لجان التنسيق: إمكانية إعلان شمال سوريا «منطقة عازلة» خلال ساعات

روسيا: المعارضة مسلحة بصواريخ «ستينغر» الأميركية.. والثوار: سلاحنا من غنائمنا فقط

TT

شكل انسحاب الجيش السوري النظامي أول من أمس من مدينة حارم في ريف إدلب بعد اشتباكات دامية هناك، وكذلك سيطرة الجيش الحر على أكثر من 18 حاجزا في المنطقة، نقطة تحول في مسار الأحداث في شمال سوريا، خاصة مع حديث لجان التنسيق المحلية عن «سيطرة الثوار على 80% من ريف إدلب، وإمكانية إعلان شمال سوريا منطقة عازلة خلال ساعات».

التطورات الميدانية رافقها موقف روسي لافت؛ إذ أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أن مسلحي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ أميركية الصنع من طراز «ستينغر» لمقاتلة الجيش السوري. وقال الجنرال ماكاروف بحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» إن «هيئة الأركان تملك معلومات مفادها أن المقاتلين الذين يقاتلون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ محمولة من دول مختلفة، لا سيما قاذفات (ستينغر) الأميركية الصنع».

وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن موسكو تملك ما يؤكد تسليح المعارضة السورية بهذه الأسلحة، رغم إنكار الإدارة الأميركية تقديم هذه الصواريخ إلى المعارضة السورية، وأضاف أنه «ما زال يتعين تحديد الجهة التي قامت بتسليمها».

وتتريث قيادة الجيش الحر منذ مدة في إعلان قيام منطقة عازلة شمال سوريا، بانتظار مدها بأسلحة نوعية على غرار صواريخ «ستينغر» قادرة على فرض نوع من السيطرة على الجو بعد إتمام السيطرة على الأرض. وهي صواريخ - كما يؤكد قادة هذا الجيش في الميدان والناشطون والمجلس الوطني السوري - لا تزال غير موجودة بين أيدي الثوار لغياب القرار الدولي في هذا الإطار.

وفي حين يؤكد قائد «لواء حلب الشهباء»، الشيخ عبد الرحمن أن الريف الشمالي لسوريا أصبح وبشكل كامل تحت سيطرة الثوار، ينفي ما يحكى عن استخدامهم صواريخ «ستينغر»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما لدينا أسلحة استولينا عليها خلال اشتباكنا مع قوات النظام، وما يحكى عن مدنا بأسلحة نوعية من الخارج لا يمت للحقيقة بصلة ويهدف لتجفيف منابع السلاح الخفيف والمتوسط».

ويشير عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي إلى أنه «مع السيطرة على مدينة حارم يمكن القول إننا أصبحنا بصدد منطقة عازلة سورية الصنع، لا تزال لا تتمتع بغطاء جوي بسبب غياب القرار الدولي بمد الثوار بأسلحة نوعية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما يُحكى عن وصول صواريخ (ستينغر) لأيدي الثوار غير صحيح لأنها صواريخ يستحيل إخفاؤها متى استخدمت على أرض المعركة، علما بأن الدول الغربية والإدارة الأميركية ترفض حتى الساعة تزويدنا بنوع كهذا من السلاح سيقلب كل المعادلات».

بدوره، يعرب مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» فهد المصري عن تخوفه من أن يكون انسحاب الجيش السوري النظامي السريع والمفاجئ من معرة النعمان وغيرها من مناطق في ريف إدلب مقدمة لحملة هوجاء سيشنها النظام على المنطقة بالصواريخ والأسلحة المحرمة دوليا، متحدثا عن جهود حثيثة يتم بذلها لإعلان شمال حلب وإدلب منطقة عازلة محررة، على أن تكون في المرحلة المقبلة محمية دوليا. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ما نسعى إليه هو تشكيل ائتلاف عسكري دولي من خارج مجلس الأمن يوجه ضربات جوية لمفاصل النظام، وكذلك الحصول على أسلحة نوعية تمكن الجيش الحر من تأمين منطقة عازلة 100% جوا وبرا».

أما عما يحكى عن مد الثوار بصواريخ «ستينغر»، فيقول المصري: «ما لدى الجيش الحر من مضادات للطيران والدروع نتيجة غنائمه وسيطرته على بعض مخازن الأسلحة التابعة للنظام.. أما كل حديث آخر عن دخول سلاح نوعي من دول غربية أو عربية فهو كلام غير دقيق».

وعلق المصري على إعلان نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام إيرفي لادسوس أن حديثا جديا يدور في أروقة المنظمة الأممية في نيويورك حول احتمالات إرسال بعثة سلام دولية إلى سوريا، فقال: «أبلغنا المبعوث الدولي - العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بوجوب إرسال قوات دولية مماثلة إلى الحدود مع لبنان لوضع حد لتدخل حزب الله بشؤوننا، خاصة وقف قصفه الأراضي السورية.. وهو ما تأكد مؤخرا حين قصف القصير وجوسية من مرتفعات الهرمل».