يؤدي حجاج بيت الله الحرام ركن الحج الأعظم وذلك بوقوفهم على صعيد عرفات الطاهر حتى مغيب شمس هذا اليوم (الخميس) التاسع من ذي الحجة، وذلك قبل نفرتهم إلى مزدلفة حيث يبيتون بقية الليل، تأسيا بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، فيما سيقوم الحجاج اليوم بجمع صلاتي الظهر والعصر من مسجد نمرة والاستماع إلى خطبة عرفات، والتي يؤم الصلاة فيها ويلقي الخطبة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء.
وتأتي تحركات الحجيج بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حيث من القرر وصول خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى القصر الملكي في منى قبل مغرب هذا اليوم للوقوف والإشراف ميدانيا على تحركات الحجاج.
من جانبه أكد الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا أمس عن اكتمال وصول 1.7 مليون حاج يمثلون 189 جنسية من خارج المملكة.
وأوضح وزير الداخلية في برقية رفعها أمس لخادم الحرمين الشريفين أن عدد الحجاج القادمين من خارج السعودية لهذا العام جوا وبحرا وبرا قد نقص عن العام الماضي بنسبة 4 في المائة تقريبا.
فيما نجحت خطط التصعيد في إيصالهم إلى نقاط توزيعهم مرورا بنجاح تفويجهم لقضاء يوم «التروية» على الرغم من كثافة الحافلات والازدحام، فإنها طبقت خططا بديلة ناجحة في عمليات التفويج، وتابع الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج عملية تصعيد الحجاج إلى منى، كما واصل وزير الداخلية وأمير منطقة مكة المكرمة تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان.
من جانبه أوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن جميع حجاج التروية الذين يتواجدون في مكة المكرمة تم نقلهم إلى منى أمس.
وبين خلال المؤتمر الصحافي اليومي الثاني لأعمال الحج أن عمليات نقل حجاج التروية كانت في بدايتها خفيفة وشهدت ذروتها بعد صلاة الفجر وحتى الظهر ونقل تقريبا 75 في المائة، و10 في المائة كانوا في طريقهم إلى مشعر منى، وأن 15 في المائة من الحجاج ستبدأ عملية نقلهم إلى مشعر عرفات بعد عصر اليوم لكونهم لا يقضون يوم التروية في مشعر منى ولكنهم يتجهون إلى عرفة مباشرة.
صحيا، بين الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي بوزارة الصحة أن الوزارة تباشر مهامها وفق خطتها المعدة وقال: «التجهيزات المتكاملة والنوعية والقوى العاملة المتخصصة والوجود المستمر للطواقم الطبية مكن من تقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن في اليوم الثامن في الوقت المناسب والمكان المناسب لمحتاجيها».
وأوضح أن وزارة الصحة قدمت الخدمة الطبية منذ غرة الشهر الحالي إلى يوم أمس لنحو 153 ألف حاج من خلال الخدمات الإسعافية أو مراجعة العيادات.
من جانبه، أكد المقدم عبد الله الحارثي المتحدث بالمديرية العامة للدفاع المدني أن قوات الدفاع المدني طبقت اليوم الجزء الخاص بخطتها في مشعر منى من خلال تقسيمه إلى خمس مناطق، جندت لها 100 وحدة إنقاذ وإطفاء وإسعاف، إلى جانب أكثر من 25 وحدة إنقاذ مائي، و251 فرقة إشراف وقائي، و280 فرقة تدخل سريع تستخدم الدراجات النارية، و910 شبكات إطفاء بكامل مستلزماتها، وشبكة رصد تغطي 21 نفقا للتأكد من إمكانية استخدامها من قبل المشاة والسيارات.
من جانب آخر، دعا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء حجاج بيت الله الحرام إلى لزوم السكينة والطمأنينة واحترام الأنظمة والتعليمات.
وأوضح أن الدولة بذلت جهودا كبيرة لخدمة الحجيج ونفذت مشاريع هائلة لراحتهم منها مشروع القطار ومشروع الجمرات والطرق الواسعة وتوسعة الحرم المكي الشريف.
وقال مخاطبا ضيوف الرحمن: «لنتقي الله في أنفسنا ونحمد الله على هذه النعمة ونقدر جهود المسؤولين ونحفظ لهم مكانتهم وما بذلوه من هذه الجهود الجبارة التي جعلت الحجيج يقضون حجهم في انتظام وسكنية وطمأنينة، كما يجب على كل حاج أن يحترم أمن البلد ويحترم الأنظمة التي وضعت لراحته ولأجل أن يؤدي فريضته على الوجه المطلوب».