وفد معارضة الداخل يزور موسكو هذا الأسبوع

لافروف: روسيا تطرح وساطتها للحوار بين سوريا وتركيا

جندي تركي في دورية حراسة المدينة الحدودية سيلانبينار التركية على الحدود مع سوريا أمس (رويترز)
TT

أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس أن وفدا من هيئة التنسيق الوطنية وممثلي المعارضة الكردية المعارضة سيزور موسكو في نهاية الأسبوع الجاري. وكشف الوزير الروسي أن موسكو تعرف أن هؤلاء يؤيدون التسوية السياسية، في الوقت الذي يرفضون فيه الحلول التي تم اتخاذها في اجتماعات الدوحة التي شهدت الإعلان عن تشكيل الائتلاف. وقال: «إنهم غير موافقين لأن اجتماع الدوحة تضمن الإعلان الراسخ حول أنه لا يوجد طريق آخر سوى إسقاط النظام ولن يكون هناك حوار مع النظام». وأضاف لافروف «المعارضون الذين سيلتقون معنا يؤيدون البحث عن توافق عبر الحوار السياسي، الأمر الذي يمكن أن يعبد الطريق أمام المرحلة الانتقالية والإصلاحات التي حان وقتها دون أدنى شك». أما عن المؤتمر المرتقب للمعارضة فقال لافروف «إنه شأن خاص بالمعارضة سواء كانت داخلية أو خارجية». وأضاف: «أعتقد أن هناك حاجة لهذا المؤتمر ونحن سنؤيد الاقتراحات لتوحيد المعارضة ليس على أساس خوض الحرب حتى النصر.. بل على أساس الاستعداد للحوار». وأعرب لافروف عن أمله في الاستماع إلى المعارضة ومعرفة رأيها تجاه احتمالات عقد مؤتمر آخر لتوحيد جميع فصائل المعارضة.

كما كشفت المصادر روسية رسمية عن أن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ناقش مع أندريس راسموسين الأمين العام لحلف الناتو موضوع نشر منظومات صواريخ «باتريوت» في المناطق المتاخمة للحدود التركية السورية. وقال لافروف إن راسموسين طلب الحديث معه هاتفيا لشرح وجهة نظره حول هذه القضية، مشيرا إلى أن «أحدا لا ينوي جر الناتو إلى الأزمة السورية». وأضاف قوله: «هذا ما قيل لنا مرارا.. ولكن في الشأن العسكري، وكما قال أحد الشخصيات السياسية - العسكرية الشهيرة، الأهم من النية هي القدرات.. وعندما تعزز القدرات يرتفع الخطر».

وكانت تركيا وبوصفها أحد أعضاء الناتو طلبت رسميا من حلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء الماضي إمدادها بمنظومات «باتريوت» لحماية حدودها مع سوريا والتي يبلغ طولها 900 كلم، وهو ما رد عليه الأمين العام لحلف الناتو بقوله إن الحلف سوف ينظر في هذا الطلب دون أي إبطاء. وكان لافروف أعلن في مؤتمر صحافي عقده في ختام مباحثاته أمس مع نظيرته البنغلادشية ديبو موني أن «نشر صواريخ (باتريوت) على الحدود التركية - السورية يرفع من خطورة حدوث اشتباكات عسكرية». وأضاف: «كلما تكدست الأسلحة كلما ازدادت خطورة استعمالها، وأن أي استفزاز يمكن أن يكون سببا لذلك». وأشار الوزير الروسي إلى أن قلق روسيا يأتي من أن السلاح المتوفر لا بد وأن يطلق ناره في نهاية المطاف، فيما أكد أن تزايد كميات الأسلحة ترفع من أخطار استخدامها، بما يعني أن أي استفزاز يمكن أن يكون سببا لنزاع مسلح جدي.. وهو ما قال إن روسيا تريد أن تتجنبه بأي شكل. على أن لافروف كشف أيضا عن أن بلاده تدرك تماما ما يساور تركيا من قلق تجاه الوضع القائم على حدودها مع سوريا، معيدا للأذهان أن اشتباكات تحدث في هذه المنطقة بين القوات السورية النظامية والمعارضة، وأن اللاجئين يفرون إلى تركيا، «وكل هذا ومن دون أنظمة دفاع جوية يشكل حالة من التوتر». وأعاد لافروف إلى الأذهان ما سبق وعرضته روسيا حول إنشاء قناة للحوار المباشر بين أنقرة ودمشق وتبادل المعلومات والابتعاد عن التصعيد غير الضروري. وأضاف قوله: «للأسف هذا العرض لم يتم تطبيقه لكنه يبقى قائما»، فيما أكد استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة لإنشاء مثل هذه القنوات للتواصل.

ومن جانبها اعتبرت دمشق أمس أن طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود بين البلدين، هو «خطوة استفزازية جديدة»، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية السورية. وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل «مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين يؤكد إدانة سوريا لإقدام الحكومة التركية على خطوة استفزازية جديدة بتقديمها طلبا لحلف الناتو لنصب منظومة صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية التركية». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.