مدينة سراقب ومحيطها في قبضة الثوار

تربط بين حلب واللاذقية وتعتبر مفتاحا للسيطرة على معظم ريف إدلب

TT

اضطرت القوات النظامية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أول من أمس إلى الانسحاب خارج مدينة سراقب جنوب شرقي محافظة إدلب، بعد توجيه عدد من الضربات العسكرية لها من قبل كتائب الجيش الحر المتمركزة في المنطقة، حيث قام المقاتلون المعارضون بشن هجمات على ثلاثة حواجز للقوات النظامية في محيط سراقب، مما أدى إلى مقتل 28 جنديا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويشير العديد من الناشطين إلى أن مدينة سراقب التي سقطت في يد الجيش الحر بشكل كلي تمتلك موقعا استراتيجيا سيؤثر لاحقا على سير المعارك ضد الجيش النظامي. ويكشف أحد مسؤولي عمليات التواصل في كتيبة «النور» الناشطة عسكريا في ريف إدلب أن «الجيش الحر وضع المدينة منذ مدة في لائحة أهدافه بسبب موقعها المؤثر في سير المعارك، فمن يسيطر على سراقب يكون قد سيطر على المساحة الأكبر من ريف إدلب»، فالمدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 40 ألفا تشكل حلقة الوصل بين مختلف المناطق في محافظة إدلب.

وتقع مدينة سراقب على طريق دمشق - حلب القديم، حيث كانت محطة لكل القوافل التجارية التي تأتي من منطقة باب الهوى الحدودية إلى كل أرجاء المنطقة والجزيرة العربية ودول الخليج. كما يمر بها الطريق الدولي الحديث العابر من حلب إلى دمشق. إضافة إلى ذلك تقع سراقب على طريق حلب – اللاذقية، الأمر الذي يسهل وصول المنتجات الصناعية والزراعية لميناء اللاذقية وهو الميناء الأهم في سوريا. وقد أسهمت شبكة الطرق السريعة التي تمر بها وسهولة وصولها إلى الموانئ البحرية كميناء اللاذقية، والجوية كمطار حلب، في تعزيز القطاع الصناعي والتجاري في المدينة.

هذه الأهمية الاستراتيجية للمدينة دفعت الجيش الحر، كما يقول مسؤول الاتصالات في كتيبة النور «إلى تكثيف الضربات ضد القوات الحكومية المتمركزة هناك وإجبارها على الانسحاب». ويتابع «لتصبح سراقب بكاملها محررة إضافة إلى المناطق التي تنتشر حولها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، قد أصدر بيانا أكد فيه أن «القوات النظامية قد انسحبت من حاجز الويس العسكري الموجود شمال غربي مدينة سراقب والذي يعد آخر حاجز للقوات النظامية في محيط المدينة»، مضيفا أن «المدينة الواقعة في محافظة إدلب ومحيطها يعتبران الآن خارج سيطرة النظام بشكل كامل». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة «باتت خالية من أي وجود للقوات النظامية»، التي انسحبت فجر اليوم «من دون أن تعرف وجهتها». ولفت عبد الرحمن إلى أن هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب (شمال) من جهة، وحلب ومدينة اللاذقية الساحلية «باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها أو محيطها». وأضاف عبد الرحمن أن المدينة «أصبحت استراتيجية بغض النظر عن حجمها».

من جانبه، قال المتحدث الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري، إن سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية «بعد قيام من تبقى من قوات الأسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويس».

وتمتد مدينة سراقب على مساحة 17 ألف هكتار، وتبعد 50 كم عن حلب و135 كم عن حمص و297 كم عن العاصمة دمشق. وتكتسب سراقب أهمية خاصة بين المدن السورية من حيث موقعها الجغرافي الذي يربط بين مجموعة من المدن. وتشتهر المدينة بالصناعة، حيث يوجد بها عدد كبير من المنشآت الصناعية ومصانع ومعامل، إضافة لشهرتها بزراعة المحاصيل على اختلاف أنواعها مثل الحبوب والزيتون. وتعتبر سراقب وفقا لناشطين معارضين أصغر من مدينة معرة النعمان التي يحاول الجيش الحر السيطرة عليها منذ شهر تقريبا.