«الحر» يسيطر على أحياء كردية ومسيحية في حلب والنظام يدك المدينة بالمدفعية وراجمات الصواريخ

ناشطون لـ «الشرق الأوسط» : الثوار سيطروا على أحياء الأشرفية والسريان

TT

قالت مصادر ميدانية من حلب إن الجيش السوري الحر نفذ بالأمس خطة مطبقة للسيطرة على أكبر عدد من الأحياء في المدينة ونجح بذلك، فدخل أحياء الأشرفية ذات الغالبية الكردية والسريان ذات الغالبية المسيحية، كما حاصر بالكامل فرع الأمن الجنائي الذي يُعد أحد أهم المراكز الأمنية في المدينة. وترافق ذلك مع تصعيد النظام السوري حملته الأمنية على مناطق ريف دمشق، مما أدى، بحسب لجان التنسيق المحلية، لسقوط عشرات القتلى والجرحى.

وعشية جمعة عيد الأضحى التي أطلق عليها الناشطون تسمية جمعة «الله أكبر نصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده»، قال محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، إن «الجيش الحر تمكن من السيطرة بالكامل على تلك الأحياء، دون مقاومة تذكر من حزب العمال الكردستاني»، متوقعا أن تكون قد حصلت مفاوضات بين الجيش الحر ومقاتلي حزب العمال لدخول الثوار من دون مقاومة للحي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «معارك عنيفة جدا تشهدها مدينة حلب والجيش الحر يحاصر بالكامل فرع الأمن الجنائي الذي يُعد أحد أهم المراكز الأمنية في المدينة، كما يتقدم للسيطرة على مزيد من الأحياء وهو يوشك على السيطرة على حي السبيل، مما سيجعله مسيطرا على أكثر من 80 في المائة من مجمل مدينة حلب».

وأوضح الحلبي أنه «بالتزامن مع القصف العشوائي الذي تشنه دبابات النظام وطائرات (ميغ) وراجمات الصواريخ على الأحياء الجديدة التي سيطر عليها الثوار، يتم تسجيل حالة نزوح واسعة في صفوف الأكراد والمسيحيين، ففيما ينزح الأكراد للأرياف الكردية، يتوجه المسيحيون إلى حي الجديدة والسليمانية، وهم أبلغونا في حال استمرار القصف العنيف فسيغادرون إلى لبنان».

ويكتسب الحي أهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالإشراف على أجزاء من المناطق المحيطة به. كما يشكل «عقدة مواصلات مهمة» بين وسط المدينة وشمالها. ويأتي دخول المقاتلين إليه بعد سيطرتهم الأسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور.

وأفاد الناشط السوري وائل نحاس في حلب بأن عناصر حزب «العمال الكردستاني» الذين كانوا يسيطرون على المنطقة قبل دخول «الجيش الحر» تراجعوا إلى ما بعد الدوار الثاني في حي الأشرفية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها اتفاق بين الطرفين لدخول «الحر»، مشيرا من جهة ثانية إلى أن عناصر من «الجيش الحر» شوهدوا يحملون صواريخ مضادة للطيران على أكتافهم من نوع «ستينغر» الأميركية الصنع، وذلك في تطور لافت.

وفي دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على أطراف حيي التضامن والقدم جنوب العاصمة، حيث أفيد باشتباكات دورية على الرغم من إعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة منذ يوليو (تموز) الماضي.

وإلى ذلك، أشارت «لجان التنسيق» إلى أن «قوات النظام شنّت حملة دهم واعتقالات عشوائية في منطقة المهاجرين في قلب العاصمة دمشق»، مشيرة إلى أن قوات الأمن ما زالت مستمرة في سياسة «تفخيخ» الأبنية السكنية في حي التضامن بدمشق.

وكان ناشطون أفادوا بأن القصف بالمدفعية والدبابات تواصل على أحياء الحجر الأسود والعسالي والقابون وبرزة بدمشق، بينما أكدت شبكة شام الإخبارية أن اشتباكات تدور في أحياء القدم والعسالي وبرزة بين قوات النظام والجيش الحر، حيث دمر الثوار حاجزا عسكريا في حي التضامن، واستهدفوا حافلة للجيش والشبيحة، كما هاجموا عدة حواجز في الحجر الأسود.

وفي الوقت نفسه، انتشرت عناصر الأمن والشبيحة في أحياء باب مصلى والميدان وساروجة والمزة وشارع خالد بن الوليد، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق ونشر الحواجز واعتقال كثير من المتظاهرين.

وقد شهد حي التضامن بدمشق انفجار سيارة مفخخة تلاه إطلاق رصاص وقصف مروحي عنيف على شارع الشهداء، بينما قال التلفزيون السوري الرسمي إن 6 ستة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين في انفجار حافلة عند حاجز عسكري في حي دف الشوك.

وفي ريف دمشق، سجلت عمليات قصف واشتباكات في عدد من القرى والبلدات، وأفاد المرصد بتعرض حرستا ومناطق محيطة بها وببلدات زملكا وكفربطنا وسقبا للقصف من قبل القوات النظامية «في محاولة للسيطرة على ريف دمشق»، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب، تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، الذي يحاصره المقاتلون منذ نحو أسبوعين. وفي الرقة، قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة هاجموا «حاجز رنين العسكري قرب بلدة سلوك، مما أدى إلى استيلاء المقاتلين على الحاجز»، مشيرا إلى مقتل 3 عناصر من القوات النظامية، واستحواذ المقاتلين على «أسلحة وذخائر ودبابة».

وفي محافظة حماه، أفاد المرصد بوقوع انفجار في حي الشريعة «وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة»، فيما أبدى ناشطون تخوفهم من وقوع مجزرة جديدة بحق 25 مدنيا تحتجزهم قوات الأمن معصبي الأعين بحي الجبيلة في دير الزور، حسب لجان التنسيق المحلية.