استعدادات لمليونية «حلم الشهيد» غدا.. و«الإخوان» تحشد أتباعها السبت

تصاعد الاشتباكات في محيط السفارة الأميركية والمحافظات.. والداخلية تنفي اقتحام التحرير

تصاعدت حدة المناوشات في محيط السفارة الأميركية في القاهرة أمس حيث تواصلت الاشتباكات بالحجارة بين قوات الأمن وعشرات المتظاهرين (رويترز)
TT

تصاعدت حدة المناوشات أمس في ميدان سيمون بوليفار (محيط السفارة الأميركية) بالقاهرة، حيث تواصلت الاشتباكات بالحجارة بين قوات الأمن وعشرات المتظاهرين، وردت قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما نفى مصدر أمنى مسؤول بوزارة الداخلية قيام قوات الشرطة باقتحام ميدان التحرير في الساعات الأولى من صباح أمس.

وبينما دعت قوى ثورية ومدنية للتظاهر يوم غد الجمعة في مليونية «حلم الشهيد» بميدان التحرير للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي وحصن فيه قراراته من الطعن عليها أمام أي جهة، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تنظيم مظاهرات حاشدة بعد غد (السبت) في جميع أنحاء مصر، تأييدا لقرارات مرسي التي تواجه احتجاجات شعبية واسعة منذ أكثر من أسبوع.

وقال محمود غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين «دعونا إلى مظاهرات لمساندة الرئيس مرسي، ويتم إعداد الأماكن التي لم تحدد حتى الآن». وكشف مصدر داخل حزب النور (السلفي) عن «مشاركة التيار السلفي في مظاهرات (الإخوان) في القاهرة والمحافظات». لكن المصدر نفسه قال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نحدد بعد أماكن المظاهرات في القاهرة»، لافتا إلى أنه يتم الآن التشاور بشأن أماكن هذه المظاهرات.

وواصلت الأحزاب المدنية والحركات الثورية اعتصامها بالتحرير أمس، وأغلق المتظاهرون الميدان أمام حركة السيارات، حيث وضعوا حواجز معدنية أمام مداخل الميدان وتزايدت أعداد الخيام ووصلت إلى 125 خيمة، فيما أعلنت وزارة الصحة في بيان رسمي، أمس، أن إجمالي عدد المصابين في مليونية «للثورة شعب يحميها» أول من أمس (الثلاثاء) بلغ 260 شخصا بالإضافة لحالة وفاة واحدة.

وشيع المئات من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير جثمان «الشهيد» فتحي غريب، عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أمس، بعدما أصيب بأزمة صحية نتيجة استنشاقه للغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الأمن خلال اشتباكاتها مع المتظاهرين، وفقا لما أعلنه الحزب؛ لكن تقرير وزارة الصحة ذكر أن الوفاة جاءت نتيجة أزمة قلبية، وهبوط حاد في الدورة الدموية.

وكشف الناشط السياسي عمرو عبد الرحمن، أحد المعتصمين في التحرير، عن أن «الجميع في الميدان لن يرحلوا قبل تطهير وزارة الداخلية ومحاكمة قتلة الثوار، أو نيل الشهادة». وقال أشرف محمود، أحد المعتصمين في الخيام التي تتوسط الميدان، لــ«الشرق الأوسط»: «كنت معتصما منذ يومين، وكنت أتوقع أن يتخذ الرئيس قرارات ترضي أغلبية الشعب، وأن يتراجع عن قراراته، حيث كان اعتصامي فقط لكي يتراجع عن الإعلان الدستوري؛ لكني فوجئت برد الفعل.. إنه يكرر سيناريو (الرئيس السابق) حسني مبارك مرة أخرى، لذا قررت أن أكمل اعتصامي حتى يتنحى». وحول الحل للخروج من الأزمة، قال أيمن الصياد، أحد مستشاري الرئيس مرسي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه طرح مبادرة لحل الأزمة «خاصة أنه لا يوجد حل عملي وواقعي للخروج منها سوى الرجوع لدستور عام 1971 بتعديلات الفقيه الدستوري طارق البشري، لأن الوقت لا يسمح بالخروج بنص دستوري ملائم».

من جانبه، نفى اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، ما تردد عن تلقي بعض قيادات «الإخوان» تهديدات بالقتل، مؤكدا «عدم تحرير أي محضر من هذه الشخصيات التي تردد أنها حررت محاضر بتلقيها تهديدات»، لافتا إلى أن الوزارة مع حق التعبير السلمي عن الرأي، وأنها لن تتعرض للمظاهرات السلمية، وأنها لا نية لديها لاقتحام ميدان التحرير إطلاقا في الأيام المقبلة.

وأضاف الصغير لـ«الشرق الأوسط»، أن «عددا من مثيري الشغب قاموا في الساعات الأولى من صباح أمس (الأربعاء) بإشعال حرائق بالمنطقة المحيطة بالسفارة الأميركية، مما اضطر قوات حماية المنشآت الموجودة للتدخل والتعامل معهم وإبعادهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، حتى تتمكن قوات الإطفاء من الوصول إلى أماكن الحرائق والسيطرة عليها ومنع تفاقمها وامتدادها للعقارات والمنشآت المجاورة».

يأتي هذا في وقت واصلت فيه نيابة قصر النيل تحقيقاتها في مقتل الناشط فتحي غريب خلال مشاركته في مليونية «للثورة شعب يحميها» أول من أمس بميدان التحرير قبل وصوله للمستشفى.

وشهدت أغلب المحافظات أحداثا دامية الليلة الماضية، أسفرت عن سقوط عشرات المصابين في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لقرارات الرئيس مرسي. ففي الإسكندرية، نظمت جماعة الإخوان المسلمين أمس 3 مسيرات عقب صلاة المغرب لتأييد الرئيس مرسي، وأكد شهود عيان أن «ملاك العقار الذي يوجد فيه مقر جماعة الإخوان قرروا إنهاء تعاقد الجماعة، بعدما شهد المقر اقتحاما من متظاهرين غاضبين الليلة الماضية».