الرئيس الفرنسي في زيارة خاطفة اليوم إلى بيروت

مصادر ميقاتي لـ «الشرق الأوسط»: في لقاء هولاند ـ سليمان دعم للمؤسسات كافة بينها الحكومة

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
TT

يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى بيروت اليوم، في زيارة قصيرة لن تتجاوز الثلاث ساعات، هي الأولى إلى عاصمة عربية منذ انتخابه، على أن يلتقي الرئيس اللبناني ميشال سليمان حصرا ويبحث معه مجمل القضايا الراهنة محليا وإقليميا قبل أن يغادر إلى المملكة العربية السعودية في إطار جولة تقوده إلى لاوس، حيث يشارك في القمة الأوروبية الآسيوية في العاصمة فينتيان.

وتأتي هذه الزيارة غداة رسالة وجهها هولاند إلى اللبنانيين، نقلتها الوزيرة الفرنسية المكلفة بشؤون الفرنكوفونية، يامينا بنغيغي إلى الرئيس سليمان نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دعاهم فيها إلى «وضع مصلحة بلادهم فوق كل اعتبار لحمايته من كل محاولات زعزعة الاستقرار فيه من أي جهة أتت».

وأكدت الرسالة على «تضامن فرنسا الكامل مع لبنان وشعبه»، إثر اغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن التي «تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلد وشل المؤسسات»، بحسب ما ورد في الرسالة.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي قمة ثنائية مع نظيره اللبناني في القصر الجمهوري، يليها اجتماع موسع بين الطرفين وتوقيع اتفاقيات ثنائية عدة، على أن تختتم بمؤتمر صحافي مشترك. وقالت مصادر الرئيس سليمان لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «زيارة الرئيس الفرنسي سيتخللها بحث للوضع في المنطقة والوضع في لبنان، وهي تأتي لدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس سليمان لناحية فتح قنوات الحوار بين الفرقاء اللبنانيين من أجل إيجاد حل للأزمة القائمة».

وأعربت مصادر القصر الرئاسي اللبناني عن اعتقادها بأن «الزيارة ستعطي دفعا للجهود المبذولة من قبل الرئيس سليمان وستجدد الدعم الفرنسي القديم والثابت للبنان»، نافية علمها بأي معطيات عن سعي هولاند لإيجاد «صيغة شبيهة باتفاق الدوحة»، تضمن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، على أن يبحثها في المملكة العربية السعودية، وفق ما تم تداوله إعلاميا في بيروت أمس. وأوضحت المصادر عينها أن الزيارة التي ستستمر لساعتين ونيف «سيتخللها توقيع اتفاقيات ثنائية تطال أطر التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والتربية، إضافة إلى مساعدات عسكرية للبنان، لا سيما أن العلاقة بين لبنان وفرنسا ليست بجديدة وهي تطال مجالات عدة».

وفي حين وصفت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجلينا ايخهورست، بعد لقائها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، زيارة الرئيس الفرنسي بأنها «زيارة مهمة جدا بالنسبة إلى لبنان»، لافتة إلى أنه «سينقل بالتأكيد رسالة واضحة إلى رئيس الجمهورية بدعم لبنان مرة جديدة في هذا الظرف الصعب جدا»، غمز نواب في فريق «14 آذار» من قناة اقتصار لقاءات هولاند في بيروت على الرئيس سليمان من دون أن يلتقي الرئيس ميقاتي.

وفي سياق متصل، قالت مصادر الرئيس ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل طرف لبناني يقوم بتأويل زيارة هولاند وفق ما يرتأيه مناسبا»، مشددا على أن في «لقاء الرئيس هولاند بالرئيس سليمان دعم لكل المؤسسات الدستورية بما فيها رئاسة الحكومة، خصوصا أن الموقف الفرنسي واضح لناحية التمسك بالمؤسسات والتحير من الوقوع في الفراغ».

ونفت مصادر ميقاتي أن «تؤثر زيارة هولاند إلى بيروت على الزيارة التي كان مزمعا أن يقوم بها الرئيس ميقاتي إلى فرنسا قريبا». وأوضحت «أنه لا صحة لما أشيع أمس عن إمكانية إعادة النظر بموعد زيارة ميقاتي لأن الموعد لم يحدد أصلا وهو لا يزال قيد البحث بين السلطات اللبنانية والسلطات الفرنسية»، مؤكدا أن «الزيارة مرتقبة خلال هذا الشهر لكن موعدها لا يزال يخضع للدرس على ضوء التطورات».

وكانت ايخهورست، بعد لقائها ميقاتي الذي من المقرر أن يغادر بيروت اليوم متوجها في جولة أوروبية إلى هنغاريا وبلغاريا، أكدت الدعم الأوروبي لـ«جهود المؤسسات الدستورية في لبنان وهي رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء للخروج من الأزمة الراهنة». وقالت من السراي الحكومي: «نحن نعتقد أن هناك كثيرا من الإرادة في هذا الصدد، داخل لبنان وفي الخارج، وهناك إجماع دولي بوجوب مساعدة لبنان، أينما نستطيع ذلك، ومن هذا المنطلق نحن نلتقي الجميع ونحن على ثقة بقدرة اللبنانيين على الخروج من الأزمة».