مرشد «إخوان سوريا» لـ «الشرق الأوسط»: كلما زاد القتل زاد التطرف.. والغرب «المتفرج» مسؤول عن ذلك

لجان التنسيق تنسحب من المجلس الوطني احتجاجا على «سيطرة الإخوان»

TT

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عن ترحيبها بفكرة إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة، كحكومة وحدة وطنية في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد، تلتزم بهدف إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه، ولا تدخل معه في أي حوار أو مفاوضات، وكشف المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا محمد رياض الشقفة (أبو حازم) في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، أن الأمانة العامة للهيئة الجديدة تتكون من 41 عضوا سيكون نصيب الإخوان منها 10 أعضاء، ستنتخب لاحقا رئيسا له، مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي للهيئة الجديدة سيتكون من 11 عضوا، وقال إن المشاورات في العاصمة القطرية الدوحة ما زالت مستمرة حول «هيئة المبادرة الوطنية السورية» وأشياء أخرى لم يتفق عليها بعد، ونفى ما تردد من أن «الإخوان» يسعون لفرض سيطرتهم على الهيئة الجديدة، وقال إن غياب تمثيل المرأة السورية عن الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، جاء نتيجة عملية انتخابات ديمقراطية، إلا أن الهيئة الجديدة يمثل فيها أغلب الطيف الوطني السوري، على الرغم من غياب البعض. وبخصوص انتقادات وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن سوريا بحاجة إلى معارضة قوية لمقاومة جهود المتطرفين الذين يحاولون اختطاف الثورة السورية، مشيرة إلى وجود تقارير مقلقة تخص محاولة توجه المتشددين للسيطرة على مكتسبات الثورة السورية لمصالحهم الخاصة، قال رياض الشقفة مرشد عام «إخوان سوريا»: «أستطيع القول: كلما زاد القتل زاد التطرف، والغرب هو المسؤول أيضا، لأن زعماءه لم يقفوا بما فيه الكفاية إلى جانب الثورة السورية، لأنه ليس من المعقول أن تحدث المجازر في بلدنا سوريا، والعالم واقف يتفرج علينا»، وأعرب الشقفة، مرشد إخوان سوريا المقيم في المنفى، عن أسفه لعدم وجود إرادة دولية للتورط في الصراع الدائر في سوريا، وكرر نداءات للمجتمع الدولي لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لصد الهجمات الجوية وقاذفات مضادة للدروع، لكنه قال إن «الشعب السوري سوف ينتصر من دون ذلك». وأضاف أن «الحصول على تأييد المجتمع الدولي من شأنه أن يعجل برحيل الأسد، الذي سيسقط حتى من دون مساعدة أحد، وهذا يعني إنقاذ كثير من الأرواح». وأشار إلى أن وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «سدنة البيت الأبيض في فترة ولاية ثانية لن يغير من الأمر شيئا، وسيظل الصراع كما هو حتى سقوط الأسد، الذي أعتقد أنه بات قريبا».

الى ذلك أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من المجلس الوطني، «بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة للآمال». وشكت الناطقة باسم اللجان ريما فليحان من أن «هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الإخوان المسلمين على المجلس»، والانسحاب جاء بعد أن تبين أن «شيئا لم يتغير في أداء المجلس رغم مشروع الإصلاح، وأن التركيبة الجديدة كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعا واحدا».

وجاء في بيان اللجان أنه «بعد عدة محاولات من لجان التنسيق المحلية لدفع المجلس الوطني السوري إلى تبني خطة إصلاح شاملة وجذرية وجدية، ليكون قادرا على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري (...)، تأكد لنا أن المجلس غير قادر على إنجاز هذه الخطوة، وخصوصا بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة لآمال معظم السوريين». وأضاف أنه «بناء عليه، تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا انسحابها من المجلس الوطني السوري».

وقالت فليحان إن «النتائج المفاجئة للانتخابات التي حصلت داخل المجلس تعكس سيطرة من لون واحد وتمثيلا غير منطقي.. هذا غير مقبول». وتابعت أن «جزءا كبيرا من الشخصيات المقصرة استمر في تولي المسؤوليات وشخصيات كان يمكن أن تقدم شيئا لم تتمكن من أن تكون جزءا من التركيبة الجديدة التي تخلو أيضا من أي تمثيل نسائي».

وأكدت فليحان أن لجان التنسيق تشكل جزءا من «مبادرة الهيئة الوطنية» التي بدأت المعارضة مناقشتها الخميس في الدوحة، معربة عن أملها في إقرار المبادرة. وقالت «نحن متفائلون والأجواء إيجابية».

وأضافت: «نحن لا نريد أن ينتهي المجلس كمؤسسة، بل نريده جزءا فاعلا من المؤسسة الجديدة. نريد تجميع القوى في كيان واحد يمثل كل المعارضة ويضع خططا استراتيجية للثورة. كما أننا في حاجة إلى مؤسسة جديدة قادرة على إدارة المرحلة وينبثق عنها تكتل صغير رشيق قادر على الحراك بفاعلية».