معارك ضارية في حارم على الحدود مع تركيا

قطع كل أنواع الاتصالات عن المنطقة.. والطيران الحربي يقصف بجنون

TT

قتل أكثر من 70 شخصا، جراء قصف طائرات النظام السوري، أمس (الجمعة)، مناطق سيطر عليها الجيش الحر ومسجدا في بلدة حارم الواقعة على الحدود مع تركيا وإقليم هاتاي (لواء إسكندرون) التابع لمحافظة إدلب شمال سوريا.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، مقتل 70 شخصا، جراء قصف النظام السوري المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش، ومسجدا في بلدة حارم، التابعة لمحافظة إدلب بطائرات روسية الصنع. وأضاف البيان أن كثيرا من المنازل تهدم جراء القصف، وحوصر سكانها تحت الأنقاض.

وأعربت الهيئة عن مخاوفها من مجزرة سيرتكبها النظام في البلدة، في ظل ارتفاع أعداد القتلى، وانقطاع الأخبار بسبب قطع النظام كل أنواع الاتصالات عن المنطقة.

وقال ناشطون إن الجيش الحر بعد معارك ضارية شهدتها حارم بين قوات النظام المحاصرة هناك ومقاتلي الجيش الحر منذ أكثر من أسبوعين سيطر على قلعة بلدة حارم الأثرية، بينما نفت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذلك، ونقلت عن محافظ إدلب ياسر الشوفي قوله: «إن ما تناقلته بعض القنوات الشريكة في جريمة سفك الدم السوري من أخبار حول استيلاء مجموعات إرهابية مسلحة على قلعة حارم الأثرية عار من الصحة جملة وتفصيلا».

وأكد المحافظ لوكالة «سانا» أن «هذه الأخبار الكاذبة تأتي في سياق الافتراءات والأخبار المغرضة التي تبثها هذه القنوات لرفع معنويات الإرهابيين المنهارة»، وأن «القوات المسلحة توجه ضربات قاضية للإرهابيين المرتزقة المدعومين من الخارج».

من جانب آخر، قال ناشط في محافظة اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»: «إن جنود النظام محاصرون في حارم القريبة من منطقة القرداحة، وإن أكثر من 340 عسكريا في الجيش السوري قتلوا في اشتباكات جرت في حارم خلال الأسابيع الأخيرة، وخلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى أحضر إلى القرداحة جثامين 23 عسكريا قتلوا في حارم، وصدرت نداءات عدة من أهالي الجنود للقيادة الجيش كي تنقذ الجنود المحاصرين في حارم وترسل لهم الإمدادات».

ويشار إلى أن غالبية الطرق في محافظة إدلب يسيطر عليها الجيش الحر، ولا يتمكن جيش النظام من إرسال تعزيزات إلى هناك، وليس باستطاعته سوى استخدام الطيران الحربي للقصف على مواقع الجيش الحر. وبعد ارتفاع حدة الانتقادات للقيادة العسكرية، لا سيما من أهالي القرداحة ومحافظة طرطوس، لإهمالهم حياة أبنائهم من الجنود المحاصرين في حارم، وانهيار معنوياتهم مع تزايد أعداد القتلى من العسكريين من الطائفة العلوية. وسربت مصادر مقربة من النظام معلومات خلال اليومين الماضيين عن صدور «أمر من مكتب رئيس الجمهورية باستخدام الطيران العمودي والقاذف بضرب جميع أماكن تمركز المسلحين على الحدود التركية حتى لو حصلت حرب عالمية ثالثة»، بحسب ما تناقلته الصفحات المؤيدة للنظام عن تلك المصادر، التي أضافت أن «جميع القوات في حالة تأهب كبيرة لسحق أي رد فعل تركي على الحدود، وأكثر من 9 طائرات مختلفة النوع تقصف أوكار وتجمعات المسلحين في حارم وضواحيها والأحراش، والطيران السوري على الحدود وفوق الحدود يقصف بحرية»، وأن رتلا عسكريا كبيرا «وصل إلى مشارف حارم سيسحق مرتزقة الشمال الإرهابي، والطيران لن يتوقف حتى يسحق كل شيء فداء لأكثر من 300 شهيد من حارم وأبطال الجيش هناك». وبعد تلك التسريبات سربت معلومات أخرى عن إيقاع قتلى بالمئات بصفوف «الإرهابيين على مدخل حارم ليل الأربعاء»، إلا أن نداءات الاستغاثة عادت لتعلو، وعبر الصفحات المؤيدة لإرسال تعزيزات عسكرية، لأن أكثر من 400 عسكري وأمني وموالين للنظام ما زالوا محاصرين في حارم، وأن القيادة السورية لا تزال تهمل ما يجري في حارم.

وجاء في النداء الذي بث يوم أول من أمس الخميس: «أرسلوا الجيش إلى حارم.. نداء استغاثة نطلقه للمرة الرابعة، بعد أن كذب بعض (المحللين) على شاشة الفضائيات السورية، وبشّر بأن الجيش العربي السوري في طريقه إلى حارم».