«الصاروخ الثاني» للمعارضة السورية يسقط مقاتلة في ريف حلب

مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: غنائمنا من مضادات الطيران قلصت الطلعات الجوية للنظام

مقاتلون سوريون معارضون يحتفلون بإسقاط مقاتلة تابعة لسلاح الجو النظامي في ريف حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن الجيش السوري الحر، أمس، عن إسقاط طائرة حربية سورية في منطقة حلب، التي يبدو أن الثوار فيها تمكنوا من الحصول على أسلحة دفاع جوي نجحت إلى حد ما في تقليل فاعلية السلاح الجوي السوري، وهو الميدان الذي يتفوق فيه النظام على معارضيه في الحرب بينهما.

وسقطت الطائرة الحربية المقاتلة في حقل زيتون على بعد نحو كيلومتر من بلدة ترمانين في ريف حلب في منطقة قريبة من كتيبة الشيخ سليمان التي يحاصرها المقاتلون المعارضون، وتعد الموقع الأخير لقوات النظام في المنطقة. وبينما أشار مراقبون إلى أن الطائرة سقطت بفعل صاروخ أرض - جو، قال مقاتل في مكان سقوط الطائرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مجموعة «أحرار دارة عزة» التابعة للجيش السوري الحر، هي التي أسقطت الطائرة. ونقلت الوكالة عن شهود أن الطائرة تمكنت من «إلقاء قنابلها قبل أن تتحطم»، قائلين إن طيارين كانا في الطائرة «تمكنا من قذف نفسيهما منها بعد إصابتها ونزلا بمظلتين»، وإن «الثوار أسروا أحدهما، بينما مصير الثاني لا يزال مجهولا».

وقالت مصادر بارزة في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الطلعات الجوية السورية خفت إلى أكثر من نصف ما كانت عليه في السابق نتيجة تحسن الدفاعات الجوية للجيش الحر. ونفى المصدر أن يكون وصل إلى المعارضين أي أسلحة مضادة للطيران عبر تركيا، مشيرا إلى أن ما حصلت عليه المعارضة هو نتاج ما غنمته من أسلحة في قواعد الدفاع الجوي التي سيطرت عليها. وأوضح أن بحوزة مقاتلي المعارضة بعضا من صواريخ «سام 7» المحمولة على الكتف والتي تم غنمها من مخازن جيش النظام، بالإضافة إلى شراء بعض منها من السوق السوداء. وأشار إلى أن الجيش الحر حصل أيضا على مدافع مضادة للطيران من عيار 23 ملليمترا، بالإضافة إلى رشاشات ثقيلة من عيار 12.7، خصوصا الروسية المعروفة بـ«الدوشكا».

وأشارت المصادر إلى أن عوامل أخرى ساهمت في تقليل فاعلية سلاح الجو، وهي مهاجمة عدد من المطارات التي سيطر الجيش الحر على بعضها مباشرة، أو سيطر عليها بالنار ما جعل استعمالها من قبل النظام مستحيلا.. بالإضافة إلى عامل مهم هو الانشقاقات التي تزايدت في قطاع الدفاع الجوي، حيث يعمد المنشقون إلى الهرب محملين ببعض المعدات، وإذ عجزوا عن ذلك قاموا بتخريب ما استطاعوا من المعدات لمنعها من العمل.

وكان الجيش الحر سيطر في وقت سابق على مطار مرج السلطان وكتيبتي الرادار والرحبة في ريف دمشق. وأكد نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» الهجوم «مرتين حتى الآن» على المطار العسكري المخصص للمروحيات، مشيرا إلى أن هذا المطار «يسيطر على مساحة واسعة شرق المدينة بين تفتناز وسراقب، ويعد موقعه استراتيجيا لناحية وقوعه في مربع بين الطريق الدولي الذي يربط حلب واللاذقية، ودمشق وحلب».

كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مطار «الحمدان» العسكري في دير الزور، كما شن هجوما على مطار تفتناز العسكري وسيطر على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الدويلة في بلدة سلقين في ريف إدلب. ورغم أن المقاتلين انسحبوا من القاعدة الواقعة في منطقة جبلية بسبب صعوبة الاحتفاظ بها خوفا من سلاح الطيران الحربي، الذي ما لبثت قوات النظام أن لجأت إليه لقصف القاعدة ومحيطها، إلا أنهم غنموا ما تحتويها هذه المواقع من أسلحة وذخائر، وأوقفوا المطار عن العمل.

وكان المقاتلون المعارضون استخدموا أول من أمس للمرة الأولى صاروخا مباشرا أرض - جو لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة محيطة بكتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب أيضا. ويقول رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري التي تتخذ من دبي مقرا الآن وقد سيطر المقاتلون المعارضون على صواريخ أرض - جو ويستخدمونها بشكل جيد في المعركة، وبدأ النظام يفقد يوميا طائرات عسكرية، فهذا يمثل تحولا مهما لأن النظام يفقد تفوقه ولا يمكنه استخدام قوته النارية ضد المقاتلين المعارضين.