تفجير سيارة مفخخة في ريف دمشق وقصف اللاذقية وإدلب بالطيران

قوات النظام تحاصر خان شيخون ومقتل 8 مسعفين من الدفاع المدني في دوما

عنصران من الجيش الحر أثناء اشتباكات في حي باب الحديد بحلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قبل يومين على موعد بدء هدنة الأضحى، صعّد النظام السوري حملته العسكرية لتطال معظم المناطق السورية إضافة إلى الإعدامات الميدانية التي أدّت إلى سقوط المزيد من القتلى الذين وصل عددهم إلى 80 شخصا، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنتها لجان التنسيق المحلية في سوريا، فيما كانت المعارك بين الجيشين النظامي والحر على أشدها في حلب وإدلب ودير الزور.

وبينما صحت العاصمة دمشق على أصوات القصف المدفعي العنيف المنطلق من جبل قاسيون باتجاه الغوطة الشرقية وحي برزة، فيما شوهد تحليق طيران حربي مروحي وطائرات ميغ طوال يوم أمس في وسط العاصمة، وكان متجها نحو الشرق في غارات هي الأعنف على الغوطة الشرقية، انفجرت، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري، سيارة مفخخة في منطقة دف الشوك بحي التضامن أدّت إلى سقوط نحو 20 جريحا و6 قتلى وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأشار شهود عيان إلى صوت انفجار ضخم دوى في حي التضامن في استهداف لحاجز لقوات النظام هناك، وجاء هذا الاستهداف بعد يوم من القصف المروحي العنيف على حي التضامن، تزامن مع حملة دهم واعتقال في حي الميدان القريب من الأحياء الجنوبية المتصلة بضواحي العاصمة.

من جانب آخر أطلقت قوات الأمن الرصاص على مظاهرة طيارة خرجت في شارع بغداد وسط العاصمة، أعقبها حملة مداهمة واعتقالات، وقال ناشطون إنه تم اعتقال العشرات من الشباب. كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي في حي القابون رافقها سقوط قذائف على أطراف الحي.

كما قصفت القوات النظامية مجددا بلدة حرستا لليوم الخامس على التوالي في محاولة لاقتحامها، ودارت اشتباكات عنيفة، مما تسبب بمقتل خمسة أشخاص وفقا للجان التنسيق المحلية وشبكة «شام». وقال أحد الناشطين في دوما لـ«الشرق الأوسط» إنّ «8 مسعفين من الدفاع المدني قتلوا برصاص القنص خلال محاولتهم مساعدة ضحايا سقطوا جراء القصف». وقالت الناشطة مسا مسعود عضو شبكة «سوريا»، إنه عثر على جثث محروقة، محملة مسؤولية قتلهم للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. وذكر المرصد أن القصف على حرستا ترافق مع أصوات انفجارات هزت أنحاء المدينة وإطلاق رصاص كثيف من قبل القوات النظامية بينما تعرضت بلدة عربين للقصف. وشمل القصف مناطق أخرى في ريف دمشق بينها حمّورية وفي العاصمة دمشق وتحديدا في حي القابون وفقا لناشطين.

وفي إدلب، تحدثت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف عنيف على معرة النعمان بريف إدلب حيث يحاول الجيش النظامي السوري فك الحصار عن جنوده المحاصرين في معسكر وادي الضيف شرقي البلدة التي سيطر عليها الجيش الحر في وقت سابق من هذا الشهر.

وأكدت لجان التنسيق مقتل خمسة أشخاص بقصف جوي لبلدة أخرى في ريف إدلب هي معرة شمرين. وفي وقت لاحق أكدت الهيئة العامة للثورة السورية وناشطون مقتل ثمانية أفراد من عائلة واحدة بقصف لبلدة كفرومة بإدلب أيضا. كما نجح مقاتلو الجيش الحر في إجبار القوات النظامية على الانسحاب من بلدة حارم بريف إدلب حيث يستمر القتال على جبهات أخرى.

وأفاد المرصد بأنّ الطائرات الحربية شنّت غارات جوية على مدينة معرة النعمان وقرية تلمنس الواقعة في محيط معسكر وادي الضيف وقتل خمسة عناصر من الجيش الحر بينهم أربعة من مشايخ معرة النعمان، فيما استمرت الاشتباكات في محيط المعسكر بين القوات النظامية من جهة ومقاتلين من الجيش الحر وآخرين من «جبهة النصرة» في محاولة لمحاصرة المعسكر منذ أيام والسيطرة عليه.

وقال عثمان الخاني، الناطق الإعلامي من خان شيخون في ريف إدلب، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره الجيش الحر منذ أيام، مانعا وصول تعزيزات لقوا النظام إليه، فيما نجح في السيطرة على عدد من حواجز المنطقة». في المقابل، أشار الخاني إلى أنّ مدينة خان شيخون تئنّ تحت الحصار المطبق الذي تنفذه قوات النظام من خلال الحواجز الـ17 التي تلفّ المدينة.

كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أنّ قصفا عنيفا بالطيران الحربي استهدف بلدة كفروما بريف إدلب وأدى إلى سقوط سبعة قتلى من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى. وفي معرة النعمان التي سبق للجيش الحر أن أعلن سيطرته عليها، الأمر الذي منع وصول الإمدادات لقوات الجيش النظامي نحو حلب، تجدد القتال أمس في محيط معسكر وادي الضيف الذي يضم نحو 150 جنديا نظاميا وفق بعض التقديرات.

وفي اللاذقية، أفاد المرصد عن تعرض قرى جبل الأكراد للقصف من قبل الطائرات الحربية. كما قتل وجرح، بحسب المرصد، في محافظة الرقة ما لا يقل عن 14 شخصا من القوات النظامية إثر تفجير سيارة مفخخة على حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة بريف الرقة.

أما في حلب حيث المعركة لا تزال على أشدّها، فقد استهدف القصف أحياء في حلب بينها مساكن هنانو وبلدات في ريفها بينها أورم الكبرى وكفرناها بحسب ما أفاد ناشطون. كما تعرض حي الصاخور في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية ودارت اشتباكات عنيفة في أحياء الخالدية والأشرفية والزهراء وفي محيط دوار شيحان والليرمون وأوقعت خسائر في صفوف الطرفين.

وأكدت لجان التنسيق وشبكة «شام» اندلاع مواجهات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري القريب منه، فيما استمر القتال في أحياء داخل المدينة مثل باب الحديد وسيف الدولة. كما سجلت صباح أمس اشتباكات عنيفة في بلدة خان العسل بحلب لدى محاولة الجيش النظامي اقتحامها. وفي ريف حلب دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر في بلدة خان العسل كما تعرضت بلدة كفرناها للقصف من قبل القوات النظامية.

أما في دير الزور، فقد تحدثت شبكة «شام» عن قصف جوي ومدفعي عنيف لأحياء في دير الزور بينها الحميدية والشيخ ياسين وتعد حارم آخر معقل للجيش النظامي في شمال وغرب إدلب والتي تشهد مواجهات منذ أسابيع. كما سيطر الجيش الحر على حاجز المسمكة قرب المطار العسكري بينما استمرت الاشتباكات قرب مقر الأمن السياسي بالمدينة. وفي ريف دير الزور تعرضت قريتي الحسينية والجنينة للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى. وفي درعا أيضا، ذكر المرصد أنّ القوات النظامية نفذت حملة دهم في بلدة الصنمين بحثا عن مطلوبين بينما تعرضت بلدة علما للقصف ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.