«الإسعاف الطائر».. غرفة عناية مركزة متنقلة مجهزة حتى للجراحات الكبرى

«الشرق الأوسط» ترصد من طائرة الهلال الأحمر السعودي «عرفات والحجيج» من علو 1500 قدم من سطح البحر

مسجد نمرة الذي شهد صلاتي الظهر والعصر جمعا واستمع الحجاج لخطبة عرفات (تصوير: خضر الزهراني)
TT

يؤكد عبد الرحمن الحضيري مدير الإدارة العامة للطيران بهيئة الهلال الأحمر السعودي، عدم اقتصار مهام «الإسعاف الطائر» الذي يجوب المشاعر المقدسة جوا، على نقل المصابين وحسب، بل إن الطائرة الواحدة من أصل 12 طائرة جهزتها الهيئة، تعتبر غرفة عناية مركزة متنقلة، وتستوعب إجراء كبرى العمليات الجراحية والعاجلة على حد سواء.

ومن علو 1500 قدم عن مشعر عرفات، يقول مدير الطيران في الهلال الأحمر لـ«الشرق الأوسط» «إن مجموع الأطقم الطبية المشاركة خلال خطة الحج يبلغ نحو 40 طاقما، ما بين طبيب ومسعف، ويبلغ عدد الأطقم الجوية المشاركة في خطة الحج لهذا العام نحو 24 قائد طائرة، وتشمل كل رحلة جوية وجود طبيب متخصص وأخصائي طوارئ، ويبلغ عدد الرحلات التي نفذها الإسعاف الطائر حتى يوم أمس، 20 رحلة منذ بداية شهر ذي الحجة، مجملها حوادث طرق، وتراوحت في التصنيف ما بين حرجة وخطرة في منطقة المدينة المنورة». وحول آلية الحوادث، يقول الحضيري «يتم استلام البلاغ عن طريق غرفة العمليات (997)، ومن ثم يتم تحديد فوري بموقع الحادث، وترحيل البلاغ إلى عمليات وأبراج المراقبة، ويبلغ معدل إقلاع الطائرة فور تلقي البلاغ وحتى الطيران 7 دقائق». لافتا إلى أن الطائرات المخصصة للمشاعر تغطي مسافة 60 كلم مربع.

وفور الانتهاء من عملية الإسعاف واكتمال الطلعة الجوية للطائرة، يشرع فريق فني وآخر طبي في صيانة وإعداد الطائر للرحلة المقبلة، وتشهد الطائرة عملية تعقيم فور الانتهاء من كل رحلة لمدة نصف ساعة، فيما تخضع لعملية صيانة دورية للمحركات والأجهزة الفنية، وكشف عن عزم الهيئة، استلام أربع طائرات جديدة نهاية الشهر الجاري. ورصدت «الشرق الأوسط» جوا، حركة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات، من على متن طائرة الإسعاف الطائر، وسط حزمة تجهيزات واسعة قامت هيئة الهلال الأحمر السعودي بتأمينها، تلبية لمتطلبات أكبر تجمع يشهده العالم.

بينما تم تجهيز ثلاثة مراكز لعمليات الطيران والترحيل الجوي بكامل أجهزة الاتصالات والراديو موجودة في المدينة المنورة وجدة وعرفات، وتعمل المراكز 24 ساعة لاستقبال البلاغات من مركز عمليات الهلال الأحمر في مكة المكرمة.

وتتمركز طائرة الإسعاف الجوي يوم عرفة في مستشفى عرفات، تحسبا لنقل أي حالات إلى المستشفيات المتخصصة، فيما أعدت الهيئة موقع إخلاء طبي مجهز في مشعر منى خلال أيام التشريق الثلاث والتي تشهد رمي الجمرات الثلاث، ويعلو موقع الإخلاء، البرج الشمالي للجمرات؛ لنقل أي حالات إلى مستشفى النور أو مستشفى حراء.

ويقول تقرير صدر عن الهيئة «إن جميع الطائرات على أهبة الاستعداد للاستجابة الفورية على مدار 24 ساعة». ويضيف «إن جميع الطواقم الطبية المتخصصة الذين يعملون على طائرات الإسعاف الجوي جاهزين وعلى مدار الساعة، كما تم تجهيز طاقم طبي جوي من أطقم الهلال الأحمر يمكن لهم استدعاؤه إن اقتضت الضرورة ذلك».