تركيا تدعو إيران لتوجيه رسالة واضحة للأسد بوقف العنف

أردوغان حول تصريحات رئيس الأركان الإيراني: عندما نسأل طهران يقولون هذه التصريحات تلزمه هو فقط

جنود ألمان بالقرب من منصة صواريخ باتريوت أثناء تدريب على إطلاقها في قرية المانية (رويترز)
TT

حث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو طهران أمس على استخدام نفوذها «وتوجيه رسالة واضحة» إلى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه.

وصرح داود أوغلو للصحافيين في أنقرة «بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على إيران أن تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». وأضاف «حان الوقت لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري». وقال: «اليوم إذا كان هناك عنصر في المنطقة يهدد السلام، فهو سياسات النظام السوري العدوانية».

وتأتي تصريحاته بعدما أعرب عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين عن قلقهم بشأن قرار الحلف الأطلسي نشر صواريخ باتريوت الأميركية الصنع على الحدود بين سوريا وتركيا تحسبا لأي هجوم من الجانب السوري.

وكان رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي اعتبر السبت أن نشر هذه الصواريخ جزء «من خطط لحرب عالمية» تعد لها «البلدان الغربية».

من جهته قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن هذه الخطوة «استفزازية» ويمكن أن تؤدي إلى نتائج «غير محسوبة». وتابع داود أوغلو: «ما نتوقعه من إيران ليس الإدلاء بتصريحات حول نشر نظام دفاعي لكن استخدام نفوذها وتوجيه رسائل واضحة جدا من أجل التأكد من توقف الاضطهاد».

بدوره، علق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على مواقف فيروز آبادي، مؤكدا أن الأخير «معروف بهذا النوع من الملاحظات غير المتجانسة».

وصرح أردوغان للصحافيين «حين نسأل السلطات (الإيرانية) عن هذا الأمر، تجيب أن هذه التصريحات تلزمه فقط، في إشارة إلى فيروز آبادي».

وكانت تركيا طلبت من حلفائها في حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا بعد سلسلة عمليات قصف عبر الحدود بينها سقوط قذائف في أكتوبر (تشرين الأول) أدى إلى مقتل خمسة أتراك. وقد رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن الاثنين تصريحات رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وقال: «نحن هناك لندافع عن حليفنا تركيا وحمايته. ليست لدينا أي نية هجومية». وقال داود أوغلو: «من يتابع المسألة عن كثب يدرك أن نظام باتريوت دفاعي ولن يشغل إلا في حال حصل هجوم يستهدف تركيا». لكن روسيا وإيران، حليفتي نظام الرئيس السوري بشار الأسد تعارضان هذه الخطوة خشية أن تؤدي إلى اندلاع نزاع أوسع نطاقا.

ووافقت ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة على تأمين بطاريات الصواريخ التي ستنشر تحت قيادة الأطلسي.

وأمس وصل نحو 40 جنديا ألمانيا لاستطلاع مواقع ممكنة في جنوب شرقي تركيا لنشر بطاريات باتريوت.

يشار إلى أن العلاقات بين إيران وتركيا شهدت فتورا طوال فترة النزاع في سوريا المستمر منذ 21 شهرا.

وألغى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة كانت مقررة الاثنين لتركيا «بسبب جدول أعماله المثقل» كما أعلن مكتبه وسط توتر مع أنقرة حول نشر صواريخ باتريوت. وكان من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وقدمت إيران تفاصيل «خطة للخروج» من الأزمة في سوريا تقع في ست نقاط وتنص خصوصا على «وقف أعمال العنف» وإجراء «حوار وطني» بين النظام السوري والمعارضة. لكن مجموعات المعارضة ترفض أي مشاركة إيرانية في مساعي الحل مما يعكس وجهة نظر الغرب وبعض الدول العربية أن إيران لا يمكن أن تكون وسيطا بسبب دعمها الثابت للنظام السوري.

من جهتها تدعم تركيا، التي اقترحت آلية إقليمية تشمل طهران ومصر لإنهاء النزاع السوري، خطة طهران طالما أنها يمكن أن تؤدي إلى حل.

وقال دبلوماسي في وزارة الخارجية التركية لوكالة الصحافة الفرنسية ردا على سؤال حول الخطة الإيرانية أن «تركيا تدعم كل مبادرة تساهم في وقف نزيف الدم في سوريا وترحب بأي جهد في هذا الصدد».