رمضان لـ «الشرق الأوسط»: الموقف الأميركي لم يكن موفقا في مضمونه وتوقيته

الخارجية الأميركية: لا نسعى لفرض رأينا على المجلس الوطني

TT

أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها لا تسعى إلى «فرض رأيها» على المجلس الوطني السوري المعارض، الذي «تدعمه منذ أكثر من عام»، وذلك بعد رد قاس من «المجلس الوطني» على التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، يوم الأربعاء الماضي، التي اعتبرت أنه «لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني على أنه الزعامة المرئية للمعارضة». ودعت إلى أن يكون «جزءا من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصا من الداخل السوري وغيرهم».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إن بلادها «تدعم المجلس الوطني السوري منذ أكثر من عام»، متداركة بالقول: «لكننا كنا دائما شديدي الوضوح، علنا وبشكل غير علني، مع المجلس الوطني السوري لجهة اعتقادنا بوجوب أن يوسع تمثيله». وأشارت نولاند إلى أن «الولايات المتحدة لا تفرض رأيها على أي حال، والمقصود أن الولايات المتحدة وأصدقاء آخرين لسوريا يدعمون الأصوات التي ترتفع في البلاد ليقولوا إن المجلس الوطني السوري لم يستغل العام الماضي لتوسيع تمثيله»، معتبرة أن على المجلس «أن يمثل كل الألوان وكل الأصوات في سوريا».

وفي سياق متصل، شدد عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري الدكتور أحمد رمضان على أن تصريح كلينتون «لم يكن موفقا لناحية المضمون والتوقيت». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «قطاعا واسعا من السوريين رأى في التصريح تدخلا في شؤون من يمثلهم من الناحية الشرعية». وأوضح أن «المجلس الوطني منذ تأسيسه قبل عام تقريبا لم يتوقف عن ضم مكونات سياسية وثورية وشخصيات مستقلة، لكنه منذ أربعة أشهر بدأ عملية هيكلة واسعة شملت تعديلات على النظام الداخلي وتطوير الهيكلية وتفعيل عمل المكاتب، إضافة إلى ضم المكونات التي نشأت بفعل المتغيرات الميدانية، خصوصا مع انتقال الحراك الثوري إلى إطار جديد بعد الدخول في مرحلة الصراع المسلح مع النظام».

وأعرب عن اعتقاده بأن «الحراك الذي يجري اليوم هو حراك واسع ولا يمكن افتراض أن هناك إمكانية لأن يحل جسم مكان جسم آخر، لأن من شأن ذلك أن يشرذم الساحة السياسية السورية»، مشددا على أن «المجلس الوطني أثبت أنه الصوت الوطني للسوريين ولا يمكن أن يخضع لضغوط من هنا وابتزازات من هناك، وهو يراعي السوريين في رفض التدخل الخارجي في شؤونهم ويتصرف بوعي ووفق ما تمليه إرادة الشعب السوري وحدها».

وكان رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور عبد الباسط سيدا، قد اعتبر في تصريح صحافي أمس، أن «الموقف الأميركي هذا هو للأميركيين ويرتبط بالسياسة الانتخابية الأميركية بعدما أصبح الملف السوري محل نقاش بين المرشحين الرئاسيين»، مذكرا بأن «المجلس الوطني تأسس بناء على إرادة السوريين، وهو كان ولا يزال يعبر عن طموحاتهم وتطلعاتهم باعتبار أنه الجسم الأهم والأكبر في المعارضة السورية». وأشار إلى أن «المجلس الوطني لم يكن يوما الولد المدلل لدى الأميركيين أو لدى سواهم»، معتبرا أن «المجتمع الدولي كان ولا يزال متقاعسا، فهو لم يقدم للثورة والثوار ما يحتاجون إليه، كما أنه لم يسع يوما لتعزيز دور المجلس الوطني».