إدانة عربية ودولية.. ومجلس الأمن يدعو إلى ملاحقة المسؤولين

السعودية تندد بالحادث «الإرهابي».. وواشنطن تدعو إلى «ضبط النفس» > مسؤول إسرائيلي يرد على اتهامات طهران: أمر يستحق الرثاء

لبنانية تبكي بحرقة قرب صورة اللواء وسام الحسن في ساحة الشهداء ببيروت أمس (رويترز)
TT

لاقى حادث تفجير سيارة ملغومة في حي الأشرفية ببيروت أول من أمس مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص بينهم العميد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وإصابة العشرات، إدانة عربية ودولية واسعة.

ووصف مجلس الأمن الدولي الهجوم بـ«الاعتداء الإرهابي»، بينما دعا البيت الأبيض اللبنانيين إلى ضبط النفس. وبدوره، اعتبر مجلس التعاون الخليجي الهجوم محاولة لـ«إعادة لبنان إلى دائرة العنف والتوتر». وبينما أدانت إيران أمس الحادث ولمحت إلى مسؤولية إسرائيل، رفض مسؤول إسرائيلي التلميح ووصفه بأنه «أمر يستحق الرثاء».

وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست أمس أن العمل الإرهابي الذي وقع في حي الأشرفية «استهداف للأمن والاستقرار في لبنان الشقيق».

وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، حادث التفجير المروع، واصفا إياه بأنه عمل إرهابي جبان يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون، في تصريح له أمس، إن «هذا العمل الإرهابي استهدف المساس بالأمن والاستقرار في لبنان الشقيق وترويع الآمنين الأبرياء».

ودعا الأمين العام لمجلس التعاون جميع القوى الوطنية اللبنانية إلى «التحلي بالحكمة والصبر وضبط النفس من أجل تفويت الفرصة على الذين أرادوا بهذا العمل الإجرامي إعادة لبنان إلى دائرة العنف والتوتر».

واستنكرت السعودية حادث التفجير الإرهابي في بيروت، مؤكدة أن «الهجوم دلالة انعدام كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية والإنسانية، لمن قام بذلك الفعل الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أمن واستقرار لبنان».

وقال مصدر مسؤول في السعودية إن «المملكة تدين هذا العمل، وتابعت باستهجان شديد حادث التفجير الإرهابي الذي أدى إلى مقتل رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن وآخرين، وإصابة العشرات بجروح». وأضاف المصدر أن «المملكة تؤكد ضرورة الوصول للجناة بأي حال من الأحوال؛ لأن ترك مثل هذا الأمر مدعاة إلى الفوضى وتصفية للرجال الشرفاء وإخلال بأمن لبنان»، معبرا عن تعازي المملكة العربية السعودية للرئيس اللبناني ولأسر الضحايا وشعب لبنان، وأمنياتها الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل.

من جانبها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم، ونقل بيان عن الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قوله إن «دولة الإمارات تدين هذا العمل الإرهابي الجبان وتؤكد وقوفها إلى جانب لبنان الشقيق واستعدادها للمساعدة في توفير أي احتياجات تساعده على تأمين استقراره وأمنه»، مؤكدا «ضرورة الكشف عن ملابسات الحادث وتقديم مرتكبيه للعدالة».

كما أدانت مصر التفجير، ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو «أدان التفجير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت اليوم (أول من أمس) مخلفا عشرات القتلى والمصابين».

وأدانت الحكومة الأردنية حادث التفجير، مؤكدة رفضها «كل أشكال الإرهاب والعنف».

وأكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة «موقف الأردن الثابت الرافض لكل أشكال الإرهاب والعنف أيا كان مصدره ومنطلقاته».

إلى ذلك، أدانت إيران أمس الحادث ولمحت إلى مسؤولية إسرائيل، ورفض مسؤول إسرائيلي التلميح ووصفه بأنه «أمر يستحق الرثاء».

وجاء في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الإيرانية: «استهدف هذا العمل الوقيعة بين التيارات والقطاعات المختلفة للشعب اللبناني ونفذه عنصر لا يعبأ قط بمصلحة شعب لبنان وحكومته ولا يسعى إلا لتحقيق مصالح وأهداف مغرضة».

وذكر المتحدث رامين مهمان باراست أنه «ما من شك في أن العدو الرئيسي للشعب اللبناني والمنطقة هو النظام الصهيوني الذي يستفيد من انعدام الاستقرار وغياب الأمن في المنطقة».

وحين سئل عن تصريحات مهمان باراست قال ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية «بعد أن حمل النظام الإيراني إسرائيل المسؤولية حتى عن سوء الأحوال الجوية في إيران، فهل هناك ما لم يلق بمسؤوليته تلقائيا على إسرائيل؟!.. إنه أمر جدير بالرثاء. إنها حالة مرضية».

ودعا مهمان باراست للوحدة الوطنية في لبنان عقب الهجوم. وبعد الحادث بفترة قصيرة صرح وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور لوكالة «رويترز» بأن نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أدان التفجير ويعتزم زيارة بيروت في وقت لاحق من أمس (السبت).

وبينما وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام إلى دمشق، أدانت سوريا التفجير معتبرة أنه عمل «إرهابي جبان»، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله إن «هذه التفجيرات الإرهابية مدانة أينما حدثت وليس هناك ما يبررها».

بدورها، أدانت وزارة الخارجية التركية الحادث، وقالت في بيان إن تركيا سوف تواصل الوقوف ضد كل محاولة لاستهداف استقرار لبنان، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية أمس، وأضاف البيان أن تركيا «تشارك الشعب اللبناني آلامه»، معربة عن تعازيها لأقارب الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.

كما أدان مجلس الأمن اغتيال العميد وسام الحسن، وقدمت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس «تعازيها الصادقة إلى ضحايا هذا العمل الشنيع». وشددت في بيان على ضرورة «ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة، ومن أعدوا لها، ومن وفر لها الدعم المالي، وتقديمهم إلى القضاء»، وأكدت عزمها على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد.

وأعلن مجلس الأمن «إدانته، من دون تحفظ، لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسية». ودعا «جميع اللبنانيين إلى المحافظة على الوحدة الوطنية» في مواجهة هذه التهديدات. ودعا، أيضا، جميع طوائف اللبنانيين إلى «مواصلة الحوار الوطني».

وفي بيان منفصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاعتداء، وطالب بـ«تحقيق معمق»، ودعا اللبنانيين إلى «الهدوء وضبط النفس».

ونددت الولايات المتحدة بالاعتداء «الإرهابي»، واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان أن اغتيال العميد الحسن «إشارة خطيرة عن وجود من يريد تقويض استقرار لبنان». وقالت الوزيرة الأميركية إنه «على لبنان أن يغلق هذا الفصل من ماضيه وأن يضع نهاية لمنح الحصانة للاغتيالات السياسية وكل العنف السياسي الموجه»، داعية «جميع الأحزاب اللبنانية إلى ضبط النفس واحترام استقرار وأمن لبنان»، وأضافت أن «الولايات المتحدة ستظل ملتزمة باستقلال وسيادة واستقرار لبنان وسنظل نعمل مع شركائنا للحفاظ على أمن واستقرار لبنان».

وردا على سؤال عما إذا كان هذا الاعتداء مرتبطا بشكل أو بآخر بالنزاع في سوريا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «قلنا قبل أسابيع وأشهر إننا نتخوف من عودة التوترات، وخصوصا الطائفية في لبنان، التي ستنجم عن تمدد النزاع في سوريا»، وأضافت «لا أريد أن أستبق الأمور قبل أن تحدد السلطات اللبنانية هوية المسؤولين» عن الاعتداء.

وفي موسكو، أدانت وزارة الشؤون الخارجية الروسية أمس التفجير، وقالت في بيان «ندين بشدة هذا العمل الإرهابي البربري، ويجب القبض على مرتكبيه ومدبريه ومعاقبتهم كما ينبغي».

وقالت الوزارة إن «الحادث يثبت مرة أخرى الحاجة الملحة للتصدي للقوى المدمرة التي تحاول دفع الشرق الأوسط إلى الفوضى وبث الكراهية بين الجيران وممثلي الديانات المختلفة التي تنعم بحياة التعايش جنبا إلى جنب في المنطقة على مدار قرون». كما أدان البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان التفجير، وأعرب عن تمنياته بأن يسود السلام والمصالحة لبنان ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.

وفي برقية عزاء نشرت أمس أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق، عن حزنه ومواساته لأسر وأقارب ضحايا التفجير، كما أعرب عن مواساته للشعب اللبناني.

أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، فقد أعربت عن «إدانتها الشديدة» للهجوم الذي «يتناقض بقوة مع الجهود المبذولة مؤخرا لإعادة إعمار هذا البلد وضمان استقراره وتدعيم شعور الوحدة الوطنية والترويج لثقافة الحوار».