مطار المزة العسكري تحولت أقسامه إلى معتقلات.. وصالاته إلى مستودعات للذخيرة

TT

يقول ناشطون سوريون يقطنون في العاصمة السورية دمشق أن مطار المزة العسكري «بات يشكل خطرا كبيرا على سكان دمشق المدنيين» ووفقا للناشطين فإن الطائرات الهليكوبتر العسكرية المولجة مهمة ضرب سكان الريف الشامي تنطلق من مدارجه ويتم تخبئتها داخل هنغارات تمتد على طول المهبط الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات.

ويشير الناشطون «أن المطار يحتوي على طائرات مدنية تقوم بنقل الأسلحة إلى باقي المحافظات وتقوم بنقل المعتقلين أيضا من باقي المحافظات إلى مطار المزة حيث يتم وضعهم في فرع التحقيق داخل المطار تحت إشراف العميد عبد السلام محمود».

وبالنسبة للناشطين فإن هذا المطار الذي تحيط به الكثير من المناطق السكنية كالمعضمية وكفرسوسة والمزة لا تنحصر خطورته من انطلاق الطائرات منه لقصف المدنيين وارتكاب المجازر بهم. وإنما تحول إلى معقل للمخابرات الجوية، الجهاز الأكثر شراسة في تعامله مع المناهضين للنظام.

ويقول سعد (اسم مستعار) وهو ناشط يسكن بالقرب من المطار ويقوم بمراقبة حركته بتكليف من إحدى كتائب الجيش الحر رفض الإفصاح عن اسمها: «يوجد داخل مربع المطار فرع للتحقيق يقع تحديدا بجانب البوابة الرئيسية بجانب الحديقة الدائرية المطلة على المطار وهو عبارة عن بناية بيضاء كبيرة يحتجز في طوابقها السفلية المعتقلون ويشرف عليها العميد عبد السلام محمود» ويؤكد سعد لـ«الشرق الأوسط»: «وجود قناصة ورشاشات فوق بناية الفرع» كما يشير إلى «وجود دوريات على الطريق بجانب الحديقة بسيارات مدنية». كما يكشف الناشط المعارض عن وجود مستودعات كبيرة للأسلحة بجانب الحمامات في داخل المطار إذ يقول: «بجانب مستودعات الأسلحة صالة يقال لها الصالة الرياضية وهذه الصالة تحولت إلى معتقل ويوجد فيها مئات المعتقلين وهي مقابل ساحة فرع المهام الخاصة».

ويرى سعد أن قسم أمن الطيران هو من أخطر الأقسام في المطار إذا يقع كما يقول: «على بعد 100 متر من فرع المهام الخاصة ويوجد فيه معتقل كبير للمنشقين والمدنيين وعناصره قليلة». ويتابع: «يشرف على هذا القسم الشبيح أنس الذي يقوم بضرب وتعذيب المعتقلين». كما يشدد على «قسم الدراسات التي يترأسه مساعد في المخابرات الجوية ويتم من خلاله تسلم التقارير من قبل العواينية والمخبرين»، ووفقا للناشط «يقع داخل قسم الدراسات سجن عبارة عن غرفة وسجن خارج القسم ويوجد فيه مئات المعتقلين حيث يتم تعذيبهم وقتلهم» ويشير الناشط إلى «أن عناصر من الفرقة الرابعة تتواجد داخل مطار المزة العسكري إذ يقول: «توجد صالة رياضية للفرقة الرابعة بجانب قسم الدراسات».

ويطالب الكثير من الناشطين كتائب الجيش الحر المنتشرة في مدينة دمشق بتنفيذ عملية نوعية ضد مطار المزة العسكري بعد قصفه بعدد من القذائف من مدينة داريا التي كانت تحت سيطرة مجموعات من الجيش الحر قبل انسحابهم منها.

وفي بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، قام النظام السوري باستقدام مجموعات إضافية من قواته إلى محيط مطار دمشق الدولي، بعد هجوم استهدف المطار من قبل الجيش السوري الحر الذي قصفه بمدفعية الهاون. وبحسب ناشطين في دمشق، تتمركز أكثر من 35 دبابة في المنطقة الحرجية المجاورة للمطار، وتؤازرها طائرات الهليكوبتر خشية حدوث هجمات مفاجئة يقوم بها عناصر الجيش الحر المعارض لنظام الأسد.

ويسيطر النظام السوري على 6 مطارات عسكرية تتوزع في حمص وحلب وإدلب. كما يتم استخدام المطارات المدنية التي يصل عددها إلى 14 مطارا في مهمات عسكرية في حال الضرورة، وهذا ما حصل كما يقول الناشطون «منذ اندلاع الثورة السورية وبدء العمليات العسكرية من قبل النظام الحاكم ضد الشعب السوري الثائر».