وفد من وكالة الطاقة الذرية يقود مفاوضات في طهران بشأن ملفها النووي

يأمل الحصول على ترخيص بالدخول لتفتيش قاعدة بارشين العسكرية بالقرب من طهران

TT

يجري وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وصل إلى طهران أمس جولة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني على أمل الحصول على ترخيص بالدخول إلى موقع بارشين العسكري وذلك بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة.

وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء: «لم تعلن بعد خطط لزيارة المفتشين منشآت نووية إيرانية أو مواقع أخرى». والمحادثات التي تجرى أمس في طهران هي الأولى بين الوكالة الدولية وإيران منذ أغسطس (آب) الماضي. ويرأس الوفد الدولي البلجيكي هرمان ناكيرتس، بينما يقود المفاوضات من الجانب الإيراني، ممثلها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية. ويأمل المفتشون أن يسمح لهم خلال هذه الزيارة التي تستمر يوما بالدخول إلى موقع مشتبه في نشاطاته في قاعدة بارشين العسكرية بالقرب من طهران. وتشتبه الوكالة الدولية بأن إيران أجرت تجارب نووية في الموقع يمكن استخدامها لإطلاق قنبلة ذرية، وتحاول دون جدوى منذ مطلع العام تفقد الموقع. وصرح ناكيرتس قبل مغادرته إلى طهران أول من أمس: «نأمل أن تسمح لنا إيران بالتوجه إلى موقع بارشين وإذا أعطتنا إيران الترخيص فسنستغل الفرصة وسنكون مستعدين للزيارة». وقال دبلوماسي إن من بين أعضاء الوفد المؤلف من 7 أشخاص (خبيران فنيان) يمكنهما القيام بعمليات تحقق في بارشين في حال السماح للوفد بالدخول. إلا أن الوكالة الإيرانية أوردت أمس أن «أي زيارة أو تفتيش لموقع نووي أو مواقع أخرى» ليست مقررة في الوقت الحالي.

وذكر مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة أن صورا جديدة بالأقمار الصناعية تظهر «مرحلة إعادة بناء فيما يبدو» لموقع بارشين الذي تريد الوكالة زيارته بعد «تغييرات كبيرة» فيه في وقت سابق من العام.

وعلى صعيد آخر، تسعى الوكالة الدولية إلى التوصل إلى اتفاق مع طهران يتم التفاوض عليه منذ مطلع 2012 حول «طريقة تعامل منظمة» نعطي الوكالة حرية أكبر لتفقد مواقع أو مراجعة مستندات أو لقاء أفراد مما يفترض أن يساعدها على تحديد طبيعة البرنامج النووي الإيراني بشكل قاطع. وانتهت اجتماعات عدة وحتى زيارة خاطفة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران في مايو (أيار) بالفشل. من جهته، أعلن النظام الإيراني الذي ينفي باستمرار أي سعي لحيازة السلاح النووي أن محادثات الخميس ستتمحور حول «حقوق إيران في المجال النووي»، لا سيما لجهة تخصيب اليورانيوم والذي ندد به مجلس الأمن الدولي. إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست أعرب عن استعداد بلاده «للتباحث في بعض المواضيع التي يمكن أن تثير قلق المسؤولين في الوكالة»، دون أن يعطي تفاصيل أخرى.

وشددت إيران على أن مطالب الوكالة الدولية تتجاوز التزامات إيران في إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) نشرت الوكالة الدولية تقريرا صارما جدا حول إيران. وتضمن التقرير قائمة بعوامل ذات صدقية تشير إلى أن طهران عملت على تصنيع قنبلة ذرية قبل عام 2003 وربما بعد ذلك. وسيشكل تحقيق تقدم في المباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إشارة إيجابية لاستئناف المفاوضات بين إيران وبين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) حول الملف النووي الإيراني. وفرضت القوى العظمى سلسلة من العقوبات الدولية على إيران بعد تنديدات متكررة من قبل مجلس الأمن الدولي. وتجري اتصالات حاليا بين طهران ومجموعة 5+1 التي تمثلها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ فشلت سلسلة من ثلاثة لقاءات في الربيع. وصرح مايكل مان المتحدث باسم أشتون الأربعاء قائلا: «نأمل التوصل إلى اتفاق مع إيران سريعا لاستئناف المفاوضات وتحقيق تقدم ملموس للرد على المخاوف الدولية ولإيجاد حل عبر السبل الدبلوماسية».