تنافس الإسلاميين المصريين على ساحات صلاة العيد يجدد الجدل حول مسودة الدستور

الجماعة الإسلامية تدعو لمليونية

TT

شهدت الساعات القليلة قبل حلول موعد صلاة عيد الأضحى المبارك سباقا بين جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية، حزب الحرية والعدالة، من جهة، والدعوة السلفية وحزبها «النور» من جهة أخرى، والجماعة الإسلامية من ناحية ثالثة، للسيطرة على الساحات والميادين من أجل أداء صلاة العيد.

وتصاعد الصراع، أمس، بين «الإخوان» والسلفيين والجماعة الإسلامية، لفرض النفوذ على الساحات والميادين، وتمكنت الدعوة السلفية من الاستحواذ على أكثر من 12 ألف ساحة في القاهرة ومحافظات الوجه البحري، خاصة الإسكندرية، حسب مصادر داخل الدعوة السلفية، بينما أعلنت قيادات إخوانية أن الجماعة تسيطر على 10 آلاف ساحة، وذكرت الجماعة الإسلامية أنها استطاعت السيطرة على ساحات الصلاة في محافظات صعيد مصر، بحسب قيادي بالجماعة.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن دعاة التيار السلفي والجماعة الإسلامية سوف يخصصون خطبة العيد في دعوة المواطنين لرفض مسودة الدستور الجديد المطروحة للنقاش المجتمعي، والدعوة إلى ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، ورفض أي مواد تخالفها، وأن جماعة الإخوان سوف تدعو في خطب العيد إلى دعم المسودة الأولى لمشروع الدستور الجديد، التي وضعتها الجمعية التأسيسية، ودعم الرئيس المصري محمد مرسي في مواجهة منتقديه الذين ارتفعت انتقاداتهم في الآونة الأخيرة.

من ناحية أخرى، استبق الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، خطبة العيد، وأوصى في رسالته الأسبوعية، أمس (الخميس)، التي نشرت على الرغم من وجوده في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، المصريين بالسمع والطاعة للقيادة المختارة اختيارا صحيحا بإرادة الأمة، حسب قوله، وذلك في إشارة للرئيس محمد مرسي، لافتا إلى عدم ضرورة «النظر إلى الاستلطاف الشخصي أو الهوى النفسي أو النظرة الحزبية الضيقة».

يأتي هذا فيما تسابق الإسلاميون في الإعلان عن هدايا مغرية للمصلين وإجراء مسابقة على عدد من خراف العيد ولحوم الأضاحي، إضافة لتوزيع هدايا قيمة على الأطفال.

وأكدت الجماعة الإسلامية أنها كلفت خطباءها بالتركيز في خطب عيد الأضحى على نصرة الشريعة الإسلامية والدعوة للحشد لمليونية 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال الشيخ إسماعيل الجن، عضو الجماعة الإسلامية بأسوان، إن «الجماعة وقياداتها يشاركون في معظم ساحات الصلاة في جميع الميادين والمحافظات»، مؤكدا أن الخطب ستكون لنصرة الشريعة الإسلامية، التي يحاول البعض تجاهلها، والدعوة للإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة، المسجون في الولايات المتحدة الأميركية»، وتابع: «سوف نؤكد في خطب العيد على رفض نص المادة الثانية من الدستور الجديد، التي تم الإبقاء على نصها القديم في دستور عام 1971».

وأكد إبراهيم الشهير، القيادي بحزب النور السلفي، أن الدعوة السلفية والحزب شكلا لجنة للإشراف على المحافظات واختيار مسؤول في كل محافظة، لتنظيم الساحات وتوزيع الخطباء والدعاة ووضع برنامج العيد من مسابقات القرآن وتوزيع الهدايا على الأطفال وأعمال خيرية أخرى.

وتابع: «إن خطب العيد في ساحات الدعوة ستركز على قضايا معاصرة تمس الواقع، وقضيتنا الرئيسية هي ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ورفض أي مواد تخالفها».

وأوضح الشهير أن هدف الدعوة ليس توجيه أحد نحو رفض مسودة الدستور الجديد، قائلا: «واقعنا يحتم ألا نتجاهل هذه القضية، ورفض الشهير اعتبار خطة الدعوة السلفية لتوحيد مضمون الخطب تهدف للصدام مع (الإخوان)، بسبب أزمة رفض المادة الثانية من الدستور»، مضيفا أن «عدد ساحات صلاة العيد لا يمكن اعتباره منافسة مع (الإخوان)، لكن الهدف استيعاب المصلين في ساحات الدعوة والتعرف وحث المصلين على الحب والعمل من أجل مصر».