بان كي مون يطالب المجتمعين في الدوحة بـ«التفاؤل» للتوصل إلى اتفاق مناخي

أمير قطر افتتح الجلسة الرفيعة المستوى ودعا إلى «التحلي ببعد النظر»

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وإلى يمينه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت يتوسطان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد القطري والشيخة موزة وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في الدوحة أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن محادثات التغير المناخي التي تعقد في الدوحة «معلم مهم»، ودعا جميع الأطراف المشاركة إلى البقاء متفائلين خلال المفاوضات.

وشارك أمير القطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع عدد من القادة، على رأسهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات رفيعة المستوى لمؤتمر الأمم المتحدة الـ18 حول التغير المناخي 2012. ودعا الشيخ حمد في كلمته بافتتاح جلسة أمس إلى التعامل مع ظاهرة تغير المناخ «من منظور شامل يأخذ في الاعتبار كل مسبباتها، وسط التحلي ببعد النظر والتصدي لهذه الظاهرة في الحاضر، والتفكير في الغد لمواجهة تحدياتها دون المساس بحق جميع الدول في تحقيق تنميتها المستدامة».

وقال أمير قطر: «ليس بوسع أي دولة أن تجد ملاذا في نظريات التنمية الانعزالية، لأن المسببات والأضرار البيئية لا تعرف الحدود، وعدم مواجهتها بشكل جدي وجماعي يعرض جميع شعوب الأرض للخطر»، ودعا «الدول المتقدمة للوفاء بالتزاماتها الدولية طبقا للاتفاقية بشان تقديم المساعدات للدول النامية» مع «إيجاد المعادلة المناسبة بين احتياجات الدول والمجتمعات للطاقة ومتطلبات تقليص الانبعاث الحراري.. وهنا يمكن الاستعانة بالتكنولوجيا لتحقيق ذلك، ونحن في قطر مستعدون للمساهمة في هذا المجال، لأننا شركاء في هذا الكوكب».

ووصل بان كي مون ووزراء للمشاركة في مفاوضات رفيعة المستوى تشمل محاولة تمديد جهود تقودها الأمم المتحدة للإبطاء من الاحتباس الحراري.

ويحاول الوزراء المشاركون في الاجتماع تمديد بروتوكول «كيوتو» الذي يلزم ما يقرب من 40 من الدول المتطورة بالحد من انبعاثاتها من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بما يصل إلى 5.2 في المائة على الأقل عن مستويات عام 1990 خلال الفترة بين عامي 2008 و2012.

ويؤيد أغلب الدول تمديدا للبروتوكول إذ إن «كيوتو» هو الاتفاقية الوحيدة للأمم المتحدة الملزمة قانونا، التي تتصدى للاحتباس الحراري. وقال بان كي مون: «توقعي في اجتماع الدوحة هذا هو أن نخرج أولا بالتزام قوي تجاه فترة التزام ثانية ببروتوكول (كيوتو) والتزام قوي بالإطار القانوني الملزم عالميا بشأن التغير المناخي بحلول 2015، على أن يدخل حيز التنفيذ في 2020، وبجمع هذه الأموال. أعرف أن هناك بعض المشاعر المتضاربة؛ تفاؤلا وتشاؤما، لكن علينا العمل على أساس من التفاؤل. إذا لم يكن هناك تفاؤل فلن تكون هناك نتيجة».

ويأمل بان في أن تتوصل الأطراف المشاركة إلى اتفاق بشان تأمين تمويل التغير المناخي.

وتريد الدول النامية تأكيدات بزيادة المساعدات في السنوات المقبلة لمساعدتها في خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتكيف مع الأضرار التي يسببها التغير المناخي.

وتقول الدول المتقدمة التي تواجه تخفيضات في الميزانية في الداخل إنها ملتزمة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها في قمة كوبنهاغن عام 2009، لتقديم 10 مليارات دولار سنويا في إطار برنامج مساعدات يمثل «بداية سريعة» بين عامي 2010 و2012. ويتعهد أغلب الدول «بمواصلة» المساعدات دون إعطاء تأكيدات بتقديم أموال أكثر. وقال إنه يجب تعلم الدروس بعد العاصفة المدمرة ساندي التي ضربت الولايات المتحدة قبل شهرين، موضحا: «لقد كانت (العاصفة ساندي) مأسوية جدا ومدمرة. لقد وجهت لنا نداء باليقظة.. نداء بأنه يتعين علينا التحرك قبل فوات الأوان. الدوحة معلم مهم جدا باتجاه 2015 عندما نتمكن في آخر الأمر من الاتفاق على اتفاق المناخ هذا».

وينتهي مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة تغير المناخ الجمعة. وهناك تطلع للتوصل إلى اتفاق مناخي نهاية الأسبوع، واختتام مفاوضات التي ما زالت تصطدم بمسألتي المساعدة المالية لدول الجنوب والمرحلة الثانية من بروتوكول «كيوتو».