لبنان: قتلى وجرحى في «إشكال» بين حزب الله وأنصار الشيخ أحمد الأسير في صيدا

وزير الداخلية: لا حصانة لأحد

لبناني يمزق صورة لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله إثر الاشتباكات التي جرت بين عناصر من حزب الله وانصار الشيخ الأسير في صيدا (أ.ف.ب)
TT

قتل لبنانيان ومصري وجرح عدد آخر في «إشكال» (مشاحنات) وقع في حي التعمير في عين الحلوة في صيدا، بين عناصر تابعة لحزب الله وآخرين من أنصار أمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بمقتل مرافق الأسير ولقبه «لبنان العز»، والثاني هو علي سمهون، والثالث مصري الجنسية، في حين جرح مسؤول حزب الله في حارة صيدا الشيخ زيد الضاهر ومرافقه من آل الديراني الذين نقلا إلى مستشفى حمود في المدينة.

وبدأ الإشكال على خلفية قيام إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير ومناصريه بالنزول إلى مدخل التعمير عند مدخل حارة صيدا اعتراضا على قيام مناصري حركة أمل وحزب الله برفع شعارات حزبية ودينية كان الأسير طالب بإزالتها من المدينة. وكان الأسير قد منح حزب الله وحركة أمل أول من أمس مهلة حتى بعد ظهر أمس لإزالة اللافتات التي أزالها مناصرو حزب الله عن مدخل التعمير في عين الحلوة قبل ظهر أمس. وقالت مصادر من صيدا لـ«الشرق الأوسط» إن «الإشكال الأمني تطور من مناوشات بعد الظهر بين مناصرين للتنظيم الشعبي الناصري المتحالف مع حزب الله في قوى 8 آذار، وبين أنصار الأسير في منطقة تعمير عين الحلوة المحاذية لمدخل منطقة حارة صيدا التي يغلب على سكانها انتماؤهم لحزب الله وحركة أمل، أسفرت عن سقوط جريحين. وما لبث أن تطور الإشكال في المنطقة، بعد تدخلت جهات لبنانية وفلسطينية، أدت إلى سقوط القتلى والجرحى».

وشهدت مدينة صيدا، بحسب المصادر «انتشارا أمنيا واسعا نفذته القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني في شوارع المدينة». وبعد تطور الإشكال، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن قوة من الجيش اللبناني تدخلت فورا وعملت على ضبط الوضع، في حين يسمع بين الحين والآخر أصوات رشقات رشاشة.

وفور شيوع خبر مقتل مرافق إمام مسجد بلال بن رباح، أكد الشيخ الأسير في حديث له أمام أنصاره في المسجد أنه «لن ترفع رايات حزب إيران في صيدا إلا على جثتي»، مشيرا إلى «إننا لا نتحرك ضد الطائفة الشيعية وإنما هدفنا إسقاط حزب الاغتيال»، مطلقا معركة «الكرامة اللبنانية ضد سلاح الفتنة».

وبموازاة تحرك الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتطويق الوضع، توجه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل إلى صيدا لترؤس مجلس الأمن الفرعي ومتابعة تطويق ذيول الأشكال ميدانيا.

وأكد شربل من صيدا أنه «لا حصانة على أحد.. وأن لا وجود للأمن بالتراضي بعد الآن»، مشيرا إلى أن «الجيش تبلغ تعليمات واضحة من قيادته تقضي بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح».

ونفى شربل أن يكون قد تحدث مع الشيخ أحمد الأسير أول من أمس، موضحا أنه كان قد طلب من حزب الله إزالة بعض الأعلام والحزب تجاوب مع هذا الطلب.

وكان شربل قد أكد في حديث تلفزيوني أن «ما حصل اليوم في صيدا لم يكن وليد اليوم والأمور كانت تسعر منذ الأمس، ولكن الأمور تطورت خلال النهار»، لافتا إلى أنه «يتابع الملف متابعة دقيقة وحثيثة وسيستكمله».

في هذا الوقت، تدخل سياسيون على خط التهدئة في صيدا. واعتبر إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أنه «يجب أن يتم وضع حد لحفلة الجنون في صيدا»، مشيرا في حديث تلفزيوني إلى أن «القول إن تحرك الشيخ أحمد الأسير سلمي ادعاء كاذب».

وأدان «التنظيم الشعبي الناصري» الاعتداءات التي تتعرض لها مدينة صيدا، داعيا الأجهزة الأمنية إلى التصدي للمعتدين وملاحقتهم.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت بحصول إشكال قبل ظهر أمس على حاجز لقوى الأمن الداخلي على الكورنيش البحري لمدينة صيدا بين دورية لقوى الأمن الداخلي ونجل الشيخ أحمد الأسير الذي «استعان بعناصر مسلحة عمدوا إلى إطلاق سراحه بالقوة».

وأفادت معلومات بأن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أشرف على التحقيقات الأولية الجارية في قضية إقدام مسلحين على إطلاق سراح نجل الشيخ أحمد الأسير، بعدما أوقفه حاجز لقوى الأمن الداخلي على الكورنيش البحري لمدينة صيدا، بسبب عدم حيازته أوراقا ثبوتية للسيارة التي كان يقودها ولا رخصة للزجاج الداكن.