الناتو: سندرس طلب أنقرة لنشر صواريخ للدفاع عن أراضيها «دون تأخير»

ألمانيا تعتزم طرح «باتريوت» والمهمات «المحتملة» في تركيا أمام البرلمان

جندي تركي يتخذ موقعه في الحراسة قرب بلدة على الحدود التركية السورية أمس (رويترز)
TT

قال حلف شمال الأطلسي أمس إن تركيا طلبت من الحلف نشر صواريخ «باتريوت» في أراضيها لمساعدتها في الدفاع عن نفسها من أي هجمات سورية، فيما تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ربط مهمة محتملة للقوات الألمانية على الحدود التركية - السورية بموافقة البرلمان الألماني (بوندستاج)، وذلك بعد تزايد الأصوات الداعية إلى الحذر من خطر «تورط» ألمانيا في حرب سوريا.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن في بيان أمس إن «نشر مثل هذه الصواريخ سيعزز قدرات تركيا في مجال الدفاع الجوي للدفاع عن أراضيها ومواطنيها. وسيساهم في الحد من تصاعد الأزمة على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي»، موضحا أن الحلف سيدرس الطلب «دون تأخير.. وإذا تمت الموافقة على الطلب فسيتم التعامل معه من خلال قواعد الخطط الدفاعية الجوية القائمة للحلف».

وأكد البيان أن أنقرة أكدت أن طلبها يقتصر على «الأمور الدفاعية، وأنه لن يتم استخدام (الصواريخ) بأي حال في تأمين منطقة حظر طيران أو أي أعمال هجومية»، مشيرا إلى أن قرار إمداد تركيا بالمنظومة الصاروخية «متروك للدول الأعضاء بالحلف التي تمتلكها، وهي ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية، وكذلك مدة الإمداد».. كما أوضح البيان أن فريق خبراء بالحلف سيقوم بزيارة للأراضي التركية الأسبوع المقبل، لإجراء مسح حول الأماكن المناسبة لنشر الصواريخ.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس في البرلمان (البوندستاج): «بالطبع ستتم مناقشة كل شيء متعلق بهذا الأمر هنا في البرلمان بشكل شامل»، معتبرة ذلك من جوهر شؤون البرلمان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وكان وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير دعا في وقت سابق أمس إلى تصويت البرلمان على إرسال صواريخ سطح - جو ألمانية من طراز «باتريوت» إلى تركيا لحماية شرق البلاد من الغارات الجوية السورية.

وقال دي ميزير عقب اجتماع طارئ للجنة شؤون الدفاع في البرلمان إنه سيقترح على الحكومة الحصول على تفويض من البرلمان لهذه المهمة إذا وافق حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طلب تركيا المزمع. وذكر دي ميزير أن طلب الحكومة التركية ما زال معلقا، وقال: «لكني أتوقع أن يحدث ذلك اليوم أو قريبا جدا، والمحادثات حول هذا الأمر في مرحلة متقدمة إلى حد كبير».

يذكر أن تركيا أعلنت أول من أمس أنها اقتربت من تقديم طلب للناتو للحصول على دفاعات صاروخية لنشرها على حدودها مع سوريا، وأكد وزير الدفاع أن الطلب المنتظر ورد ألمانيا عليه، سينصان على أن نشر صواريخ «باتريوت» سيكون ذا «طابع دفاعي ووقائي محض». وفي المقابل أكدت ميركل أنه إذا توجه شريك في الناتو بهذه الرغبة لألمانيا «فإننا سندرس الأمر وسنحاول بالطبع تلبية هذه الرغبة».

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا هي الدول الوحيدة في الناتو التي تمتلك صواريخ «باتريوت». ولم يتضح بعد عدد الجنود الألمان الذين سيشاركون في هذه المهمة المحتملة. ومن ناحية أخرى، استبعد دي ميزير نقل طائرات استطلاع من طراز «أواكس» إلى تركيا، وقال: «ليست هناك نية لنقل طائرات (أواكس) لتلك المنطقة، وهو أمر غير مطروح الآن»، لكنه أوضح في المقابل أنه «يمكن بالطبع استخدام طائرات (الأواكس) الموجودة في المنطقة».

وعقدت لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني أمس اجتماعا طارئا بمشاركة وزير الدفاع للاطلاع على خطط الحكومة لمهمة حماية تركيا (العضو في حلف شمال الأطلسي - الناتو) من الهجمات الصاروخية والجوية السورية. ولم يتضح بعد ما إذا كان يتعين على البرلمان الألماني الموافقة على المهمة التي من المحتمل أن يشارك فيها 170 جنديا ألمانيا.