المبعوث الدولي لليمن: مجلس الأمن مستعد لاتخاذ قرارات ضد معرقلي التسوية السياسية

استقالة مدير أمن المكلا احتجاجا على سلسلة الاغتيالات التي تطال ضباط المخابرات

يمني يسير وسط الدمار في مدينة زنجبار عاصمة اقليم ابين (ا.ف.ب)
TT

أكد المبعوث الدولي إلى اليمن أن مجلس الأمن الدولي على استعداد لاتخاذ قرارات إضافية ضد معرقلي التسوية السياسية، بينما نجا ضابط مخابرات كبير من عملية اغتيال في حضرموت شرق البلاد أمس، في حين قدم مدير أمن المكلا استقالته احتجاجا على تدهور الوضع الأمني. وعاد المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، أمس إلى صنعاء في إطار جولة جديدة من الإشراف على استمرار تطبيق التسوية السياسية القائمة في ضوء المبادرة الخليجية، وقال بن عمر إن زيارته الجديدة تهدف إلى «مساعدة الأطراف السياسية اليمنية في التحضير لمؤتمر الحوار الوطني ومتابعة قراري مجلس الأمن»، وإن المجلس «يتابع عن كثب التطورات في اليمن وحريص على إنجاح التجربة اليمنية للانتقال السلمي للسلطة»، وشدد بن عمر على أن مجلس الأمن «نبه في قراره رقم 2051 الجهات التي تريد عرقلة التسوية السياسية بأنه مستعد لاتخاذ قرارات إضافية إذا استمرت العرقلة»، وأعرب المبعوث الأممي عن «أن يكون هناك تعاون بين جميع الأطراف السياسية من أجل إنجاح المهام المقبلة للمرحلة الانتقالية، ومن بينها عقد مؤتمر الحوار الوطني في الوقت القريب».

وخلال لقائه بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قال المبعوث الأممي إن «مجلس الأمن وهو يرقب الخطوات والإجراءات باتجاه خروج اليمن من ظروفه الصعبة وأزمته الطاحنة يعتبر نجاح التسوية السياسية في اليمن نجاحا لمجلس الأمن والأمم المتحدة، وفشلها لا سمح الله قد يعني فشل مجلس الأمن في المضي لإنجاح التسوية السياسية بصورة كاملة وبكل متطلباتها حتى الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي في 21 فبراير (شباط) 2014».

من جهة ثانية، أكد الرئيس هادي أن «متطلبات المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية هي من خلال تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وبدء مؤتمر الحوار الوطني والعمل على إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وحل كل مختلف التحديات والصعوبات الداخلية»، ولفت الرئيس اليمني، خلال لقائه المفوض الإقليمي للشرق الأوسط بوزارة الخارجية الألمانية بوريس روفه، إلى أن «كل هذه الجهود تتطلب إمكانات ودعما للإيفاء بها، وهذا ما نعول عليه من الأشقاء والأصدقاء من رعاة المبادرة الخليجية والمجتمع الدولي، كي يتمكن اليمن من الخطو بثبات نحو القرن الحادي والعشرين من خلال بناء دوله حديثة مبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد».

وعلى الصعيد الأمني قالت مصادر مطلعة في محافظة حضرموت اليمنية إن مدير أمن مديرية المكلا، عاصمة المحافظة، استقال من منصبه احتجاجا على التدهور الأمني الحالي وفي ضوء سلسلة الاغتيالات التي تشهدها المحافظة لمسؤولين في أجهزة الأمن والمخابرات، هذا في وقت تستمر عمليات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لضباط المخابرات من قبل مسلحين مجهولين. وقال العقيد علي المحوري، مدير أمن المكلا، لـ«الشرق الأوسط» إنه تقدم باستقالته إلى حامد سعيد الديني، محافظ المحافظة، رئيس اللجنة الأمنية، وتضمنت الاستقالة 10 أسباب، أبرزها عدم اهتمام مدير أمن المحافظة بالأوضاع الأمنية بالمحافظة، وبالأخص في عاصمتها المكلا، وعلاقته «المشبوهة بعناصر إسلامية متشددة كجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجماعة أنصار الشريعة»، مؤكدا: «لا أتهمه ولكن منذ تعيينه والأوضاع الأمنية تتدهور والأطقم العسكرية تخرج عن الجاهزية والجهاز الأمني في المحافظة يقوم بمهام غير مهامه وبالأخص في مديرية المكلا»، في حين «نجد العناصر المتشددة والمطلوبة على ذمة الإرهاب تسرح وتمرح في شوارع المكلا فوق الدراجات النارية، وعندما نتحدث إليه يفيد بأن هؤلاء ممن عادوا إلى صوابهم».

وأضاف العقيد المحوري أن الأداء الأمني في حضرموت شبه متوقف وأنه لا توجد حملات ملاحقة للعناصر المطلوبة والمشتبه بها عقب كل عملية اغتيال أو محاولة اغتيال، وحذر المسؤول الأمني المستقيل من «انهيار أمني تسقط فيه محافظة حضرموت جراء الإهمال الأمني الحاصل، حيث لا يتم أي انتشار أمني أو ملاحقة لكل المشتبه بهم بعد كل حادثة إرهابية تشهدها المحافظة، وفي السابق لاحقنا وداهمنا منازل كان يوجد بها سجناء متهمون بالإرهاب من الفارين من سجن المنورة بالمكلا».

هذا، ويستمر مسلسل الاغتيالات التي تستهدف القيادات الأمنية في اليمن، فقد نجا أمس رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في محافظة حضرموت (الوادي والصحراء)، العقيد الركن محمد حاجب، من محاولة اغتيال استهدفته بواسطة زراعة عبوة ناسفة في سيارته، وجرى تفجير العبوة بواسطة هاتف جوال، غير أن المسؤول الأمني نجا من الانفجار الذي وقع في مدينة سيئون وأثناء توقف السيارة في الشارع العام، وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد على مقتل شاكر الباني، العقيد في المخابرات العسكرية في عملية اغتيال استهدفته قرب منزله في منطقة غيل باوزير، قرب مدينة المكلا، في حين قتل الثلاثاء الماضي المسؤول الثاني في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) العميد أحمد بارمادة في حادث إطلاق نار من قبل مسلحين يستقلان دراجة نارية. كما يستمر مسلسل الاغتيالات التي تستهدف المسؤولين الأمنيين في عدد من المحافظات اليمنية وبالأخص المحافظات الجنوبية.

وفي السياق ذاته طالبت لجنة خاصة بمتابعة اغتيال العميد الركن عمر بارشيد، عميد كلية القيادة والأركان الذي اغتيل هو ونجله في أغسطس (آب) الماضي، أعضاء مجلس النواب الممثلين لحضرموت وأعضاء المجالس المحلية (البلدية) بتعليق عضوياتهم «احتجاجا على الاختلالات الأمنية الجارية في المحافظة».