال هؤلاء «إن السيطرة على القصير تبقى هدفا استراتيجيا لقوات الأسد، لأنها ستكون العامل الأكثر فاعلية لتطويق حمص، وتحرير خط التواصل والإمداد بين البقاع اللبناني حيث مركز نفوذ حزب الله والساحل السوري، وهو ما يقوي عود النظام الذي تقهقر إلى حد كبير في هذه المنطقة خلال الأشهر الأخيرة».