«الفرسان الثلاثة» للإنقاذ الوطني يقودون المظاهرات

حمدين ينزع فتيل أزمة «الصلاة» في «المهندسين».. وموسى على الأعناق في «التحرير».. والبرادعي يرفض الحوار

البرادعي يقود إحدى المسيرات (أ.ف.ب)
TT

نجح المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي في احتواء أزمة كادت تنشب بين المتظاهرين داخل مسجد مصطفى محمود بعد أن انقسموا إلى فريقين، طالب أحدهما بالتحرك الفوري وفق الخطة المعدة سلفا نحو ميدان التحرير، وأصر الفريق الآخر على أن يصلّوا المغرب أولا قبل التحرك، فحسم المناضل الناصري الموقف بأداء الصلاة فورا، وهو ما دفع مناصريه للهتاف بعد انتهاء الصلاة قائلين: «الرئيس أهو».

بعدها توحد المتظاهرون وتحرك الآلاف من المحتشدين الرافضين للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي قبل أيام، وكان التحرك من شارع جامعة الدول العربية (بمحافظة الجيزة) للانضمام إلى آلاف من مناصريهم احتشدوا منذ الصباح في الميدان الذي أصبح ملاذ المعارضين لتسلط نظام الحكم.. ميدان الحرية.

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» قال حمدين صباحي: «موقفنا واضح وبسيط، وهو رفض أي عدوان على الدستور أو الشعب أو الحريات». وأكد المرشح الرئاسي السابق أن الرئيس محمد مرسي فاجأ مصر وأنه يناقض نفسه ومهمته كرئيس جمهورية.

وشبّه صباحي تصرف مرسي بأنه «وضع الزيت على النار، فبدل إطفائها، أخذ يشعلها»، وقال «نار الديكتاتورية تأكل من يشعلها، فقد آن أوان الوحدة، وإذا اجتمع المصريون فهم الغالبون». وأكد أن «مصر المتنوعة.. الموحدة.. المتسامحة.. لن تقبل ديكتاتورا جديدا، لأنها أسقطت ديكتاتورا قديما».

وحول إمكانية التوصل إلى حل وسط، سواء بإجراء استفتاء على هذا الإعلان أو إلغاء بعض مواده، أكد حمدين أنه ومعه كل القوى السياسية المتحالفة يرفضون أي تفاوض قبل سحب هذا الإعلان الدستوري، قائلا: «إن سحب الإعلان الدستوري أو إلغاءه هو بمثابة فتح الباب لحل هذه الأزمة».

إلى ذلك، قاد رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى، عصر أمس، مسيرة شعبية انطلقت من ميدان عبد المنعم رياض مرورا بالكورنيش حتى التحمت مع مسيرة حزب الوفد بقيادة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب على كوبري قصر النيل وتوجه الجمع إلى ميدان التحرير. وكان الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية قد أعلن عن دعوة الشعب المصري وجميع أعضاء حزب المؤتمر للمشاركة في مظاهرات الأمس للمطالبة بسحب الإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية وحل الجمعية التأسيسية للدستور. وقد اتفق أعضاء حزب المؤتمر على عدم النزول بأي أعلام أو شعارات حزبية والاكتفاء بأعلام مصر، لأن هذه مطالب كل المصريين. وقد تعالت هتافات المتظاهرين تطالب بالعيش والحرية وإسقاط التأسيسية، وكان موسى قد دعا إلى اجتماع عاجل لكل القوى السياسية في بيت الأمة فور الإعلان عن القرارات الأخيرة للرئيس المصري، وهو ما أسفر عن تكوين ما سمي بـ«جبهة الإنقاذ الوطني».

وفي السياق ذاته، قاد الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور آلاف المتظاهرين الرافضين للإعلان الدستوري من شارع شبرا بشمال مدينة القاهرة نحو «التحرير»، ووسط أنصاره قال الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية: «كلنا أيد واحدة ونتجمع على مطلب واحد وهو إلغاء الإعلان الدستوري، الذي كان مطلب الشباب، والدكتور مرسي ينسف دولة القانون ولا حوار معه قبل إسقاط هذا الإعلان». واستطرد: «دولة القانون هي التي كان يحلم بها الشباب قبل الثورة، والآن تنهار بهذا الإعلان الدستوري».

وحول إمكانية إجراء أي حوار مع مؤسسة الرئاسة، قال البرادعي: «إننا رافضون للحوار معها، لكن الحوار مستمر بين كل القوى السياسية، وهذه المظاهرات ستستمر حتى تلبية مطالبنا».

وكانت مسيرة «شبرا» التي شارك فيها البرادعي قد وصلت إلى الميدان متأخرة، وكان من أبرز مظاهرها الإمدادات البشرية من الشوارع الجانبية بطول شارع شبرا حتى تقاطعه مع شارع الجلاء، وهو ما أدى إلى امتداد المسيرة لمسافة كبيرة جدا، وهو ما جعل دخولها ميدان التحرير أمرا شديد الصعوبة، خاصة بعد أن امتلأ تماما بالمتظاهرين.

ووسط هذا الزحام، التقت «الشرق الأوسط» مع محرم طلبة أمين حزب الغد في الفيوم، وهو شاب ملتح وزوجته منتقبة وهي أمينة المرأة في نفس الحزب، الذي قال: «نازل عشان يسقط الإعلان الدستوري وتسقط جماعة الإخوان المسلمين»، وأضاف بإصرار: «أرفض أن يحكم الإخوان المسلمون مصر».

ومن شباب الألتراس، التي تميزت تشكيلاتهم ومجموعاتهم داخل المسيرة، قال أشرف محمود: «نازل لأن ممارسات الشرطة لم تختلف، وأطالب بالقصاص لشهداء الألتراس في محمد محمود وبورسعيد».

أما «أم أحمد» ، وهي سيدة كبيرة مسنة فتقول: «نازلة عشان مش عاجبني اللي حصل في البلد»، وتكمل أنها لم ترَ أي شيء من «الإخوان» أو مرسي، ولم تلمس أي تغيير في السياسات أو الأسعار، وترى أن شباب الثورة معه كامل الحق وأنها تتبعه دائما.