ائتلاف المعارضة السوري يعلق الآمال على مؤتمر مراكش

مصادر من المعارضة: توقيت تصنيف «جبهة النصرة» منظمة إرهابية كان سيئا.. واستبعاد تولي رياض حجاب رئاسة «حكومة المنفى»

سكان في الحولة بحمص يحتمون بالأشجار بعد تركهم بيوتهم التي تعرضت لقصف القوات النظامية أول من أمس (رويترز)
TT

يعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم (الأربعاء) بمدينة مراكش المغربية، وذلك للتشاور والبحث في سبل دعم وتعضيد الثورة السورية ضد النظام الحاكم في دمشق، منذ نحو 21 شهرا، ويعلق الائتلاف الوطني السوري الكثير من الآمال على هذا الاجتماع الذي يحضره نحو 100 دولة، بغية الحصول على الاعتراف الدولي بالائتلاف بوصفه ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري، والذي أجل تشكيل الحكومة المؤقتة لهذه الغاية، وكذلك دعم الصندوق الإغاثي والإنساني وإعادة الأموال المجمدة للنظام ورموزه في الخارج للشعب السوري ودعم الجيش الحر بالأسلحة النوعية، ويشارك المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الكردي مع الائتلاف اجتماعات مراكش بعد أن انضم تحت عباءة الائتلاف.

وقال سالم المسلط، عضو الائتلاف ورئيس مجلس القبائل السورية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغرض من تأجيل أو تأخير تشكيل الحكومة المؤقتة بعد مؤتمر مراكش في المغرب هو حصول الائتلاف الوطني السوري على الاعتراف الدولي بشرعية الائتلاف أولا لتكون المرجعية الشرعية للحكومة المؤقتة».

وأضاف وليد البني، الناطق الرسمي للائتلاف في اتصال هاتفي من مدينة مراكش المغربية لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظرة السياسية للائتلاف التي سنقدمها لمائة دولة اليوم هي ما أقر في القاهرة بأن سوريا المستقبل دولة مدنية تعددية ودولة مواطنة لكل السوريين وديمقراطية وتحترم حقوق جميع الأديان والقوميات والطوائف الموجودة على الأراضي السورية. وسنعرض الحديث عن توحيد الجيش الحر الذي توحد قبل عدة أيام وما ينجزه من تقدم على الأرض، لكي يحصل على الدعم العسكري واللوجيستي لمواجهة نظام بشار الأسد. وسيكون من الأوليات أيضا الملف الإغاثي والإنساني للشعب السوري».

وعن الأسماء التي سوف تطرح لرئاسة الحكومة المؤقتة قال المسلط: «لم تطرح أسماء حتى هذه اللحظة، والاسم الذي سيطرح يجب أن يلقى القبول في الأوساط السورية بالدرجة الأولى عن طريق ردود الفعل التي ستظهر من ممثليهم في الائتلاف والبالغ عددهم 14 عضوا يمثلون جميع المحافظات السورية، ومن خلال هذه الأصداء نستطيع أن نعين رئيس حكومة مؤقتة من خلال القبول العام من الشعب السوري، كما أن هناك شخصيات تلقى الاحترام لشغل هذا المنصب من الداخل السوري والخارج».

وكانت اجتماعات الائتلاف المغلقة يومي الأحد والاثنين، هي الاجتماعات التي من المفترض أن تنعقد في مراكش يومي 10 و11 من هذا الشهر، أسفرت عن تأجيل تشكيل الحكومة المؤقتة وترحيل تشكيل الهيئة السياسية إلى اجتماعات لاحقا للائتلاف. توقعت مصادر سورية مشاركة في المؤتمر سقوط النظام السوري في مدة أقصاها ثمانية أسابيع، في حين قالت المصادر نفسها إنها تتوقع من مؤتمر مراكش الذي يشكل الجولة الرابعة من اجتماعات «أصدقاء سوريا» على مستوى وزراء الخارجية، اعترافا ودعما عسكريا وماليا، وتعتبر أن هذا ما سيسهل تشكيل حكومة سوريا في المنفى، في حين تلقت أوساط «الائتلاف السوري الوطني» باستياء قرار الولايات المتحدة اعتبار «جبهة النصرة» منظمة إرهابية، وقالت إنه ستكون هناك تداعيات سلبية للقرار. وعقدت في مراكش عدة اجتماعات جانبية بين قيادة «الائتلاف السوري» وخاصة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، ومجموعة الدعم الأساسية التي تضم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول الخليج وأميركا. وأكد مصطفى الصباغ، مدير المكتب التنفيذي للائتلاف لـ«الشرق الأوسط» انعقاد الاجتماعات، بيد أنه لم يشأ الدخول في التفاصيل، في حين قال مرافقون مغاربة مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف إنه طلب يفضل عدم الحديث مع الصحافيين.

وقال مصدر في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه، إن السوريين يأملون أن تعترف جميع الدول المشاركة في مؤتمر مراكش بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وأن تحذو واشنطن حذو فرنسا وبريطانيا، في الاعتراف بالائتلاف.

يشار إلى أن ويليام بيرينز، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، هو الذي سيقود الوفد الأميركي اليوم في اجتماع مراكش، وأبلغت مصادر دبلوماسية أميركية «الشرق الأوسط» بأن الوفد الأميركي له تخويل كامل لنقل وجهة نظر واشنطن إلى المؤتمر. وكان يفترض أن ترأس هيلاري كلينتون الوفد بيد أن طارئا صحيا (فيروس في المعدة) جعلها تلغي الزيارة إلى المغرب، بعد أن كان قد أعلن بأنها ستتأجل ليوم واحد وأنها ستصل الثلاثاء بدلا من الاثنين كما كان مقررا، لكن الخارجية المغربية أكدت أن بيرينز هو الذي سيرأس الوفد الأميركي.

وقالت مصادر الائتلاف السوري في مراكش إن عدم تقديم دعم مالي من طرف «أصدقاء سوريا» سيؤخر إعلان حكومة المنفى، مشيرة إلى أنه لا معنى لتشكيل حكومة لن تقدم شيئا للناس على الأرض، في حين أن تسليح الثوار بأنواع خاصة من الأسلحة بات ضروريا لحسم الأمر على الأرض.

وبشان موضوع «جبهة النصرة» التي اعتبرت من طرف واشنطن «منظمة إرهابية» قال سالم عبد العزيز المسلط، رئيس مجلس القبائل السورية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية على الأرض، وإن توقيته سيصب لصالح النظام، مشيرا إلى أن كثيرين يقاتلون ضمن «جبهة النصرة» لكن ليس بالضرورة أن يتفقوا معها آيديولوجيا وسياسيا، وأشار إلى أن جبهة النصرة تتركز حاليا في حلب وإدلب. وفي السياق نفسه قال الدكتور موسى جميل ممثل الجولان والقنيطرة في «الائتلاف الوطني السوري» لـ«الشرق الأوسط» إن القرار سيخلق بلبلة على الأرض.

وحول توقعاتهما بشأن سقوط النظام، قال المسلط تقديراتنا أن أقصى وقت يمكنه أن يستمر نظام بشار الأسد هو ثمانية أسابيع، يستحيل بعدها أن يستمر، في حين قال جميل، إن الأوضاع على الأرض تؤكد أن النظام لن يستمر هذه المدة، وإنه سيسقط حتى قبل مرور شهرين. وقال المسلط إن الثوار مصممون على أن يكون هناك وضع جديد في سوريا قبل نهاية العام، وأن يسقط نظام بشار الأسد قبل نهاية هذه السنة.

وفي موضوع آخر قالت مصادر الائتلاف السوري في مراكش إن بعض الدول الغربية أوعزت بقبول رياض حجاب رئيسا لحكومة المنفى، على أساس أن ذلك سيشجع أطراف أخرى داخل النظام للانشقاق. وكان حجاب يتولى منصب رئيس الحكومة وانشق عن نظام بشار الأسد في وقت سابق، لكن عدة أطراف داخل الائتلاف لا توافق على هذا الاقتراح، على اعتبار أنه يتعذر تسويق فكرة أن رئيسا لحكومة في عهد بشار الأسد يمكن أن يصبح رئيسا للحكومة في ظل الثورة.

على صعيد آخر، قالت مصادر مغربية لـ«الشرق الأوسط» إن المغرب تلقى تأكيدات بأن معظم الدول الأوروبية ستكون ممثلة بوزراء لخارجية، وكذا باقي الدول الأخرى.

وسيقتصر مؤتمر «أصدقاء مراكش» على جلسة واحدة يعقد بعدها سعد الدين العثماني، وزير خارجية سوريا ندوة صحافية يتحدث فيها عن النتائج.