قيادي في جبهة تحرير أزواد لـ «الشرق الأوسط»: قتلنا العشرات من الإرهابيين في معارك ضارية بشمال مالي

في وقت أعلنت فيه حركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا تغلبها عسكريا عليها

TT

قال قيادي بارز في تنظيم انفصالي طوارقي بشمال مالي، إن رفاقه «ألحقوا هزيمة نكراء بحركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا»، ليل الجمعة الماضي، في إشارة إلى مواجهات مسلحة جمعت مقاتلي حركة تحرير أزواد الانفصالية وتنظيم خرج من عباءة «القاعدة»، هذا في وقت يدعي فيه كل طرف أنه تغلب عسكريا على الآخر.

وقال حمة آغ سيد أحمد، مسؤول العلاقات الخارجية بالتنظيم الانفصالي، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، إن معارك وصفها بـ«الضارية» جرت طول يوم الجمعة وتواصلت حتى ليلة نفس اليوم، بين رفاقه المسلحين والتنظيم الإرهابي بقيادة المسلح الجزائري مختار بلمختار الملقب «خالد أبي العباس»، أسفرت حسبه، عن «إصابات خفيفة» في صفوف الانفصاليين الطوارق «والعشرات من القتلى في صفوف الإرهابيين».

وأضاف سيد أحمد الموجود حاليا في فرنسا: «إن مقاتلينا على الأرض أكدوا لنا مشاهدة سيارتي إسعاف تنقلان القتلى والجرحى من منطقتين شهدتا معارك، إلى مدينة غاوو، التي يسيطر عليها العدو»، مشيرا إلى أن أعدادا من أفراد «التوحيد والجهاد» التحقوا بمناطق الصراع في اليوم الموالي، وأن قياديين مسلحين من أزواد، تحركوا من أماكن بعيدة إلى نفس المناطق. وتابع قائلا: «إن كتائب مقاتلينا بقيادة نائب رئيس الأركان، ماشكناني آغ بيلا، وقائد الكومندوس العقيد مولاي آغ سيدي مولاي، فتحت النار على جماعة مختار بلمختار في موقع اسمه أنشونغو (100 كلم عن غاوو) حيث يسيطر الإرهابيون منذ أسابيع». وكانت مواقع إخبارية موريتانية نقلت عن قيادي بـ«التوحيد والجهاد» قوله إن عناصر التنظيم «متقدمون في القتال وقد تمكنوا من حرق ثلاث سيارات تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد»، مشيرا إلى أن «المواجهات كانت عنيفة» ووقعت، حسبه، بمنطقة ميناكا، وهي إحدى المناطق التي يهيمن عليها المسلحون الإسلاميون منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وتزعمت «سرية أسامة بن لادن» بقيادة «أبو وليد الصحراوي»، المعركة من جانب «التوحيد» بحسب نفس القيادي.

واندلعت شرارة المواجهات بعد أن اعتقلت «حركة تحرير أزواد» ثمانية من عناصر «حركة التوحيد والجهاد»، قتل أحدهم في ظروف غامضة. واعتبر التنظيم الإرهابي ذلك «عملا مستفزا». أما الانفصاليون فقالوا إن القتيل هو من بادر بفتح النار قبل أن تتم تصفيته. ويسود توتر كبير في شمال مالي، على خلفية الضغط الذي تمارسه دول «المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا» على الانفصاليين لدفعهم إلى الدخول في مواجهة مع الإسلاميين المسلحين الذين يعيشون معهم في أرض واحدة.

في نفس السياق، صرح وزير خارجية الجزائر، مراد مدلسي أمس بالعاصمة بمناسبة مرور 50 سنة على انضمام الجزائر إلى هيئة الأمم المتحدة، بأنه «لم يفت الأوان بعد لاغتنام الفرص التي تتيحها الوسائل السلمية، لاستعادة السلم والأمن والوحدة الترابية لمالي».