تقارير ترجح استعداد النظام السوري لاستخدام الأسلحة الكيماوية

معلومات عن استخدامه قنابل فوسفورية في دير الزور

TT

لم يستبعد قياديون وناشطون سوريون التقارير التي تشير إلى استعداد سوريا لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وكان آخرها ما نقلته شبكة «إن بي سي» الأميركية عن «مسؤولين أميركيين» أن الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيميائية المولدة لـ«غاز السارين» وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من الطائرات، الأمر الذي يؤكّد المعلومات والتحذيرات الدولية من استخدام سوريا المواد الكيماوية.

وأكّد مصدر قيادي لـ«الشرق الأوسط» أنّ قطع وسائل الاتصال الأسبوع الماضي عن سوريا، كان بسبب عملية تجهيز ونقل الأسلحة الكيماوية لاستخدامها في دمشق، بعدما كان النظام يتوقّع عملية عسكرية نوعية للجيش الحر باتجاه العاصمة التي يعتبر معركتها هي الحاسمة. مضيفا «لكنه لم ينفّذ هذه الخطوة بعدما كان هجوم الجيش الحر نحو المطار»، لافتا إلى أنّ القنابل والقذائف والصواريخ التي تحتوي على مواد كيماوية أصبحت جاهزة لدى النظام وهو ينتظر الوقت المناسب لاستعمالها، وهو ما وصفه النظام بـ«نار جهنم».

وفي هذا الإطار، أفادت لجان التنسيق المحلية أنّ مروحيات النظام أطلقت أمس، قنابل فوسفورية محرّمة دوليا على منطقة المريعية بدير الزور، كما قال ناشط لـ«الشرق الأوسط» إنّ هناك معلومات من مواطنين في درعا، أفادت أنّ قوات النظام استخدمت أمس، لأوّل مرّة قنابل غريبة، أدّت إلى حالات إغماء بين الأهالي، معتبرا أنّه إذا صحّت هذه المعلومات فهذا دليل على بدء استخدام المواد الكيماوية.

بدوره، قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية» في الجيش العربي السوري، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «غاز السارين عبارة عن غاز لا لون له ولا رائحة، من المواد السامّة التي تشّل الأعصاب وتؤدي إلى الموت خلال ثوان معدودة، ويمكن استخدامه في أي وقت وأي طقس»، أما آثاره فهي سريعة «التطاير» وتختفي خلال نصف ساعة، الأمر الذي يجعل النظام يستخدمه قبل دخوله إلى أي منطقة. لافتا إلى أنّه إضافة إلى «غاز السارين»، يملك النظام السوري نوعا آخر من الغاز يعرف بـ«الخردل» يعرف أيضا بتأثيره القوي والمباشر. واعتبر عبد الرزاق أنّ الجيش الحر الذي يملك عدد من ضباطه معلومات استخباراتية يحتاج إلى دعم عسكري من جهات غربية كي يتمكّن من استهدافها أو السيطرة عليها.

وذكرت شبكة «إن بي سي» بحسب مسؤولين أميركيين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن القنابل المشحونة بهذه المواد الكيميائية المولدة لغاز السارين يمكن إلقاؤها من عشرات المقاتلات، مشيرين إلى أن القنابل لم تثبت بعد على الطائرات وأن الأسد لم يصدر بعد أي أوامر نهائية لنشرها؛ غير أن أحدهم قال إنه في حال صدور القرار «ليس هناك ما يمكن للعالم الخارجي القيام به لوقف ذلك». كما نقلت شبكة «سي إن إن» أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأردنية واللبنانية والتركية على تواصل وثيق مع الأجهزة الأميركية لتحديد الخطوات التالية الواجب اتخاذها.

في المقابل، ردّ نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أمس على هذه التحذيرات الدولية من استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية بالقول «أخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو للتمهيد للتدخل في البلاد، على الرغم من إعلان دمشق المتكرر أنها لن تستخدمها»، واصفا الأمر بـ«المسرحية». وأضاف المقداد «سوريا تؤكد مجددا أنها إذا كانت تملك هذه الأسلحة فلن تستخدمها ضد الشعب، لأنها لا تريد أن تقدم على الانتحار»، معتبرا أنّه إذا فكرت القوى الأجنبية فعليا في «العدوان» فعليها أن تفكر في العواقب. وعبر عن اعتقاده بأن الثمن سيكون باهظا وأن على هذه القوى أن تفهم أنها تعرض المنطقة كلها ومحيطها للخطر إذا ارتكبت هذه الحماقة.