لبنان: السجال الداخلي يستمر حول استقالة حكومة ميقاتي

أطراف المعارضة تواصل ضغوطاتها

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أثناء لقائه بعضا من قادة الجيش ( تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

استمر الجدل أمس في لبنان بين المعارضة والموالاة حول مطلب استقالة حكومة ميقاتي بعد اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن حيث استمرت المعارضة في رفع الاستقالة شعارا فيما تطالب الموالاة بـ«حوار» حول القضايا الوطنية.

ورأى النائب علي عسيران عضو كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري أن «لبنان وكما يرى الجميع يحظى بدعم دولي ومن كل الجهات، وأصبح الآن مطلوبا من اللبنانيين أن يتفهموا هذا الواقع، ويعوا تماما أهمية هذا الدعم ليحفظوا حياتهم المدنية والسياسية وليجدوا القواسم السياسية لحل المشكلات والنزاعات». وأمل أن «يفهم الجميع مدى أهمية هذا الدعم الدولي، ومن جميع الجهات لحفظ لبنان واستقراره ما يتطلب وحدة بين اللبنانيين، وموقفا موحدا في النظرة لكل ما يحيط بلبنان من أخطار خصوصا من العدو الإسرائيلي».

وتوجه عضو الكتلة نفسها النائب علي قبيسي إلى «الشركاء في الوطن» بالتأكيد على أن «الحرص الأكيد على سلامة وطننا، هو في تلاقينا وبتحاورنا وهو في أن لا ننجر إلى مؤامرات تحاك وتدبر على مساحة هذا الوطن لكي يغرق لبنان في أتون الفتنة التي يحاولون إغراق العالم العربي بأسره فيها»، معتبرا أن «كل المواقف السياسية التي يجب أن تصدر في هذه الأيام عليها أن تتمتع بحكمة عالية وبرأي وبصيرة، لأن ما رأيناه من تسرع كاد أن يودي بهذا البلد إلى حافة الانهيار».

وقال: «ليس بهذه الطرق التي يعملون لها لإسقاط الحكومة، تسقط الحكومة وليس بهذه الطرق تسقط حكومة في لبنان، ليس بالشارع ولا بالفوضى ولا باللااستقرار تسقط الحكومات، الحكومات تسقط بالأساليب الديمقراطية وبالأطر البرلمانية التي من خلالها نحافظ على المؤسسات، نقول لكل الشركاء إن سياسة التعطيل تؤذي الوطن والدولة والشعب، تعالوا لنتلاقى ولنتحاور على قاعدة أسس لها الرئيس بري عندما دعا للحوار منذ عام 2006، ويكمل هذا الطريق رئيس الجمهورية الذي يكرس يوميا لغة الحوار والتلاقي ليستمر لبنان بخير منتصرا على عدوه، بل لعله منتصر على أعدائه الكثيرين الذين يحاولون العبث بأمنه الداخلي وبسلمه الأهلي وباستقراره».

وفي المقابل، رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن «المرجعيات الدولية ضللت بالتهويل بإمكانية حصول فراغ وكانت مهمتنا الإقناع والشرح لهذه المرجعيات، كما الرد على المضللين الداخليين، أنه في دستورنا لا شيء اسمه الفراغ إذا تعذر تشكيل حكومة، لأن الحكومة المستقيلة تستمر في تصريف الأعمال حتى تشكيل أخرى جديدة ونيلها الثقة».

وشدد على أن «هذا التهويل بالفراغ ليس في مكانه، وهو يأتي في مجال الدفاع عن استمرار الحكومة في وقت يعطي فيه المجتمع الدولي الأولوية لما يجري في سوريا وللانتخابات الرئاسية الأميركية على الصعيد الدولي». وأكد أنه «في الموضوع الحكومي، فإن كل شيء ملحوظ في دستورنا، ولا شيء اسمه الفراغ وهذا ما تفهمته الأوساط الدولية والأميركية بعد زيارة مساعدة وزيرة الخارجية إليزابيث جونز».

وسأل عضو «كتلة المستقبل» النائب جان أوغاسابيان «هل كان من الضروري أن نشهد مأساة الأشرفية ونمشي في جنازة اللواء الشهيد وسام الحسن كي تعمل الحكومة على تفعيل إنتاجيتها؟»، مشيرا إلى أن «الرئيس نجيب ميقاتي لا يملك قرار الاستقالة».

وقال: «هذه الحكومة، حكومة العجز والفشل والهدر والفساد أخذت البلد إلى الصدام الداخلي ووسعت الهوة بين الأطراف اللبنانيين وتركت البلد عرضة لكل التقلبات الحاصلة في المنطقة».

وتوجه إلى ميقاتي بالقول: «يا دولة الرئيس، هذا الفريق الذي يحميك اليوم والذي انقلب على المفاهيم الديمقراطية وعلى نتائج الانتخابات في لبنان والذي جعلك تجلس على الكرسي، كان يمارس أخطاء أكبر بكثير من الخطأ الذي حصل يوم تشييع اللواء الحسن»، معتبرا: «فكيف يستغل ميقاتي ما حصل يوم التشييع ويقول إن فريق 14 آذار يريد العبور على الدولة وليس إلى الدولة؟».

وتابع: «ما كان يحصل خلال محاصرة قوى 8 آذار للسراي الحكومي أخطر بكثير مما يجري اليوم»، معتبرا أن «ميقاتي يأخذ البلاد إلى صدامات، وأصبحنا اليوم أمام جمود في العمل المؤسساتي وأمام أزمة اقتصادية خانقة».