موسكو تحذر الناتو من التورط في سوريا

المخابرات الروسية ساعدت القوات الحكومية في مواجهة الجيش الحر

TT

حذرت موسكو الرسمية من احتمالات أن يدفع نشر منظومات صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية - التركية، حلف الناتو إلى التورط في النزاع الداخلي السوري. وقال ألكسندر غروشكو، المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمال الأطلسي، إن نشر صواريخ «باتريوت» يبدو دليلا على أن الناتو بدأ يتورط في هذا النزاع الداخلي، مشيرا إلى أن مثل هذا القرار يعتبر الخطوة الأولى على طريق التورط في النزاع. وقال: «إن روسيا لا تستبعد أن يزداد هذا التورط نتيجة حادث ما أو استفزاز ما». وأضاف المندوب الروسي أن حل النزاع في سوريا والتوصل إلى حل سياسي يتطلبان حشد الجهود على أساس اتفاقات جنيف، وليس من خلال استعراض «العضلات العسكرية». وكشف المسؤول الروسي عن أن المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا شهدت حوادث إطلاق قذائف، فيما تساءل عن الأسباب التي تدعو إلى نشر «باتريوت» ما دامت غير قادرة على صد هذه التهديدات. على أن غروشكو أكد في الوقت نفسه أنه «يصعب تصور وجود مصلحة لسوريا في تصعيد التوتر في هذه المنطقة الحدودية المتاخمة لتركيا». وتعليقا على ما سبق أن أعلنته واشنطن حول وجود معلومات تشير إلى أن دمشق تخطط لاستعمال السلاح الكيماوي ضد المعارضة، كشف غروشكو خلال حديثه مع موسكو عبر الجسر التلفزيوني الذي نظمته وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن أن روسيا لا تملك أي معطيات تقول بوجود نوايا أو خطط لدى الجانب السوري حول استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة.

وعلى صعيد آخر كشفت صحيفة «أرغومينتي نيديلي» الروسية الأسبوعية عن أن القوات الحكومية السورية تمكنت من دحر قوات قالت إنها تابعة للمعارضة السورية كانت تستعد لمهاجمة العاصمة دمشق بمساعدة الاستخبارات الروسية. وقالت الصحيفة «إن الجيش الحر السوري كان في سبيله إلى الهجوم على العاصمة في محاولة من أجل فرض سيطرته عليها. وسبق الاقتحام المخطط له قصف مدفعي لدمشق دام عدة أيام. غير أن الجيش النظامي السوري بادر إلى القيام بالسبق في توجيه الضربات لمقاتلي الجيش الحر، وتمكن من تشتيتهم بمساعدة المخابرات الروسية التي أعطته المشورة بشأن كيفية القيام بضربة استباقية»، حسبما قالت الصحيفة. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر بريطانية ما قالته حول «أن الخطة التي تم إعدادها بمساعدة الاستخبارات الأميركية كانت تنص على أن يبدأ المسلحون هجوما على مطار دمشق الدولي ومطارين عسكريين في صباح السبت الماضي. إلا أن القوات الحكومية أحبطت الخطة قبل تنفيذها، وبعد أن قامت بتوجيه الضربة الأولى للمجموعات المسلحة. ويذكر أن رفض سكان مدينة جرمانا أن يؤيدوا المسلحين كان أحد أسباب فشلهم».