الجيش الحر: «الكيماوي» سلاح النظام الأخير.. ولا نمتلك إمكانات مهاجمة مستودعاته

نقيب منشق من مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية»: معلوماتنا عن التعامل معها أولية

TT

رغم الحديث المتكرّر والتحذير الدائم من استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية في معاركه ضدّ الثوار والمدنيين، يعتبر المعارضون والقياديون في الجيش السوري الحر أنّ لجوء النظام إلى «الكيماوي» سيكون السلاح الأخير الذي يلجأ إليه حين يفقد الأمل في إمكانية الوصول إلى أي حل سياسي. وهذا ما يعبّر عنه النّقيب عبد السلام عبد الرزاق المنشق عن مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية» في الجيش العربي السوري، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «سبق للنظام أن استخدم هذا النوع من الأسلحة، وإن كان بشكل محدود، السنة الماضية في بابا عمرو.. كما هدّد باستخدامه في الزبداني بعدما تمّ توزيع الأقنعة الواقية وما يعرف بـ(علب التصفية الحربية) على قواته، وهي أدوات يتم الاستعانة بها عند استخدام الأسلحة الكيماوية، وقد تمّ أيضا، إجراء تجارب عليها منذ شهر ونصف تقريبا، في منطقة المسلمية في شرق حلب بوجود خبراء إيرانيين».

ويلفت عبد الرزاق إلى أنّ النظام عمد إلى توزيع منشورات في صفوف قواته يقول فيها إنّ «العصابات الإرهابية هي التي تستخدم الأسلحة الكيماوية»، مؤكدا أنّه في بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم نقل الأسلحة الموجودة في مستودعات جبل القلمون إلى مطارات عدّة في سوريا، ولا سيما «مطار الضمير» في ريف دمشق. كما تمّ إيصال قسم كبير منها بسيارات مدنية إلى مواقع محدّدة في لبنان، وتحديدا في جبال القلمون. ويشير عبد الرزاق إلى أنّ النظام السوري الذي لم يوقع على اتفاقية الأمم المتحدة لحظر الأسلحة الكيماوية، يملك ترسانة كبيرة منها وهي تخضع لإدارة مراكز البحوث العلمية في حمص وحلب ودمشق واللاذقية ويديرها 3 عمداء من إدارة المخابرات الجوية، تحت إشراف خبراء من إيران وروسيا وكوريا الشمالية، وقد عمد في الفترة الأخيرة إلى إعادة توزيعها وتغيير أماكنها، بعدما كانت هذه الأماكن معروفة بالنسبة إلى المخابرات الأميركية».

وعما إذا كان عناصر الجيش الحر لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع أسلحة كهذه، إذا عمد النظام إلى استخدامها، أشار عبد الرزاق إلى أنّهم لا يملكون إلا المعلومات الأولية في كيفية التعامل معها، وهي التدريبات التي يخضعون لها خلال خدمتهم العسكرية.. «لكن عمدنا إلى توعيتهم وتوعية المواطنين إلى هذه الأسلحة، من خلال مناشير تتضمّن المعلومات حولها، وأهمها أنّه غالبا يتم استخدامها من الطائرات التي تحلّق على علو منخفض وتترك خلفها سحابة دخانية، ويعرف صوت انفجارها بأنّه محدود وليس قويا.. فيما ينتشر في موقع الانفجار شظايا متوسطة الحجم بلون بني داكن». ويرى عبد الرزاق أنّ مهاجمة هذا النوع من المستودعات والاستيلاء عليها ليس بالأمر السهل بالنسبة إلى الجيش الحر الذي لا يملك لغاية الآن الإمكانات اللازمة للقيام بعمليات كهذه، لافتا إلى أنّ الأمر يحتاج إلى دعم عسكري ومخابراتي لتحديد أماكن وجودها بالدرجة الأولى ومن ثم استهدافها.

بدوره، اعتبر العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحرّ، أن «النظام السوري جبان، بالتالي قد يأخذ بعين الاعتبار التحذيرات الدولية، لكنّ تاريخه الوحشي يؤكّد أنّه لن يتوانى عن استخدام الأسلحة الكيماوية لقتل أكبر عدد ممكن من شعبه»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيماوية كبيرة جدا، وهي ليست وليدة اليوم بل تعود لسنوات طويلة وموجودة في مستودعات في مناطق جبلية، ويتم إدارتها ضمن وحدات خاصة وأهمّها، الوحدة (417) في دمشق والوحدة (418) في حمص، المسؤولة عن تخزين الأسلحة الكيماوية وحراستها».

وفي حين لفت الحمود إلى أنّ النظام قد يكون عمد إلى نقلها إلى مواقع يعتبرها أكثر أمنا، أكّد أنّ هذه المستودعات هي ضمن أهداف الجيش الحر الذي إذا نجح في مهاجمتها.. وسيسلّمها إلى متخصصين لتعطيل مفعولها لأنّه لن يستخدم أسلحة ممنوعة دوليا. مشيرا أيضا، إلى أنّه «في حال قرّر النظام استخدامها فالإمكانات التي لدى الجيش الحر لغاية الآن غير قادرة على تعطيلها، إذ تحتاج بشكل رئيسي إلى أسلحة مضادة للطيران لتعطيلها والتخفيف قدر الإمكان من نتائجها».