إسرائيل تعتبر اغتيال الجعبري بداية وليست نهاية.. وتستدعي الاحتياط

رئيس أركان الجيش يشرف بنفسه على غارات جوية واسعة تحمل اسم «عمود الغيم»

TT

أعلنت إسرائيل أن اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ليس نهاية التوتر العسكري، بل بداية سيتبعها اغتيال المزيد من قادة التنظيمات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وراح بعض السياسيين يهددون باغتيال إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوآف مردخاي، إن اغتيال الجعبري جزء من عملية واسعة النطاق أطلق عليها اسم «عمود الغيم» تستهدف وقف إطلاق الصواريخ على البلدات الجنوبية في إسرائيل، ولم يستبعد أن تتسع وتتطور إلى عملية اجتياح بري، في حال واصلت حماس إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وعندما سئل مردخاي عن أية اغتيالات إضافية يجري الحديث عنها، أجاب: «لو كنت قائدا في حماس أو أي تنظيم إرهابي آخر في قطاع غزة، بأي مستوى كان، لكنت ركضت أبحث عن مخبأ في أسرع وقت». وعندما سئل عن إمكانية وقف إطلاق النار باتفاق تهدئة جديدة، أجاب: «في الحقيقة إنني لا أسمع كلمة تهدئة في أروقة القيادة العامة للأركان، التي تدير هذه المعارك».

وكشف مساء أمس أن الجيش أصدر أوامر استدعاء لبضعة آلاف من جنود الاحتياط، تمهيدا لعملية اجتياح للقوات البرية إذا استدعى الأمر، فيما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية عن حالة طوارئ حربية في محيط قطاع غزة، بطول 40 كيلومترا، فكل بلدة في هذا النطاق تمتنع عن التعليم والجمهور يطالب بالدخول إلى الملاجئ أو الغرف الآمنة والمحصنة في البيوت.

وأكد الناطق بلسان الجيش أن رئيس الأركان، بيني غانتس، بنفسه يشرف على العمليات الحربية من داخل غرفة العمليات في القيادة العامة، وأن رئيس جهاز المخابرات العامة «الشاباك»، يورام كوهن، أشرف بنفسه على الجانب الاستخباري في اغتيال الجعبري. وقال إن العملية في الوقت الحاضر تستهدف تصفية عدد من «قادة الإرهاب» وتدمير الأسلحة الاستراتيجية والصواريخ بعيدة المدى.

واتضح أن القرار بهذه الحرب العدوانية اتخذ في اجتماع مجلس التسعة، الذي يقود الحكومة الإسرائيلية في القضايا الاستراتيجية، بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وقد حافظوا على القرار سريا. وحسب الناطق بلسان الجيش، فإن رئيس الأركان غانتس عرض على الحكومة عدة سيناريوهات لهذه العملية، التي كان الجيش قد تدرب عليها جيدا، وضمنها اغتيال عدد كبير من القادة الفلسطينيين من مختلف التنظيمات وتدمير البنى التحتية العسكرية لهذه التنظيمات. فصادقت الحكومة على جميع الخطط ومنحت الجيش كامل الحرية لتنفيذها. وحسب معلومات أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، فإن الجعبري وضع هدفا للاغتيال بعد أن قدم رئيس المخابرات تقريرا قال فيه إن جهازه يتابعه خطوة خطوة. وأضافت أن المخابرات الإسرائيلية لاحظت في الآونة الأخيرة أن «الجعبري اعتاد على قيادة سيارة حديثة من طراز (كيا) قدمت له هدية من مصر»، كان يقودها بنفسه في حين حرص على أن يشاركه السفر ابنه الذي يعتقد أنه قتل معه.

وعرض الجيش على وسائل الإعلام، أمس، تقريرا عن الجعبري، قال فيه إنه الرجل المسؤول عن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وإنه المسؤول عن إخفائه في خمس سنوات ونصف السنة وإنه المسؤول عن إطلاق سراحه، وإنه المسؤول أيضا عن تحديث أساليب حركة حماس في المجالين العسكري والسياسي، لدرجة بات فيها القائد الأول في هذه الحركة عمليا. وقال التقرير إن حماس تحت قيادة الجعبري تدير سياسة ازدواجية، بحيث تدعي أنها لا تبادر إلى إطلاق الصواريخ وفي الوقت نفسه تسكت عمن يطلق الصواريخ.

وجنبا إلى جنب، مع الحرب العدوانية، أطلقت الحكومة الإسرائيلية حملة شرح دبلوماسية لكسب تأييد عالمي، واعتمدت إسرائيل في دعايتها على القول إن الفلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا باتجاه إسرائيل نحو 12 ألف قذيفة وصاروخ، منذ أن انسحبت منه في إطار خطة الفصل سنة 2005، وأن هذه العملية استهدفت وضع حد للصواريخ لا أكثر.

يذكر أن هذه العملية تحظى بدعم واسع داخل الحكومة والمعارضة في إسرائيل، باستثناء الأحزاب العربية وحزب «ميريتس»، الذي اعتبرها حربا انتخابية. كما قالت النائبة زهافا جلأون: «لقد كان بإمكان هذه الحكومة تنفيذ عملية كهذه قبل سنة وقبل سنتين، لكنها لم تفعل. وعملياتها الحربية اليوم جاءت فقط لخدمة الأهداف الانتخابية لها ولأحزابها».