منظمة العفو الدولية: تصفية جنود سوريين على يد معارضين «جريمة حرب محتملة»

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: ندين أعمالا كهذه وإذا ثبت أن الذين قاموا بها من الجيش الحر ستتم معاقبتهم

عائلات سورية في انتظار الدور لتغيير اسطوانات الغاز بمنطقة الحسكة (رويترز)
TT

اعتبرت منظمة العفو الدولية أن قيام مقاتلين معارضين سوريين بتصفية جنود نظاميين بعد أسرهم ونشر شريط مصور على شبكة الإنترنت يعد «جريمة حرب محتملة». في حين حض المجلس الوطني السوري مقاتلي المعارضة على «محاسبة» كل من ينتهك حقوق الإنسان، وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان في المجلس رديف مصطفى لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحض الجيش السوري الحر والحراك الثوري على الأرض على محاسبة كل من ينتهك حقوق الإنسان».

فيما قالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة آن هاريسون، إن «الشريط الصادم يصور (جريمة حرب محتملة)، ويظهر تجاهلا تاما للقانون الإنساني الدولي من قبل الجماعات المسلحة المعنية». وفي حين أشارت هاريسون إلى أن المنظمة لم تتمكن من تحديد «المجموعة المسلحة التي قامت بهذه التصفيات، وأن أي مجموعة لم تتبن مسؤولية ما جرى»، أكدت الاستمرار في التحقيق في الحادث.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بمقتل 28 جنديا سوريا على الأقل، الخميس الماضي، في هجمات شنها المسلحون على حواجز عسكرية في شمال البلاد. وقال المرصد: «قتل 28 عنصرا من القوات النظامية على الأقل إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب» الواقعة على طريق سراقب - أريحا.

وقد ظهر في الشريط المصور الذي بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، عدد من المقاتلين المعارضين بعدما قاموا بأسر عناصر من قوات النظام على حاجز حميشو في غرب إدلب، وبدا عدد من المقاتلين متحلقين حول نحو عشرة جنود نظاميين مستلقين على الأرض جنبا إلى جنب، ويسمع المصور يقول: «هؤلاء هم كلاب (الرئيس السوري بشار) الأسد».

ويسأل أحد المقاتلين المعارضين جنديا أسيرا: «ألا تعرف أننا من أهل هذا البلد؟». ليرد عليه الجندي: «والله العظيم ما ضربت (لم أطلق النار)». في وقت وجه فيه عدد من المقاتلين ركلات إلى الجنود المرميين أرضا.

وتعليقا على هذا الموضوع، شدد العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر، على أن الجيش الحر يدين مثل هذه الأفعال، وتعليماته إلى عناصره تؤكد على الابتعاد عنها وعدم تطبيق سياسة النظام الإجرامية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لغاية الآن لم نتأكد من هوية الجهة التي قامت بإعدام هؤلاء الجنود، لكننا نقوم بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الحقيقة، وإذا ثبت لدينا أنهم من عناصرنا فستتم محاكمتهم ومعاقبتهم». وعما إذا كان هناك جهة غير الجيش الحر الذي يقاتل ويقوم في العمليات العسكرية في سراقب، قال الكردي: «في سراقب كما معظم المناطق السورية تشترك فصائل عدة في القتال، بعض منها مستقل، إنما يتم التوافق فيما بينها على العمليات العسكرية، لكن مثل هذه الأعمال هي بالتأكيد أعمال فردية».

في المقابل، أشارت مواقع أخرى، ولا سيما موقع «فيس بوك» في الكثير من صفحاته الاجتماعية، مثل صفحة «الحقيقة السورية» على «فيس بوك»، إلى أن الضحايا ليسوا من قوات النظام، إنما من المدنيين السوريين الذين قتلوا على يد عناصر من «الجيش السوري الحر».

مع العلم بأن ردود الفعل حول هذه المشاهد التي بثت في شريط على موقع «يوتيوب»، وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، لاقت بدورها ردود فعل متنوعة بين مؤيد ورافض، حتى بين صفوف المعارضين أنفسهم، ففي حين اعتبر بعضهم «أن عبيد بشار الأسد يجب أن تكون نهايتهم مثل نهاية القذافي، وعلى القاتل أن يقتل»، جاءت تعليقات أخرى لتستنكر هذه الأفعال معتبرة أنه «كان من الأفضل أسرهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة بدل أن يعتمدوا سياسة الإجرام نفسها التي يعتمدها بشار الأسد ضد شعبه».

في الإطار نفسه، اعتبر بوريس دولغوف الخبير الروسي في الشؤون العربية في مركز الدراسات العربية لدى معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن موقف منظمة العفو الدولية من حادثة تصفية الجنود السوريين دليل على «بداية تغير موقف المجتمع الدولي من الأزمة السورية، أو على كل حال تغير موقف الدول الأوروبية» من الوضع في سوريا.