بان كي مون: استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية سيكون «جريمة مشينة»

دعا لإحلال السلام وتحقيق المصالحة ووضع حد لقتل مزيد من النساء والأطفال

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء زيارته لأطفال بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أمس (رويترز)
TT

صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية ضد معارضيها سيكون «جريمة مشينة». وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي بعد زيارة مخيم للاجئين السوريين في مدينة الإصلاحية التركية الحدودية «تلقينا في الفترة الأخيرة معلومات منذرة تفيد بأن الحكومة السورية تستعد لاستخدام أسلحة كيميائية. ليست لدينا تأكيدات بهذا الصدد. و(لكن) إذا حصل ذلك، فسيكون عندها جريمة مشينة في نظر الإنسانية».

كما أكد أمين عام الأمم المتحدة أن اللجوء للسلاح يقود لطريق مسدود ويؤدي لمزيد من الدماء والدموع.

ووجه المسؤول الأممي في مؤتمر صحافي خلال زيارته أمس إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين 75 كيلومترا شمال شرقي عمان باسم الإنسانية نداء عاجلا لمجلس الأمن والمعنيين وللقوى الفاعلة لتحرك ملح لإحلال السلام وتحقيق المصالحة ولوضع حد لقتل مزيد من النساء والأطفال وإراقة الدماء في سوريا.

وأكد أنه يدعم مع مبعوثه الأخضر الإبراهيمي بكل قوة العمل لوضع حد للمأساة الإنسانية المروعة على أرض سوريا والانتقال السلمي لحل يلبي تطلعات الشعب السوري ومساعدة سوريا لبلوغ هذا الهدف.

وقال «أنا مصدوم وحزين وغاضب لهذه المأساة الإنسانية»، مشيرا إلى أنه بعد 21 شهرا من بدء الأزمة سقط أكثر من 40 ألف قتيل ولا نعرف كم يبلغ عدد الجرحى.

وأضاف «يجب ألا ننسى أن هذه المأساة كلها بدأت لأن الشعب السوري طالب بحقوق الشرعية في الحرية والكرامة الإنسانية. لكن رد الحكومة السورية كان وحشيا وقاسيا وألقى بالبلاد في طريق الدمار وأدى إلى فرار نحو نصف مليون لاجئ لدول الجوار ومليوني شخص داخل سوريا».

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة جميع الجهات في سوريا وخصوصا الحكومة السورية بوقف العنف تجنبا للمزيد من سفك الدماء وحصد الأرواح، منبها إلى أن أي تصعيد خطير في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة كبيرة للاجئين السوريين.

وقال إنه وجد في عيون الأمهات اللواتي التقاهن في مخيم الزعتري هول المأساة المروعة بفقدان الأطفال وقتل النساء، وأنا هنا للتعبير عن تضامن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي القوي، وسمعت قصصا مؤلمة من بعض اللاجئين.

وناشد المجتمع الدولي والدول المانحة تقديم المزيد من الدعم والمساعدات التي لا تغطي حاليا أقل من نصف الحاجات المطلوبة لنصف مليون لاجئ سوري في دول الجوار وتقديم مساعدات لمليونين من النازحين داخل سوريا لوضع حد للمعاناة الإنسانية لهؤلاء اللاجئين والنازحين داخل وخارج سوريا خاصة مع حلول موسم الشتاء محذرا من أن أي تصعيد خطير في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة كبيرة للاجئين.

وأضاف «لا يمكننا أن نغمض أعيننا بينما يعاني الناس ويموتون، علينا أن نساعدهم».

وقال بان كي مون، عقب اجتماعه مع مسؤولي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في المخيم إن «الأمم المتحدة تعمل جاهدة لتخفيف معاناة السوريين داخل وخارج بلدهم، والمساعدة الإنسانية ببساطة لم تتناسب مع العدد المتزايد من اللاجئين».

وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاليا 460 ألف لاجئ في دول مجاورة لسوريا وفي شمال أفريقيا إضافة إلى 20 ألفا آخرين في أوروبا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة للصحافيين إن «بعض اللاجئين ما زالوا يعانون من صدمة نتيجة التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان والكرامة. أنا صدمت وشعرت بالحزن والغضب لهذه المأساة الإنسانية».