24 مطارا عسكريا سوريا يستخدم نصفها في الحرب.. والمعارضة تؤكد: لن تسلم من عملياتنا

تتوزع على المحافظات السورية باستثناء طرطوس.. وحولتها القوات النظامية لمرابض مدفعية

TT

يزيد عدد المطارات العسكرية المنتشرة على مساحة سوريا، عن 24 مطارا رئيسيا: «تستخدم الطائرات الحربية أكثر من نصفها خلال مشاركتها في الحرب ضد المعارضة»، كما أكدت مصادر الجيش الحر. وهاجم المعارضون خمسة من تلك المطارات، حيث دمروا البنية التحتية لثلاثة منها، وأعاقوا الاثنين الآخرين عن القيام بمهامهما، فيما تكشف مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عن أن «جميع المطارات التي تستخدم للأعمال العسكرية، لن تكون بمنأى عن عملياتنا، ولن تسلم من هجومنا».

في العلوم العسكرية، يميّز الاختصاصيون بين مصطلحي «الإبطال» و«التدمير»، رغم أن كليهما يؤديان الغرض نفسه، وهو «إعاقة المطار عن استخدامه كمهبط للطائرات، ومنعه من تقديم الخدمات اللوجستية للمقاتلات». ويوضح عضو تجمع حماة الثورة المقدم الركن مسعف صبّوح أن مصطلح «إبطال» يعني «تدمير أكثر من 30% من المطار ومدرجاته، وبالتالي هو نسبة كافية لإعاقته عن العمل، ومنعه من القيام بالمهام العسكرية»، مشيرا في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن إعادة تفعيل المطارات التي أبطل عملها «مهمة مستحيلة في الظروف الحالية؛ كون الجيش الحر يحاصرها، ويمنع عنها الإمداد، ويهاجم العناصر القادمة إليها».

أما المطارات التي دُمّرت، فهي «المطارات التي تعرض 50% من مدرجاتها وأبنيتها التي تزود الطائرات بالوقود والذخيرة للتدمير»، في إشارة إلى مطارات عقربا ومرج السلطان في ريف دمشق، ومطار حمدان العسكري في دير الزور. وبهذا المعني، يؤكد صبّوح أن «السيطرة تمت على تلك المطارات الخمسة، من خلال تدمير بنيتها التحتية».

وتتوزع المطارات العسكرية على معظم المحافظات السورية، لكنها تغيب عن محافظتي طرطوس ودرعا. فمدينة طرطوس الساحلية، التي تتضمن أهم مرفأ عسكري على الساحل السوري، لا تحتوي على مطار عسكري أو مدني، علما بأن الساحل السوري - بأكمله - لا يتضمن إلا مطار باسل الأسد في اللاذقية، الذي يستخدم كمطار مدني ويحتوي على مدرجات عسكرية في الوقت نفسه.

أما ثقل المطارات، فيتواجد في ريف دمشق التي تتضمن 7 مطارات، هي مطار الناصرية العسكري، مطار الضمير العسكري، مطار الصقال العسكري، مطار مرج السلطان، مطار عقربا، مطار دمشق الدولي، مطار المزة العسكري، بالإضافة إلى مطار شراعي قريب من الديماس، يستخدم في العادة لإقلاع طائرات الرش الزراعي، ويُستخدم - بحسب الناشطين السوريين - لإقلاع المروحيات (العسكرية) أحيانا.

وتتضمن مطارات دمشق وريفها مدرجات لإقلاع طائرات «ميغ 23» و«سوخوي 25» و«ميغ 24» و«ميغ 27»، ومروحيات «مي 24» و«مي 17» ومروحيات «غازيل» الفرنسية. بالإضافة إلى دفاعات جوية خفيفة من «سام 2» و«سام 3» و«سام 6»، ورادارات قصيرة التردد ودفاعات جوية قوية والشيلكا.

في المرتبة الثانية، تأتي محافظتا حمص وحلب اللتين تتضمن كل منهما أربع مطارات عسكرية. ففي حلب، يقع مطار النيرب أو مطار حلب الدولي؛ الذي يعتبر مطارا مدنيا أكثر، كونه يستخدم للطيران المدني أكثر من الحربي، ويقدم فقط خدمة الصيانة والدعم اللوجستي العسكري. كما تحتوي حلب على مطار منغ العسكري المخصص للمروحيات القتالية ME 24. وباستطاعته تقديم الدعم اللوجستي لبعض المقاتلات النفاثة، وتقلع منه 35 طائرة مروحية مقاتلة. أما مطار دير حافر فيحتوي على طائرات تدريبية بلجيكية الصنع من طراز L39. يبلغ عددها - بحسب الناشطين - 150 طائرة، بالإضافة إلى طائرات MBB 223 Flamingo وMFI - 17 Mushshak.. وكذلك يوجد مطار الجراح العسكري.

وفي حمص، تتوزع أرض مطارات، هي مطار القصير أو الضبعة العسكري، ويعتبر مهجورا نوعا ما أمام طائرات الميغ. أما مطار الشعيرة فيتضمن عددا كبيرا من ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة، ولديه مدرجان أساسيان ودفاعات جوية محصنة من صواريخ سام 6.

كما تتضمن حمص مطار طياس العسكري، الذي يعد من أكبر المطارات العسكرية في سوريا ويحتوي على 54 حظيرة إسمنتية، وأغلب طائراته حديثة جدا ميغ 29 وميغ 27 وسوخوي 35، وله مدرج رئيسي وآخر فرعي وطول المدرج 3.2 كيلومترا ويمتلك دفاعات جوية متطورة جدا ورادارات قصيرة التردد المحمولة. ويبقى مطار تدمر المدني الذي يحوي قاعدة عسكرية.

محافظة الرقة تتضمن مطارا واحدا، هو مطار الطبقة. أما إدلب، فتتضمن مطاري تفتناز العسكري اللذين يحتويان على 48 مهبط مروحية، ومطار أبو الظهور العسكري الذي يستخدم للمقاتلات أيضا.

أما حماه، فتتضمن مطار حماه العسكري فقط، ومحافظة اللاذقية تتضمن مطار حميميم المعروف بمطار باسل الأسد، وهو مطار عسكري ومدني، كما أن محافظة السويداء تتضمن مطار خلخلية العسكري ومطار الثعلة. ومحافظة الحسكة التي تتضمن مطار القامشلي الدولي، وهو مطار مدني لا توجد به قوة ضاربة، يقدم الدعم اللوجستي والوقود فقط للطائرات الحربية. فيما تتضمن محافظة دير الزور وريفها أربعة مطارات، هي مطار دير الزور المدني والعسكري ويحتوي على دفاعات جوية فعالة من سام 2 وسام 4، ومطار «الثورة» هو مطار سري يقع قرب حقل نفط عبارة عن مدرجين بطول 1.2 كم تستخدمه الطائرات الخفيفة والمروحية لشركة البترول، بالإضافة إلى مطار حمدان في البوكمال استولى عليه الثوار، ومطار شراعي يستخدم لرش المبيدات.

ويقول المقدم الركن مسعف صبّوح لـ«الشرق الأوسط» إن جميع المطارات، الزراعية والمدنية، تستخدم في الأزمات كمطارات حربية. لافتا إلى تحولها في القتال الحالي بين النظام والمعارضة إلى «ثكنات عسكرية تتضمن كتائب مدفعية». ويضيف: «بعد اندلاع الثورة، باتت المطارات تتضمن مرابض مدفعية لقصف القرى المحيطة بها، وهي مدفعية ثابتة من عيارين ثقيلين هما 122 و130. ومدفع هاوتزر ذاتي الحركة من عيار 122 ملم ومن طراز Koalitsiya - SV - روسي الصنع. ولفت إلى أن هذه المدافع الروسية «جرى تعديل على ذخيرتها، بحيث يصل مداها إلى 40 كيلومترا بعدما كانت 27300 متر»، مشيرا إلى أن الذخيرة المستخدمة حاليا لهذه المدافع هي إيرانية «زادت الحشوات الدافعة للقذيفة، وضاعفت قدرتها التدميرية، رغم أن عيارها بقي كما هو».

ولا يخفي عضو تجمع حماه الثورة في حديثه مع «الشرق الأوسط» صعوبة السيطرة على المطارات الضخمة «بعدما عززت كتيبة حراسة المطار، منذ اندلاع الثورة السورية، بقطع من القوات البرية معززة بمشاة ميكانيكية ومجنزرات بي إن بي ودبابات، بهدف صد أي هجوم تتعرض له المطارات».

وأشار صبوح إلى أن «أبرز معوقات السيطرة المباشرة والسريعة على المطارات العسكرية، هو الإسناد الجوي أو التغطية التي تمارسها القوات النظامية، بالإضافة إلى استخدامها الذخيرة غير التقليدية وهي العنقودية المعروفة بذخيرة «تلغيم عن بعد»، كما أننا نفتقد إلى السلاح النوعي الذي يساعدنا في اقتحام المطارات، وهو أسلحة التمهيد الناري والدفاعات الجوية الأرضية المضادة للدروع، ما أجبرنا على اعتماد قوة المناورة بالطاقة البشرية».

رغم ذلك، سيطر الجيش السوري الحر على خمس مطارات، ويحاصر مطارين آخرين. ويشرح صبوح أن النجاح في ذلك، يعود إلى «اعتماد خطة تدمير الطائرات على أرض المطار، واستهداف أماكن الهبوط والإقلاع، واستهداف قواعد التزويد اللوجستي من وقود ومستوعب ذخيرة وسلاح، كما نستهدف القوة البشرية في المطار من عمال وتقنيين وطيارين، حيث تم أسر طيارين على أرض المطار وقتلهم في اقتحام مطار مرج السلطان».