واشنطن تحذر من فراغ سياسي في لبنان «سيعقد الوضع أكثر»

دعت لحكومة ائتلافية قادرة على مواجهة عدم الاستقرار الوارد من سوريا

TT

مع قلقها من انتقال الحرب في سوريا إلى لبنان، دعت واشنطن اللبنانيين ليشكلوا حكومة ائتلاف جديدة لمواجهة تطورات ما بعد اغتيال وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وحذرت واشنطن من فراغ سياسي سيعقد الوضع أكثر. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، فيكتوريا نولاند، أول من أمس، «يهدد عدم الاستقرار المصدر من سوريا أكثر من أي وقت مضى أمن لبنان، ويحتم على اللبنانيين أن يختاروا حكومة قادرة على مواجهة هذا التهديد».

وأضافت: «نحن ندعم الجهود التي يقوم بها الرئيس (اللبناني ميشال) سليمان، وقادة مسؤولون آخرون، في لبنان لتشكيل حكومة فعالة، ولاتخاذ إجراءات ضرورية بعد الاعتداء الإرهابي» على الحسن وآخرين.

وأضافت بأن السفيرة الأميركية في لبنان، مورا كونيللي، «تقوم بلقاءات مع الساسة اللبنانيين، لمعرفة ما إذا كان الرئيس سليمان سيرمم الحكومة الحالية».

وردا على سؤال إذا كانت الولايات المتحدة تؤيد تغيير الحكومة في لبنا، أجابت نولاند بأن الرئيس سليمان «بدأ محادثات مع جميع الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، ونحن ندعم هذه العملية.» وأن واشنطن لا تريد «فراغا سياسيا» في لبنان.

وعن فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، قالت إن اتصالات بين هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أوضحت أن اللبنانيين «يرحبون ببعض الدعم» من «إف بي آي». وأضافت: «فهمنا أن (إف بي آي) وافق على المساهمة، وسيرسل فريقا قريبا».

وأعادت نولاند إلى الأذهان أنه، «كما أعلنا في وضوح في البيان (بعد قتل وسام الحسن)، نحن قلقون جدا إزاء تصاعد التوترات السياسية في لبنان، لا سيما في بيروت وطرابلس». مضيفة: «نحن نشيد بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية، وقوى الأمن الداخلي، لمحاولتهم المحافظة على الهدوء في البلاد».

وأضافت: «لن نحكم مسبقا على نتائج أي تحركات لإنشاء ائتلاف حاكم جديد. واضح أن هذا قضية لبنانية».

وكان بيانان، واحد من البيت الأبيض والثاني من الخارجية الأميركية، أدانا اغتيال الحسن. وقال بيان البيت الأبيض: «الولايات المتحدة تدين، بأشد العبارات، الأعمال الإرهابية التي وقعت في حي الأشرفية في بيروت. ونعرب عن تعاطفنا العميق مع أسر وأحباء الذين لقوا مصرعهم».

ووصف البيان الحسن بأنه «كان مدافعا قويا عن أمن لبنان وشعبه». وأن واشنطن «تعتبر هذا (الاغتيال) علامة خطرة بأن هناك من يزال يسعى إلى تقويض الاستقرار في لبنان». ودعا البيان اللبنانيين للعمل على «إغلاق هذا الفصل من ماضي لبنان، ووضع حد للإفلات من العقاب للاغتيالات السياسية وأعمال العنف الأخرى ذات الدوافع السياسية». ودعا «جميع الأطراف لممارسة ضبط النفس، واحترام استقرار وأمن لبنان». وكرر بيان الخارجية الموقف الأميركي بالالتزام بأن يكون لبنان «مستقلا، وذا سيادة، ومستقرا».

وتحاشى البيانان الإشارة إلى سوريا. لكن، كانت بيانات سابقة أعربت عن القلق من انتقال العنف في سوريا إلى لبنان.

وكانت نولاند قالت، في أغسطس (آب) الماضي: «يساورنا قلق عميق إزاء تداعيات الأزمة السورية، والتي يمكن أن تؤثر على الاستقرار في لبنان، وعلى سيادة لبنان. نحن ندعو جميع الأطراف لممارسة ضبط النفس، ونرحب بالجهود التي يبذلها القادة اللبنانيون وقوات الأمن في محاولة لتهدئة الوضع. ونحن نعتقد أن قوات الأمن اللبنانية بشكل عام، قامت بعمل رائع».

وأضافت: «هذا النوع من العنف الذي رأيناه في لبنان، العنف الذي رأيناه فيما يتعلق بالمواطنين اللبنانيين، هو امتداد للعنف الذي نشره نظام الأسد. ليس فقط في بلده، ولكن يمكن أن يكون في كل المنطقة».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن القلق الأميركي من انتقال العنف في سوريا إلى لبنان زاد مؤخرا بسبب زيادة العنف في سوريا. وتوقع بعضها سيناريو أخطر، وهو أن يتعمد الرئيس السوري بشار الأسد نقل الحرب إلى لبنان، ليس فقط للاستفادة من حزب الله الذي صار يدعم نظام الأسد في سوريا، ولكن، أيضا، لمحاولة كسب المسيحيين اللبنانيين، وتصوير الحرب بأنها بين المسلمين السنة في جانب، والمسيحيين والشيعة والعلويين في جانب آخر.