قصف غير مسبوق على حمص و«الغاز السام» يؤدي إلى اختناق الأهالي

ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط»: السفارة الروسية اتصلت بمواطنيها في سوريا لتسهيل مهمة إجلائهم

TT

لا تزال رقعة الاشتباكات والعمليات تتوسّع في مختلف المناطق السورية، ولا سيما العاصمة حيث يبدو واضحا أنّ معركتها بدأت تتوسّع في موازاة الانفجارات التي هزّت جنوب دمشق. وقد وصل عدد قتلى أمس بحسب لجان التنسيق المحلية، كحصيلة أولية إلى 95 قتيلا، كما أعلن ناشطون سوريون أنّ الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على السرية الثالثة على الحدود السورية الأردنية التي تعتبر أكبر سرايا الهجانة على الشريط الحدودي وتضم أربع نقاط تمركز وثلاث جرافات مجنزرة.

وفي حين أكّد أحد الناشطين السوريين لـ«الشرق الأوسط» أنّ السفارة الروسية باشرت الاتصال بمواطنيها وبالسوريين الذين يحملون الجنسية الروسية الموجودين في سوريا لتنظيم وتسهيل مهمّة إجلائهم، استمر القصف والاشتباكات في دمشق، وأفاد ناشطون باشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في منطقة العباسيين في حين هزت سلسلة انفجارات منطقة المزة جراء القصف براجمات الصواريخ. كما طال القصف منطقتي العامرة والجسرة في مدينة الزبداني بريف دمشق وأوقع عددا من الجرحى وتعرض حي دمر بدمشق لقصف مصدره جبل قاسيون حيث تمركز قوات النظام.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في القدم، وعن قصف عنيف على أحياء دمشق الجنوبية وريفها في داريا قطنا ويبرود. وقال مصدر في المركز الإعلامي السوري إن أكثر من 30 حافلة عسكرية ودبابة تابعة للجيش السوري، اتجهت أمس، إلى دمشق على طريق درعا الدولي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ القصف بالطيران الحربي تجدّد على مدينة داريا كما تعرضت مناطق محيطة ببلدتي يلدا وبيت سحم للقصف بينما قتل رجل من مدينة حرستا تحت التعذيب على أيدي القوات النظامية. وفي مدينة دمشق نفذت القوات النظامية حملة دهم رافقها تكسير للمنازل في منطقة اللوان بالقرب من حي بساتين كفرسوسة التي شهدت اشتباكات عنيفة. وأفادت لجان التنسيق المحلية، أنّ عشرات الجرحى سقطوا في كفربطنا وجسرين جراء غارتين بالطيران الحربي على المدينة. وطال القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة منطقة العسالي.

وفي حمص قصفت قوات النظام بطائرات الميغ بشكل غير مسبوق أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة وحمص القديمة، مما أدى لمقتل وجرح العشرات. ولفت المرصد إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة حمص، مشيرا إلى أنباء تفيد بوجود ضحايا تحت الأنقاض، كما دارت اشتباكات الجيشين الحر والنظامي الذي يحاول اقتحام شارع الستين بمدينة حمص. كما تعرضت منطقة السلطانية ومحيطها حي ديربعلبة للقصف من الطائرات الحربية ما أسفر عن سقوط جرحى وتهديم عدد من المنازل.

بدورها قالت لجان التنسيق المحلية إنّ قصفا من طائرات «السوخوي» الحربية استهدف أحياء حمص المحاصرة، فيما سمعت أصوات انفجارات ضخمة هزت المدينة، لافتة أيضا إلى حالات اختناق وتسمم بين الأهالي بسبب إلقاء كبسولات من الغاز السام على أحياء المدينة.

أما في حلب، حيث ذكر المرصد أنّ الجيش الحر أسقط طائرة حربية بصاروخ مضاد للطيران في منطقة دارة عزة بالريف، كما أكد ناشطون أن الجيش الحر في حلب أسقط مروحية تابعة للجيش السوري بالقرب من مطار النيرب العسكري، كان القصف المدفعي من نصيب حي الصاخور مترافقا مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام. كما سجلت أيضا، حالات اختناق وتسمم بين المدنيين جراء إلقاء قوات النظام كبسولات تحوي غازات سامة على حيي بستان الديوان والحميدية المحاصرين. كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أنّ القصف المدفعي العنيف استهدف بلدتي حيان وبيانون، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بالقرب من منطقة سد تشرين.

وفي اللاذقية، قال عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف الصاروخي استهدف قريتي آرا والدويركة في جبل الأكراد من قبل الراجمات المتمركزة في قريتي أنباتي والزوبار، إضافة إلى تدمير مبنى بشكل جزئي في كنسبا نتيجة استهدافه ببرميل متفجر». مشيرا إلى أنّ القذائف انهالت على قرى جبل التركمان (درويشان - غمام - الروضة - الريحانية - ربيعة) من قبل المدفعية المتمركزة في قرية رأس البسيط. وفي درعا، قالت لجان التنسيق المحلية إنّ عددا من النساء والأطفال أصيبوا إصابات متفاوتة في قصف عشوائي على بلدة الحراك في درعا، فيما أعلن التلفزيون السوري عن انفجار سيارة مفخخة في مدينة بصرى الشام بريف درعا وسقوط ضحايا.

ولم تتوقّف الاشتباكات أيضا في دير الزور، إذ ذكر المرصد أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في عدة أحياء من مدينة دير الزور حيث تركزت الاشتباكات في حيي الجبيلة والرشدية». وذكرت لجان التنسيق أنّ القصف المدفعي استهدف أحياء الحميدية والشيخ ياسين.

كذلك، في إدلب تعرضت عدة بلدات وقرى بجبل الزاوية للقصف من قبل القوات النظامية السورية بحسب المرصد، مشيرا إلى أنّ الطائرات الحربية نفذت 5 غارات جوية على مدينة معرة النعمان خلال 15 دقيقة وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في القسم الجنوبي من المدينة في محاولة مستمرة من القوات النظامية السورية اقتحامها.

واستمرت الاشتباكات في محيط معرة النعمان منذ أكثر من ستة أسابيع في محاولة من القوات النظامية لاستعادتها، كما نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على المدينة ترافقت مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مع العلم أنّ الجيش الحر كان قد سيطر على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) مما تسبب بإعاقة وصول الإمدادات من جهة دمشق إلى القوات النظامية في مدينة حلب. بدورها، ذكرت لجان التنسيق أنّ معرة النعمان تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية كما استهدفت قرى حنتوتين وبينين ودير سنبل من حواجز الحامدية وسقطت عشرات القذائف على الطرق الواصلة بين هذه القرى ومعرة النعمان.