اليمن: انفجارات عنيفة تهز مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء الأحمر

مقتل 9 من عناصر «القاعدة» في غارة جوية أميركية جديدة على محافظة أبين

دخان يتصاعد نتيجة لتفجير مخزن أسلحة في مجمع عسكري بصنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

هزت العاصمة اليمنية صنعاء أمس، انفجارات عنيفة قرابة الساعة الـ11 صباحا، وأكدت مصادر متطابقة أن الانفجارات وقعت في مقر قيادة «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها اللواء المنشق عن النظام السابق، علي محسن الأحمر، في وقت قالت فيه مصادر حكومية يمنية إن 9 من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا في غارة جوية بمحافظة أبين الجنوبية.

وسمع سكان العاصمة اليمنية دوي انفجارات عنيفة هزت الكثير من الأحياء وشوهدت أعمدة الدخان وهي تتصاعد من مقر «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر والكائنة بجوار جامعة صنعاء الجديدة وجوار «ساحة التغيير» في صنعاء، وهي أبرز القوات العسكرية التي انشقت عن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح إبان الاحتجاجات التي اندلعت مطلع عام 2011، للمطالبة برحيله.

واعترفت السلطات قيادة الفرقة بالحادث، وقالت إنه وقع في مخزن للذخيرة داخل المعسكر وإنها شرعت في إجراء تحقيقات مكثفة وسريعة لمعرفة أسباب تلك الانفجارات التي أثارت الرعب في الشارع اليمني وبالأخص وسط سكان العاصمة الذين اعتقدوا أن الأوضاع انفجرت وأن الحرب اندلعت مجددا بين الأطراف اليمنية المتصارعة على السلطة. وقالت قيادة «الفرقة الأولى مدرع» إن الحادث «عرضي»، لكنها أكدت استمرار التحقيقات بشأنه وأنه لم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

وبحسب بعض السكان وشهود العيان الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فقد تطايرت بعض القذائف الصاروخية إلى أرجاء متعددة من صنعاء، ووصلت بعضها إلى مسافات بعيدة، حيث وصلت إحداها إلى «شارع النصر» قرب منطقة «شيراتون»، لكن معظم الشهود أكدوا أن القذائف التي تطايرت لم تنفجر، في حين شكلت وزارة الدفاع لجنة خاصة للتحقيق في الحادث، وتشير بعض المعلومات إلى أن شخصا واحدا قتل في تلك الانفجارات وأصيب آخرون.

وأثارت انفجارات صنعاء، أمس، ردود فعل سريعة، حيث أطلق أمين العاصمة، عبد القادر هلال نداء عاجلا إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي بسرعة إخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية، وكانت هذه المطالبة إحدى نقاط الخلاف بين الرئيس السابق صالح وشركائه في الوحدة اليمنية (الجنوبيين - الحزب الاشتراكي) مطلع عقد تسعينات القرن الماضي، حيث كانوا يطالبون بها ويصرون عليها ووضعت ضمن ما كانت تسمى إبان الأزمة السياسية عام 1993، بـ«النقاط الـ18»، وطالب هلال الرئيس هادي بإصدار «توجيه حازم بإخراج معسكرات القوات المسلحة التي تتمركز بين الأحياء السكنية إلى خارج العاصمة صنعاء كونها تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين»، وقال أمين العاصمة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «المجلس المحلي لأمانة العاصمة سيطالب بشكل رسمي بإخراج تلك المعسكرات دون استثناء أو تفريق وتحويل مساحات وجودها إلى مصالح عامة من منتزهات وحدائق ومدارس ومستشفيات ومبان حكومية وخدمية»، في وقت طالبت فيه بعض القوى المقربة اللواء الأحمر بإخراج «ميليشيات الحوثي» من العاصمة صنعاء قبل إخراج المعسكرات.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس هادي كل الأطراف اليمنية إلى «ضرورة العمل على فتح صفحة جديدة من تاريخ اليمن المعاصر من أجل الأجيال وحياتهم الحرة الكريمة ونعمل بكل جهد وإخلاص من أجل تحقيق كامل الأهداف المنشودة وعلى أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقمي 2014 و2051»، وذلك خلال اجتماع عقده، أمس، مع رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ونائبيه: حمير الأحمر ومحمد علي الشدادي ومستشاري: الرئيس الدكتور عبد الكريم الارياني والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الله أحمد غانم وعبد الوهاب الانسي ورؤساء الكتل البرلمانية: سلطان البركاني والدكتور صالح السنباني وسلطان العتواني وبحضور المبعوث الأممي مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر.

في موضوع آخر، أعلنت السلطات الأمنية المختصة مقتل 9 من عناصر تنظيم القاعدة في غارة جوية، يعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار هي من نفذتها، وقال مصدر أمني يمني إن القتلى «من كبار وأخطر القيادات الإرهابية في تنظيم القاعدة وأنصار الشر (أنصار الشريعة) التي كانت سببا في ارتكاب الجرائم الشنيعة التي شهدتها محافظة أبين خلال الفترة الماضية، لقوا مصرعهم صباح اليوم في منطقة الجبلين قرب منطقة ساكن وعيص».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المواطنين في مدينة جعار في أبين، خرجوا للاحتفال بمقتل هؤلاء الأشخاص وخاصة أبرزهم والذي يدعى نادر الشدادي وغيره من تلك العناصر التي أثارت الرعب في قلوب المواطنين، الفترة الماضية، كما قال البعض.