«الجيش الحر» يسقط مروحية عسكرية بصاروخ أرض جو لأول مرة في سوريا

بعد سيطرته على كتيبتين نظاميتين بريف دمشق وحلب

احد عناصر الجيش الحر يراقب قناصة النظام في حي الجديدة بضواحي حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

استخدم المقاتلون المعارضون للنظام السوري أمس للمرة الأولى صاروخا مباشرا أرض جو مضادا للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «أصيبت الطائرة بصاروخ أرض جو مباشر أثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح منذ بدء النزاع في سوريا قبل عشرين شهرا».

وأضاف عبد الرحمن: أن «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت أخيرا إلى الثوار»، مشيرا إلى أنه لا يعرف من أي طراز هي.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، يمكن رؤية مروحية تحلق قبل أن يسمع صوت انفجار، فيقول صوت مسجل على الشريط «صاروخ». بعد لحظات، تشاهد كتلة من النار في المروحية، بينما يصرخ عدد من الأشخاص «أصيبت، الله أكبر، الله أكبر».

وقام بتحميل الشريط «المكتب الإعلامي لكتائب نور الدين الزنكي» المؤلفة من غالبية من الإسلاميين، وهي من أبرز الكتائب المشاركة في تطويق كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامها منذ أيام.

وكان مقاتلون معارضون استولوا في وقت سابق على مقر كتيبة للدفاع الجوي في قرية المنطار على بعد 15 كلم جنوب شرقي مدينة حلب، بحسب ما أفاد مقاتلون في ريف حلب والمرصد السوري.

وأكد المرصد أنهم «قتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر»، مشيرا إلى مقتل ستة مقاتلين. بينما أفاد مقاتلون في منطقة ريف حلب لصحافي في وكالة الصحافة الفرنسية أن معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع، وأن تسعة مقاتلين لقوا حتفهم، وأن «الثوار تمكنوا من قتل وأسر سبعين جنديا».

ومن المتوقع ان يحرز «الجيش السوري الحر» تقدما نوعيا في تصديه للقوات النظامية السورية ومحاولته استنزاف قدراتها، برغم استمرار العمليات العسكرية والقصف العنيف على المناطق الثائرة ونقاط الاشتباكات. وأعلنت المعارضة السورية أمس تدمير عناصر «الجيش الحر» 10 دبابات نظامية في داريا بريف دمشق وسيطرته على كتيبة دفاع جوي في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، في موازاة تأكيد ناشطين افتتاح «الجيش الحر» أول مخفر شرطة تابع له في حي الحجر الأسود، عدا عن سيطرته على كتيبة صواريخ وإسقاط طائرة مروحية في ريف حلب.

وكانت الاشتباكات قد ازدادت عنفا في أحياء دمشق أمس، وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «إعدام القوات النظامية فجر أمس عشرين شخصا في حي الدحاديل في دمشق، وذكرت أن «الأهالي استطاعوا سحب جثث ستة قتلى فقط بسبب تواجد القناصة»، مشيرة إلى أن «القتلى يتحدرون من نهر عيشة وكفرسوسة وتم دفنهم في معضمية الشام بريف دمشق».

وفيما وقعت اشتباكات عنيفة على أوتوستراد مطار دمشق، أعلن «الجيش الحر» افتتاحه أول مخفر للشرطة في ضاحية الحجر الأسود، في موازاة وقوع اشتباكات في بلدات وقرى ريف دمشق، التي تعرضت لقصف نظامي عنيف. وأعلن «الجيش الحر» تمكنه بعد معارك عنيفة من السيطرة على كتيبة للدفاع الجوي بالقرب من حي علي الوحش في منطقة السيدة زينب، فيما أكدت «شبكة شام الإخبارية» تدمير «الجيش الحر» عشر دبابات نظامية في مدينة داريا بريف دمشق. واستقدمت القوات النظامية تعزيزات من الدبابات إلى بساتين حي كفرسوسة وسط انتشار أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين، بعد اشتباكات عنيفة دارت مع الجيش الحر في المنطقة وعلى أطرف مدينة داريا. وفي المعضمية، أصيب عدد من المدنيين السوريين جراء قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على الأحياء السكنية للمدينة. كما وقع انفجار ضخم في جديدة عرطوز، على وقع قصف عنيف.

أما في حلب، فقد تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بعد سيطرة الأخير على مشروع سد تشرين في المحافظة، في خطوة قالت مصادر قيادية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إنها «ستضيق الخناق على القوات النظامية في حلب». وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أشارت إلى اشتباكات عنيفة في محيط شارع السبيل والخالدية وشارع النيل.

إلى ذلك، أعلن «المركز الإعلامي السوري» أن مقاتلي «كتائب أحرار الشام» و«الجيش الحر» سيطروا على «كتيبة الصواريخ – دفاع جوي» في قرية المنطار بريف السفيرة، بريف حلب، بعد معارك استمرت ساعات، أسفرت عن مقتل 9 عناصر من «الجيش الحر». وأفاد أن المقاتلين تمكنوا من «قتل وأسر جميع أفراد الكتيبة البالغ عددهم 70 عنصرا، فيما تمكن قائد الكتيبة من الفرار». كذلك، تمكن عناصر «الجيش الحر» من إسقاط مروحية بمضادات الطيران في منطقة الشيخ سليمان في الريف الغربي لحلب، وفق ما أظهره شريط فيديو بثه ناشطون على «يوتيوب».

وفي سياق متصل، قالت مصادر قيادية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن «تكرار إسقاط الطائرات في حلب يأتي بعد سيطرة الجيش الحر على مقر الفوج 46. حيث تم الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والصواريخ المضادة للطيران وأخرى للدبابات، وذخائر المدفعية وعدد من الدبابات». وأشارت إلى تطور في نوعية العمليات ضد القوات النظامية مع ازدياد قدرة «الجيش الحر» العسكرية وبدئه مرحلة جديدة من العمل العسكري والسيطرة على مشروع «سد تشرين» خير دليل على ذلك، مؤكدة أن «الجيش الحر» هو من سيتولى الإشراف من الآن فصاعدا على توزيع الطاقة الكهربائية. وفيما لفتت إلى أن «حلب باتت معزولة بالكامل عن محافظة الرقة»، أبدت المصادر خشيتها من أن «يعمد النظام إلى زيادة وتيرة عملياته العسكرية والقصف بالطيران الحربي في الأيام المقبلة».

وفي إدلب، ارتكبت القوات النظامية مجزرة، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، حيث استهدف الطيران الحربي معصرة زيتون في إدلب، راح ضحيتها 20 شخصا إضافة إلى إصابة العشرات بجروح من دون أن يصدر أي تعليق أو توضيح رسمي عن الحكومة السورية. وفي حماه، وجه المجلس العسكري الثوري نداء استغاثة، محذرا من مجزرة يتوقع أن يرتكبها الجيش النظامي في قرية الدمينة في حماه، وذلك غداة تعرضها أمس لحصار وقصف عنيف، وتوافد تعزيزات أمنية وعناصر من الشبيحة إلى مداخلها، تمهيدا لبدء عملية عسكرية فيها. وذكرت لجان التنسيق أن قصفا بالطيران الحربي استهدف بلدة قسطون في حماه.

أما في حمص، فقد تعرضت مدن القصير والرستن وتلبيسة المحاصرة لقصف نظامي، وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «قصفا عنيفا من آليات النظام» أصاب الرستن منذ الصباح الباكر وتسبب بتدمير عدد من المنازل، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الطيران الحربي شارك في القصف وإلقاء قنابل عنقودية.

وأفادت لجان التنسيق أن ثمانية أشخاص قتلوا جراء القصف العنيف على قرية الفايزية للمرة الأولى، معظمهم من النساء والأطفال ومن عائلة واحدة. كما استهدف قصف بقذائف الهاون حي ديربعلبه على وقع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية. كما استهدف قصف بالهاون شارع الستين بالتزامن مع اشتباكات عنيفة فيه.

وفي درعا، أدى القصف المدفعي العنيف إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في طفس، فيما اقتحمت القوات النظامية قرية المليحة الشرقية بالدبابات وأحرقت منازل الناشطين بعدما شنت حملة اعتقالات عشوائية. واتسعت دائرة القصف لتشمل معظم بلدات درعا الشرقية، وأشدها استهدف بصرى الشام، وفق ما ذكره ناشطون.