مجازر وإعدامات ميدانية في دمشق وريفها

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: حصلنا على معلومات تفيد بأن النظام بدأ يضع الكيماوي في براميل الـ«تي إن تي»

TT

مع استمرار الحملة العسكرية والمعارك بين قوات النظام والجيش السوري الحر في مختلف المناطق السورية، التي يشتد وقعها في العاصمة السورية وريفها، وصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية، إلى 123 قتيلا، بينهم 32 طفلا وسيدة، و88 قتيلا في دمشق وريفها، منهم 40 شخصا في مجزرة بـ«البحدلية»، و30 تلميذا سقطوا في قصف على مدرسة بمخيم الوافدين في العاصمة، وأعلن عن إسقاط «الجيش الحر» طائرة حربية بين الضمير والرحيبة، كانت تقصف مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية.

وهذا ما أكده محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، لافتا أيضا إلى وقوع مجزرة في منطقة «الزيابية» حيث أعدمت قوات النظام 38 شخصا ميدانيا، تم اعتقالهم من حاجز في قصر المؤتمرات على طريق المطار، وأخرى في «الهامة» حيث أعدم 8 أشخاص، ومشيرا إلى أن هناك 16 جثة من قتلى البحدلية لم يتمكن أهاليهم من انتشال جثثهم بسب انتشار القناصة. وفي حين أشار السعيد إلى أن هناك معلومات، حصلوا عليها من مركز البحوث العلمية، تفيد بأن النظام بدأ بوضع بعض المواد الكيماوية في براميل الـ«تي إن تي» التي يقصف بها المدن والبلدات - أكد مقتل ماجد جنية (المعروف بـ«أبو علي» قائد لواء شهداء دوما) خلال القصف الذي تعرضت له الغوطة الشرقية، وذلك بعدما كان النظام قد سبق له أن أعلن قبل ذلك، أكثر من 7 مرات، عن مقتله.

مع العلم أن لجان التنسيق المحلية قد ذكرت أن قوات النظام ارتكبت مجزرة في منطقة البحدلية في ريف دمشق، إذ عمدت إلى إعدام 25 شخصا ميدانيا بعد اعتقالهم في الحاجز الموجود على طريق المطار، وقد بدا على جثثهم آثار التعذيب، مؤكدة أيضا أن الجيش السوري الحر أسقط أول من أمس طائرة حربية بين الضمير والرحيبة في ريف دمشق، كانت تقصف مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية. بينما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى معلومات، مفادها أن طائرة للجيش السوري أسقطت قرب الضمير على بعد نحو 40 كلم شمال غربي دمشق. وأكد الناشط عمر شاكر لوكالة «الصحافة الفرنسية» هذا الخبر، وقال إن الثوار أسقطوا طائرة «ميغ» قرب الضمير. وفي حين استمرت الاشتباكات بين الجيشين النظامي و«الحر» على أطراف طريق مطار دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مناطق شرق دمشق وإلى الجنوب الغربي منها، ولا سيما المناطق المحيطة بمدن وبلدات داريا وبيت سحم وعقربا، تعرضت للقصف، بينما أفادت لجان التنسيق بأن «قصفا عنيفا بالهاون والدبابات» استهدف بيت سحم لليوم السادس على التوالي. وفي الغوطة الشرقية، قال المرصد إن القصف طاول البساتين، حيث «تستمر القوات النظامية في تنفيذ عمليتها في المنطقة»، بينما يحلق الطيران الحربي في سمائها.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن القصف «طاول أيضا جنوب شرقي دمشق»، وأن «أصوات الانفجارات سمعت في مناطق واسعة من ريف دمشق». كما كانت الأحياء الجنوبية لدمشق عرضة للقصف بالمدفعية، وشنت حملة اعتقالات في حيي الميدان والقابون، وفي وقت سيطر فيه الثوار على بلدة بدير الزور.

من جهة أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بمقتل ثمانية طلاب ومدرس جراء سقوط قذيفة على مدرسة في مخيم «الوافدين» في دمشق أمس، متهما «إرهابيين» بالوقوف وراء الحادث، وهذا ما أكده أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش قصف مدنا وبلدات، منها داريا والزبداني وبيت سحم (لليوم السادس على التوالي) والسيدة زينب ومعضمية الشام والمليحة، كما استهدف القصف بلدات في الغوطة الشرقية. وشهدت داريا اشتباكات عنيفة بين الجيشين «الحر»، والنظامي الذي يحاول اقتحام المدينة. وإلى ذلك، أشارت «لجان التنسيق» المحلية إلى أن قوات النظام تشن حملة دهم واعتقالات في حي القابون بالعاصمة دمشق، كما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى داريا في ريف دمشق.

وفي محافظة دير الزور، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية سيطروا على قرية التبني الواقعة على طريق الرقة - دير الزور، وذلك إثر اشتباكات عنيفة دارت ليل الثلاثاء.

أما في حلب، حيث شهدت بعض أحيائها حركة نزوح كبيرة، فقد أعلنت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت بين «الجيش الحر» وجيش النظام في محيط ثكنة المهلب بحي مساكن السبيل، بينما استمر القصف المدفعي العنيف على أحياء الشيخ خضر والحيدرية والصاخور، تترافق مع اشتباكات على أطراف حي سليمان الحلبي.

والوضع لم يختلف كثيرا في إدلب، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض مدن وبلدات وقرى معرة النعمان وكفرومة ومعرششمة وبلدة سرجة بلدة البارة بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية. كذلك، استمرت الاشتباكات في حمص، ولا سيما في ريف القصير، بين الجيشين النظامي و«الحر»، بينما أفادت لجان التنسيق بقصف عنيف تعرض له حي باب الدريب بقذائف الهاون وانفجارات ضخمه تهز المدينة.

وفي حماه، تعرضت بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تعرضت قريتا الجابرية والتوبة، بريف حماه، للقصف، كما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة كفرنبودة. وأفادت لجان التنسيق بحملات دهم واعتقالات عشوائية نفذتها قوات خلف برج فسيكة في حي الأربعين.

أما في درعا، فقد تجدد القصف المدفعي على بلدة آليادودة، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية، لافتة إلى سقوط 4 قذائف على منطقة الأبنية الجديدة عند مسجد الزبير بن العوام. وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس في مدينة درعا بين حواجز القوات النظامية و«الجيش الحر» ترافقت مع سماع دوي انفجارات وأسفرت مقتل قائد كتيبة سيف الحق، ومقتل وجرح عدد من جنود القوات النظامية. كما تعرضت بلدة طفس وأحياء مدينة درعا للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف الليل.

وبحسب لجان التنسيق أيضا، فقد تعرضت بلدة خربة غزالة لقصف عنيف بالدبابات على البلدة، ترافق مع إطلاق نار كثيف من جهة الأوتوستراد الدولي. ولم يختلف المشهد الميداني في اللاذقية التي تعرضت بعض قراها، بحسب لجان التنسيق، لقصف عنيف بالمدرعات وقذائف الهوان، ولا سيما قرى غمام ودير حنا وإحراش القصف والسكرية من قبل قوات النظام الموجودة في قريتي خربه سولاس والزوبار.