مبارك بحث مع عرفات والشرع إصلاح العلاقات السورية ـ الفلسطينية

موسى ينفي أن تكون قد حدثت لقاءات بين إسرائيليين وسوريين وفلسطينيين في القاهرة

TT

فرضت عملية السلام في الشرق الاوسط نفسها أمس على الرئاسة المصرية إذ شهد قصر رأس التين في الاسكندرية، المقر الصيفي للرئيس المصري حسني مبارك أمس ثلاثة لقاءات صبت في هذا الاتجاه، وجاء اللقاء الأول مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي سلم مبارك رسالة من نظيره السوري الدكتور بشار الأسد.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان لقاء مبارك مع الشرع ركز على ثلاث قضايا أساسية الأولى خاصة بمصالحة فلسطينية ـ سورية تحت رعاية مصرية، والثانية خاصة بالمسار السوري ـ الاسرائيلي وسط أنباء عن احتمال استئناف هذا المسار في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» قبل ثلاثة أيام، في حين يتعلق الموضوع الثالث بالزيارة المرتقبة التي يقوم بها الرئيس الأسد الى الاسكندرية قبل نهاية أغسطس (آب) الجاري ضمن جولة عربية تشمل السعودية.

وقال الشرع عقب اللقاء ان «الرسالة التي سلمها للرئيس مبارك تتعلق بتحسين الوضع العربي وتفعيل الجانب التضامني منه والانتقال «ولو بخطوة متواضعة» في اتجاه لم الشمل».

وحمل الشرع على رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك مؤكداً انه غير قادر على صنع السلام، مشيرا الى ان التجربة منذ لقاءات شيباردز تاون حتى كامب ديفيد الثانية مروراً بقمة جنيف بين الرئيسين الراحل حافظ الاسد وبيل كلينتون اثبتت ان حكومة باراك غير جادة في تحقيق سلام عادل وشامل، وارجع ما تتعرض له حكومة باراك من ضعف الى انه لم يكن صادقاً مع عملية السلام التي نجح في الانتخابات لتحقيقها.

وأكد الشرع تأييد بلاده لعقد قمة عربية مشيراً الى انه بحث هذا الموضوع خلال اللقاء مع قادة مصر والسعودية، داعياً الى تعميق التضامن وعدم البقاء في هذا الوضع «المتشرذم».

وتفادى الشرع الاجابة عن وجود اتصال مع الفلسطينيين بشأن القدس مؤكداً ان الموضوع يحتاج الى موقف ثابت يستند الى ان القدس عربية شرقية يحكمها ويطبق عليها القرار 242.

كما عقد الرئيس مبارك جلسة مباحثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استعرضا خلالها نتائج جولته الافريقية والآسيوية اضافة الى مناقشة المقترحات الجديدة التي يحملها المبعوث الاميركي لعملية السلام دينيس روس في تل أبيب وغزة، وبحث الرئيسان أيضاً ملف العلاقات السورية ـ الفلسطينية والمحاولات المصرية للتطبيع بينهما. لكن لم تتوافر معلومات عن الافكار المصرية التي طرحت في هذا الموضوع أو ردود الجانبين، وان كانت تصريحات الشرع التي تفادى فيها الهجوم على الموقف الفلسطيني قد وفرت الفرصة للاجتهاد حول تطور متوقع على هذا الصعيد.

ولم يخرج لقاء الرئيس مبارك الثالث مع وزير التعليم الاسرائيلي يوسي ساريد عن القضايا نفسها.

وقال عمرو موسى عقب اللقاءات الثلاثة ان «مباحثات الرئيس مبارك والشرع تناولت الوضع العربي وضرورة تنسيق المواقف العربية إزاء المشاكل والتحديات القائمة والمتزايدة»، مشيراً الى انه اتفق على بحث الوسائل الكفيلة لضمان هذا التنسيق خلال اجتماعات مجلس الجامعة العربية والمشاورات التي ستتم على هامشها لتفعيل التنسيق والاعداد للقمة العربية المقبلة.

وأكد موسى تطابق وجهات النظر بين القاهرة ودمشق في ان أي افكار يجب ان تؤدي الى سلام عادل ومنصف على كافة المسارات، داعياً الى موقف عربي موحد لدعم السلام العادل باعتباره الحل الوحيد لمشاكل المنطقة وضمان مستقبلها.