موسكو تكرر اتهام واشنطن بتنسيق تزويد المعارضة السورية بالأسلحة

بانيتا: لم نرسل صواريخ «ستينغر» للمنطقة.. ومراقبون: ما ظهر بيد الثوار سلاح «روسي» أكثر منه «أميركيا»

TT

أكدت الخارجية الروسية أمس أن الولايات المتحدة تنسق وتؤمن مساعدة لوجستية لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، فيما تؤكد واشنطن عدم تقديم المساعدة العسكرية للمعارضين السوريين، ويرجح مراقبون أن أسلحة الثوار التي ظهرت في المعارك الدائرة حتى الآن، أسلحة روسية.

وصرحت الخارجية الروسية في بيان أمس بأنه «من المعروف علنا أن واشنطن على علم بتسليم عدة أنواع من الأسلحة إلى مجموعات مسلحة غير قانونية تعمل على الأراضي السورية، كما أن الولايات المتحدة (...) تؤمن تنسيقا ومساعدة لوجستية لهذه الشحنات».

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قال مساء أول من أمس إنه ليس لديه علم بأن الولايات المتحدة تمد قوات المعارضة السورية بصواريخ «ستينغر»، وذلك بعد أن قالت موسكو صباح الأربعاء إن المعارضة حصلت على تلك الصواريخ الأرض - جو الأميركية الصنع.

وعندما سئل عن تقارير بشأن حصول المعارضة السورية على هذه الأسلحة، رفض بانيتا التعليق، وقال: «لا علم لي بهذه التقارير.. وبالتأكيد لا علم لي بأننا نرسل مثل هذه الصواريخ إلى هذه المنطقة».

وقال نيكولاي ماكاروف رئيس الأركان العامة الروسية أول من أمس إن الجيش الروسي علم بأن قوات المعارضة السورية «تملك قاذفات صواريخ محمولة من بلدان متعددة.. بينها صواريخ (ستينغر) الأميركية الصنع». ونقلت عنه وكالة «إنترفاكس» للأنباء قوله: «لا يزال يتعين تحديد من أمدهم بها».

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، طالبا عدم الكشف عن اسمه لـ«رويترز»، إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد حصول المعارضة السورية على صواريخ «ستينغر».

ومن الممكن أن تساعد صواريخ «ستينغر» على إسقاط الطائرات الحربية والطائرات الهليكوبتر التي تقصف المناطق السكنية حيث يوجد مقاتلو المعارضة. لكن على خلاف الأزمة الليبية العام الماضي، لم يبد الغرب رغبة في تسليح المعارضة السورية خوفا من سقوط الأسلحة في أيدي متشددين إسلاميين.

وأصبحت مسألة تسليح المعارضة السورية من عدمه قضية في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث اتهم المرشح الجمهوري ميت رومني منافسه الديمقراطي الرئيس باراك أوباما بالفشل في إظهار القيادة. وفي مناظرتهما يوم الاثنين، قال رومني إن على الولايات المتحدة أن تعمل مع شركائها على تنظيم المعارضة السورية، «وضمان حصولهم على الأسلحة اللازمة للدفاع عن أنفسهم».. فيما قال أوباما إن رومني مخطئ في اعتقاده بأن إمداد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة «اقتراح بسيط سيؤدي إلى أن نكون أكثر أمنا على المدى الطويل».

وتأتي تلك الاتهامات الروسية في وقت أظهرت فيه مقاطع فيديو صورها نشطاء من المعارضة مقاتلين يحملون صواريخ أرض - جو صنعت في الاتحاد السوفياتي السابق، لكن لم تظهر بعد لقطات لمقاتلين يحملون صواريخ «ستينغر». وباعت روسيا لحكومة الأسد أسلحة بقيمة مليار دولار العام الماضي، وأكدت أنها ستعارض أي حظر للسلاح على سوريا من جانب مجلس الأمن الدولي.

وتتوافق تلك المعطيات مع ما يقوله قادة المعارضة المسلحة، حيث يؤكدون أن ما بأيديهم من أسلحة هي نتائج «غنائمهم» من المعارك الدائرة مع القوات السورية على الأرض، وإن أي جهة خارجية لم تمدهم بأي عون خصوصا مضادات الطيران المحمولة أو الصواريخ.

ويشير مراقبون لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أغلب السلاح المستخدم داخل سوريا، سواء من جهة القوات النظامية أو الثوار، هو سلاح روسي، مما يرجح مصداقية المعارضة السورية فيما تدعيه من حصولها على السلاح من «مخازن الأسد».. بينما لم تظهر أي مؤشرات ملموسة على وجود سلاح أميركي أو غربي الصنع حتى الآن على الأرض، سوى ادعاءات المسؤولين الروس غير الموثقة.