الدول الغربية ترحب بقبول الحكومة السورية لهدنة الأضحى.. وتأمل تنفيذها بفاعلية

الأمم المتحدة: لا توجد ضمانات لقدرة الهدنة «على الصمود».. وروسيا غاضبة من تسريبات المشاورات

TT

رحبت الدول الغربية بقبول الحكومة السورية لتنفيذ هدنة وقف إطلاق النار التي اقترحها المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، وأيدها مجلس الأمن، مساء الأربعاء، لكنها أبدت تشككا وترقبا متيقظا لإمكانية التنفيذ الفعلي للهدنة.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن بلادها تؤيد الهدنة، وقالت: «ليحتفل السوريون بالعيد بسلام»، مشيرة إلى أن بلادها ترغب في إنهاء العنف وبدء عملية انتقال سياسي في سوريا.

من جانبه، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، عقب مباحثات مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر، إن بلاده «تأمل أن تتحقق الهدنة المعلنة في سوريا بمناسبة عيد الأضحى»، معربا عن قلقة من الأوضاع التي تعيشها سوريا.

وشدد لافروف على أن تسوية الأزمة السورية يحب أن تتم بالطرق السياسية وحدها، وقال إن «هذا يعتمد على الإسراع في وقف أعمال العنف ودخول كل الأطراف في حوار، من دون شروط مسبقة، مما سيسمح بالخروج من الأزمة بأقل الخسائر»، وأضاف أنه «من الضروري في البداية وقف كل أعمال العنف في سوريا، على أن يجري بعد ذلك التحقيق في الوقائع الخاصة بانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان».

وبدورها، دعت الصين إلى احترام تنفيذ الهدنة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي: «نتمنى أن تقوم كل الأطراف بموقف مخلص، وتنفيذ مقترحات المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، واستغلال هذه الفرصة لوقف إطلاق النار ووقف العنف، بحيث يصبح التنفيذ طويل الأمد وفعالا لتهيئة الظروف لتخفيف معاناة الشعب السوري».

من جانبه، حذر نائب رئيس الأمم المتحدة جان اليسون، صباح أمس، من أنه لا توجد ضمانات على قدرة الهدنة المقترحة على الصمود، لكنه حث المقاتلين السوريين والحكومة السورية على الالتزام بها.

وقال الياسون للصحافيين: «نراقب المأساة في سوريا، ولدينا الآن آمال في أن يتحقق وقف إطلاق النار، وعلى طرفي الصراع في سوريا اغتنام الفرصة ووقف سفك الدماء وخلق مناخ لإجراء محادثات».

وأضاف: «نأمل بشدة أن تتخذ هذه الخطوة الأولى نحو الحد من العنف وبداية التقدم السياسي، لأننا نرى مخاطر كبيرة جدا للشعب السوري وأمن واستقرار المنطقة»، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من علامات انتشار الصراع إلى خارج سوريا. وقال الياسون الذي شغل منصب وزير خارجية السويد في السابق: «أهمية وقف إطلاق النار تكمن في إقامة تهدئة رمزية وإسكات المدافع، لأن مئات الآلاف في خطر محدق مع تزايد تدفق اللاجئين عبر الحدود واقتراب الشتاء القارس، وهناك مشكلات مع شبكات الكهرباء ونرى مشكلات إنسانية ضخمة، ويمكن أن تصبح أسوأ».

كما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس استعدادها لإرسال مساعدات لآلاف الأسر السورية في أماكن تعذر الوصول إليها حتى الآن، في حال الاتفاق على وقف المعارك.

وقالت المفوضية في بيان إن «وكالة الأمم المتحدة للاجئين وشركاءها على استعداد لإرسال آلاف رزم المساعدة العاجلة إلى أسر تقيم في مناطق تعذر الوصول إليها حتى الآن، في حال تم تطبيق مشروع وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام».

إلى ذلك، أبدى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين غضبه من قيام وسائل الإعلام بنقل تسريبات من الاجتماعات المغلقة لمجلس الأمن خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، خاصة إفادة الأخضر الإبراهيمي أمام المجلس، ومقترحات روسيا على بيان المجلس حول تنفيذ الهدنة، وطلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة التحقيق حول هذه التسريبات.

وأبدى تشوركين غضبه من قيام الدبلوماسيين بنقل التسريبات إلى الصحافيين، وقال إنه «أمر مخزٍ أن يقوم شخص بتسريب المعلومات من غرفة المشاورات في مجلس الأمن».

وصب السفير الروسي جام غضبه على وكالتي «رويترز» والصحافة الفرنسية، مطالبا بسحب بطاقات الاعتماد الصحافية لمراسليهم. وقال تشوركين لمجلس الأمن إنه لا يجوز تقديم تسريبات عن مشاورات سرية، لكنه قال في تصريحات للصحافيين صباح الخميس: «أنا أحترم حرية وسائل الإعلام، لكن على وسائل الإعلام أن تحترم سرية أعمال مجلس الأمن».

ونفى السفير الروسي أنه طلب طرد الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأمم المتحدة الذين قاموا بتسريب اجتماعات مجلس الأمن حول سوريا، وقال: «إننا نعتقد أن هذا خطأ (التسريبات)، وطلبنا من الأمانة العامة النظر في هذه المسألة، لأننا نعتقد أن هذا يشكل انتهاكا جسيما لآداب المهنة».