الولايات المتحدة تعطي مصر 20 طائرة مقاتلة طراز إف 16

الملحق العسكري المصري: لا يوجد جديد في تفاصيل الصفقة وتسير وفق الجدول الزمني المحدد

TT

أكدت مصادر بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة ستقوم بتزويد مصر بعشرين طائرة مقاتلة من طراز إف 16 في صفقة وقع عليها الرئيس المصري السابق حسني مبارك عام 2010. ويبدأ تنفيذها في عام 2013 في عهد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي. ويتم تسليم أول أربع طائرات من الصفقة التي تتكلف مليار دولار - تنفق من حزمة المساعدات الأميركية المقررة لمصر - يوم 22 يناير (كانون الثاني) القادم، بعد خضوع الطائرات لاختبارات فحص في قاعدة فورت وورث العسكرية في ولاية تكساس.

ويأتي موعد تنفيذ الصفقة في وقت تشهد فيه مصر توترا وعدم استقرار في الوضع السياسي واحتجاجات ضد الرئيس مرسي لقيامه بمنح نفسه صلاحيات بعيدة المدى، وتشكيل دستور جديد يشهد تأييدا من جماعات سياسية مؤيدة للإسلاميين، ومعارضة من التيارات الليبرالية واليسار.

ودعت تلك الأجواء بعض المحللين والخبراء العسكريين إلى التساؤل عما إذا كان من الحكمة تزويد مصر بتلك الطائرات المقاتلة، في وقت تمتلك فيه مصر بالفعل أسطولا قويا من الطائرات يصل إلى 200 طائرة. ويأتي أيضا في وقت تعاني فيه واشنطن من مشاكل مالية. وتخوف الخبراء من أن تؤدي الصراعات السياسية في مصر إلى دوامة صراع أوسع بين مصر وإسرائيل، وطرح الخبراء أسئلة عن أهداف مصر في استخدامها لتلك الطائرات؛ هل تستخدمها ضد إيران أم ضد إسرائيل.

وقد انتقدت إيلينا روس ليتينن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، حجم المساعدات العسكرية الأميركية لمصر. وقالت: إن «إدارة الرئيس أوباما تريد ببساطة رمي الأموال للحكومة المصرية، في وقت لا يستطيع الرئيس أوباما أن يحدد بوضوح هل مصر حليف أم لا». وقال المتحدث باسم البنتاغون العقيد ويسلي ميلر إن «العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر وثيقة، وتعد حجر الزاوية في استراتيجية أوسع نطاقا لشراكة استمرت لأكثر من 30 عاما»، وأضاف أن «تسليم أول دفعة من مجموعة الطائرات المقاتلة طراز إف 16 يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم جهود التحديث العسكري المصري، وحصول مصر على طائرات إف 16 يزيد من كفاءة البنية التحتية للجيش ويعزز قدرة مصر في المساهمة في المهمات الإقليمية».

من جانبه أكد اللواء محمد الكشكي الملحق العسكري المصري بالولايات المتحدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «موضوع الصفقة قديم ويرجع توقيعه إلى عام 2010، ولا يوجد جديد في تفاصيله. ويتم تسليم الطائرات وفقا للجدول الزمني المحدد من قبل»، مشيرا إلى أن عمليات تنفيذ الصفقة وتسلم مصر للطائرات تبدأ في يناير 2013 على دفعات ومراحل وفقا لقدرة الشركة المصنعة للطائرات على التوريد، وأكد الكشكي على التعاون المصري الأميركي الوثيق في المجال العسكري.

ودافع أندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العسكرية والسياسية عن خطط الإدارة الأميركية لمواصلة تقديم المعونات العسكرية لمصر، وقال: «أعرف أن حالة من عدم اليقين بشأن العملية الانتقالية إلى الديمقراطية في مصر قد دفعت بعض أعضاء الكونغرس لاقتراح إعادة النظر في مساعدتنا لمصر، ونعتقد أن وضع شروط على المساعدات لمصر هو نهج خاطئ.. وقد أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هذه النقطة بقوة».

وقال شابيرو لشبكة «فوكس نيوز» أمس: «مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وشريك منذ فترة طويلة للولايات المتحدة، واستمر الاعتماد على مصر لدعم وتعزيز المصالح الأميركية في المنطقة؛ بما في ذلك السلام مع إسرائيل ومواجهة الطموحات الإيرانية واعتراض عمليات التهريب ودعم العراق».