لافروف يزور القاهرة والأزمة السورية في صدارة جدول الأعمال

الصحافة الروسية تكشف عن مخاوف موسكو من اتساع نطاق المواجهة المسلحة في سوريا

TT

أكدت المصادر الرسمية الروسية أن الأزمة السورية ستكون في صدارة المواضيع التي من المقرر أن يبحثها سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية والوفد المرافق له في القاهرة التي يصلها اليوم في زيارة تستغرق يومين. وقالت المصادر إنه من المقرر أن يلتقي لافروف الرئيس المصري محمد مرسي إلى جانب اللقاءات المقررة مع نظيره المصري محمد كامل عمرو والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وكذلك مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي إلى سوريا لبحث المستجدات على الساحة السورية واستطلاع نتائج رحلته إلى الصين.

وكانت الصحف الروسية توقفت عند مخاوف موسكو من اتساع نطاق المواجهات المسلحة في سوريا واحتمالات امتداد لهيبها التي قالت إنه قد يطال أطراف الثوب الروسي.

وفي هذا الصدد أشارت صحيفة «ناشا فيرسيا» الأسبوعية إلى أن العسكريين الروس أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية نشوب نزاع مسلح قد يؤثر على مصالح روسيا الحيوية. واستشهدت الصحيفة بما قاله الجنرال ليونيد ايفاشوف رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية حول أن الخطر الرئيسي الذي يهدد مصالح روسيا يظل محتملا من جانب بلدان حلف الناتو التي قال: «إنها غالبا ما تستخدم القوة لحل مشكلاتها». وكشف ايفاشوف عن يقينه من أن «منظومة الأمن العالمي تتعرض لهزات مستمرة، الأمر الذي يمكن أن يدفع روسيا إلى احتمالات التورط في عدد من النزاعات المسلحة». وقال الجنرال السابق المحسوب على التيار القومي المتشدد إن «منطقة المحور الجنوبي للناتو تمثل تهديدا حقيقيا لأمن لروسيا لأن التوتر حول سوريا وإيران يتصاعد بوتائر متسارعة». وأشار إلى تزايد احتمالات نشوب حرب واسعة النطاق، خاصة في حال إقدام تركيا على التوغل في المناطق الشمالية من سوريا. ويرى إيفاشوف أن انخراط روسيا في هذا النزاع في حال نشوبه يمثل خطرا حقيقيا على روسيا نفسها لأنه سيكون من السهل أن يتحول إلى مواجهة بينها وبين الناتو. وكانت صحيفة «أرغومنتي نيديلي» (براهين الأسبوع) أشارت إلى تردد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي الذي قالت إنه وعلى الرغم من النبرة العالية لخطابه المتشدد تجاه السلطات السورية «فإنه لم يجرؤ على الذهاب إلى ما هو أبعد من الكلام. فالقيادة التركية تدرك تماما أنه من الأفضل للأسطول التركي أن لا يقترب من السواحل السورية لأن لدى الأخيرة منظومات صاروخية قادرة على تدمير أي سفينة». وأضافت الصحيفة الأسبوعية: «إن القيادة التركية تدرك كذلك أنها لا تستطيع أن تفرض حصارا بحريا على سوريا لأنها لن تجرؤ على اعتراض أي سفينة تحمل علما روسيا أو صينيا. وتدرك كذلك أن سلاحها الجوي على الرغم من قوته لا يخيف السوريين الذي لم يترددوا في إسقاط الطائرة التركية التي اخترقت مجال بلادهم الجوي».

واستحضرت الصحيفة بعضا من تاريخ الأمس القريب مشيرة إلى أنه «في ظل هذه المعطيات من المفيد استحضار عبر أزمة الكاريبي عندما كانت صواريخ الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة جاهزة للإطلاق. لكن تعقل القيادة في البلدين أبعد العالم عن شفير الهاوية. وهذا درس يجب أن يتعلمه الجميع للخروج بسلام من الأزمة السورية». ومن جانبها أشارت مجلة «اكسبرت» الروسية إلى أن «الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم اختبارا حقيقيا لتمسكه بمبدأ التعددية الثقافية»، وأضافت: «إن بلدان هذا الاتحاد لا تستطيع أن توصد أبوابها في وجه اللاجئين السوريين الذين يفرون من (بطش نظام الأسد المستبد والدموي) حسب ما يردده الأوروبيون في كل مناسبة وفي كل محفل».

ونقلت المجلة عن الخبير السياسي دميتري دانيلوف قوله: «إن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه اليوم في موقف حرجٍ لأنه وقف موقف المدافع المتحمس عن السوريين والمعادي لنظام الأسد. لهذا لا يستطيع اليوم أن يتنكر لهم. كما أنه لا يستطيع أن يستوعب أعدادا كبيرة منهم، لكي لا تتكرر الأزمة التي واجهها بسبب تدفق اللاجئين على بلدانه، عقب الأحداث التي جرت في تونس ومصر وليبيا. لكن ما يخفف العبء عن أوروبا هو تفضيل غالبية السوريين اللجوء إلى الدول المجاورة بانتظار عودة قريبة إلى ديارهم ظنا منهم بأن الأزمة في بلادهم لن تطول».