8 دقائق أثارت حفيظة السوريين.. وسخريتهم

ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: سئمنا تكرار «تمحكات» النظام في «القاعدة» لإرهابنا واستباق عملياته

TT

في خضم جو التوتر المتفاقم في أغلب المدن السورية، سواء ترقبا للمعركة الحاسمة المتوقعة، أو تحسبا من انفلات «جنون النظام» وصب سلاحه الكيماوي على رءوس شعبه، ظهر في فراغ الإنترنت أمس مقطع مصور مدته نحو 8 دقائق، يحمل تحذيرا باستخدام كتيبة تابعة لتنظيم القاعدة - بحسب زعم المقطع - لسلاح كيماوي في ضرب النظام السوري.

وأظهر الفيديو المصور لقطات لما يبدو أنه معمل كيماوي محدود بأحد البنايات، ويظهر بداخله عبوات كثيرة متراصة، مكتوب عليها مسميات لمواد قد تستخدم في صناعة الأسلحة الكيماوية، ومنها كلورات البوتاسيوم واليوريا والأسيتون، مع شعار شركة كيماويات تركية شهيرة. بينما في الخلفية الصوتية أناشيد مميزة للجبهات الإسلامية الجهادية.

وتدور الكاميرا ليظهر من يرتدي لباس عسكري مموه، مشابه لما يرتديه أفراد المعارضة المسلحة، بينما يضع على وجهه قناع طبي (من النوع البسيط الذي لا يستخدم في التعامل مع الغازات السامة)، كما تظهر خلفه لوحة سوداء خط عليها «كتيبة الريح الصرصر الكيميائية».

ليحضر في قنينة مخبرية مادة سائلة شبه شفافة، ويضع منها قليل بداخل قفص زجاجي كبير يرقد فيه أرنبان.. يصابان بالتشنج بعد لحظات ثم يبدو أنهما ماتا. ويبدأ الرجل المقنع في إرسال تهديداته قائلا: «هذا يا أعداء الله النصيرية ما سيحدث بكم إن شاء الله»، ثم يأمر من معه بالتكبير، ليردد خلفه شخص التكبير، يبدو أنه المصور.. ثم يكرر: «سمعتم يا من تدعمون النظام الهالك؟ هل ترون؟ هذا ما سيحل بكم».

وأثار الفيديو، الذي لا يعرف مصدره تحديدا على الرغم من انتشاره أمس بأكثر من اسم، تهكم الكثير من السوريين، كونه مليئا بالأخطاء الرديئة من حيث لهجة وأسلوب المتحدث الذي يحاول «مماحكة» أسلوب «القاعدة» في محاولة مكشوفة لكل العارفين بالمنظمة، وكذلك لحظة التكبير التي رددها شخص أو ربما اثنين، على عكس التكبيرات المهولة التي يستخدمها أعضاء التنظيمات الجهادية لـ«زلزلة أعدائهم».. إلى جانب محاولة وصم تركيا بالمعاونة عبر العبوات الكيماوية. وأكد كثير من الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أن الفيديو مفتعل.. لكن عددا منهم أبدى تخوفه من نوايا من صنعه. وقال أحدهم، طالبا تسميته بـ«عمر»، إن ذلك يشبه أسلوب النظام الذي سبق وأن استخدمه كثيرا في التحذير من وقوع «تفجيرات إرهابية بمناطق بدأت أصابعه في فقدان السيطرة عليها»، متابعا: «أخشى أن يكون ذلك علامة على نية (الرئيس السوري بشار) الأسد استخدام تلك الأسلحة الكيماوية ضدنا، وإلقاء اللوم على الجماعات الإرهابية المتطرفة مجددا».

بينما علق عدد من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي على ذلك الفيديو بعد انتشاره بالقول: «نظام لا يمل من الكذب والتلفيق.. وهذا فيديو جديد من صناعته ليرهب به الطائفة العلوية من جديد. هذه الكتيبة لا تمثل إلا نظام الإرهاب الأسدي، نحن في سوريا كلنا أخوة.. والقاتل سيحاسب من أي طائفة كان». كما قال آخر: «تقليد وصنع في استوديوهات التلفزيون اللا - سوري الرسمي.. هذا صنع المخابرات المجرمة. وعلى كل حر يحب سوريا أن يفعل شيء ضد هذه الهجمة الأخير لنظام الفساد».