تباين وجهات النظر بين النجيفي ولاريجاني بشأن سوريا.. وقائمة علاوي تحذر من الضغوط الإيرانية

قيادي في ائتلاف المالكي لـ«الشرق الأوسط»: طرحنا مبادرة لحوار عربي ـ إيراني

TT

أعلن عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون وعضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية سامي العسكري أن الأجواء التي سادت الاجتماع الذي عقده أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي بحضور رئيس الأخير أسامة النجيفي «كانت إيجابية وهادئة، بعكس ما بدا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده النجيفي ولاريجاني».

وقال العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الكلمة التي ألقاها النجيفي، وكذلك الكلمة التي ألقاها سلمان الجميلي رئيس كتلة العراقية في البرلمان ونائب رئيس لجنة العلاقات، كانت تعكس جوا إيجابيا باتجاه التفاهم بين الجانبين العراقي والإيراني». وأضاف العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف الذي ظهر فيه النجيفي خلال المؤتمر الصحافي مع لاريجاني لم يعكس موقفه كرئيس للبرلمان العراقي، بل عكس وجهة نظره كزعيم في كتلة العراقية، وهو أمر مؤسف طبعا».

وفيما يتعلق بالموقف العراقي من الأزمة السورية ومدى تطابقه مع الموقف الإيراني، قال العسكري إن «الموقف العراقي الرسمي معروف من القضية السورية، وهناك اختلاف في أسلوب التدخل لحل الأزمة السورية، وهو أمر لا تخفيه الحكومة العراقية». وكشف العسكري عن أن «هناك أفكارا مهمة طرحت خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية مع المسؤول الإيراني، وأهمها مبادرة لحوار عربي - إيراني برعاية عراقية، من منطلق أن العراق يحتفظ بعلاقات جيدة مع كل من الطرفين العربي والإيراني». وردا على سؤال بشأن الآلية التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه المبادرة قال العسكري إن «هذه المبادرة سيتم طرحها بشكل رسمي، ويمكن أن تكون على مستوى البرلمانات أو على مستوى رسمي تتبناه الحكومة العراقية في إطار الجامعة العربية؛ لقناعتنا بأن الحوار العربي - الإيراني في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة بات ضرورة يحتاجها الطرفان».

وكان النجيفي أعرب عن أمله بأن لا يكون هناك تدخل في القضية السورية، وذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع لاريجاني. وقال النجيفي إن «من حق الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه»، مشيرا إلى أن «موقفنا من غزة واضح، وهو موقف الشعب العراقي؛ لأن الوفد الذي زارها يمثل جميع مكوناته».

من جانبه أثنى لاريجاني خلال المؤتمر الصحافي على دعوة النجيفي إلى عقد مؤتمر لبرلمانات دول المنطقة في بغداد، خاصة لما يتمتع به العراق من دور فعال في حل قضايا المنطقة، وأن التعاون بين البلدين يصب باتجاه واحد هو الحل السلمي للأزمة السورية. واعتبر لاريجاني العلاقات بين البلدين نموذجا للعلاقة المتميزة بين علاقات الدول. وأضاف: «تم البحث خلال اللقاء بالسبل الكفيلة لدعم الشعب الفلسطيني بعد صموده وشجاعته التي أذهلت الأعداء، وخرج من المنازلة الأخيرة مرفوع الرأس».

وحول الأوضاع في سوريا أوضح لاريجاني: «يجب أن يكون التدخل لخدمة الشعوب، ويجب أن تعمل الدول الغربية على التدخل السلمي بعيدا عن الرغبة بالتحول الديمقراطي بالدبابة والـ(آر بي جي) الذي يؤدي إلى تنامي الإرهاب»، مشددا على أن «السلوك الغربي في الأزمة السورية سلوك خاطئ».

من جانبها حذرت القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي مما سمته «مساعي إيران لزج العراق في الأزمة السورية». وقال المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان العراقي إن «إيران تسعى وبشتى الطرق إلى زج العراق في الأزمة السورية، من خلال ممارستها الضغوطات على العراق». وأوضح الملا أن «العراق ليس بحاجة إلى المشاكل مع أي دولة من دول الجوار»، مؤكدا رفض قائمته إقحام العراق «في أمور داخلية لدول أخرى، ما يعطي الذريعة للآخرين للتدخل في شؤوننا الداخلية».