فيلم «بن لادن» يثير أزمة أميركية باكستانية جديدة

يبدأ عرضه هذا الأسبوع

المخرجة الأميركية كاثرين بيغلو فازت بجائزة رابطة نقاد السينما عن فيلم «زيرو دارك ثيرتي» حول ملاحقة زعيم القاعدة بن لادن (إ.ب.أ)
TT

مع بداية عرض فيلم أميركي عن قتل أسامة بن لادن، مؤسس منظمة القاعدة، وسط زخم إعلامي أميركي، وبداية فوز الفيلم بسلسلة جوائز، نشبت أزمة جديدة بين الحكومتين الباكستانية والأميركية بسبب معلومات ظهرت في الفيلم.

وفي نيويورك، فازت المخرجة الأميركية كاثرين بيغلو بجائزة رابطة نقاد السينما. وأعلنت الرابطة أن الفيلم «زيرو دارك ثيرتي» (ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل، الساعة المقررة لشن الهجوم) «فاز بجائزة أفضل فيلم لهذه السنة».

ويتوقع أن يعرض الفيلم في صالات السينما في يناير (كانون الثاني) في أميركا الشمالية وأوروبا. غير أنه سيعرض بشكل محدود في لوس أنجليس اعتبارا من هذا الأسبوع، وذلك ليتمكن من دخول المنافسة على جوائز الأوسكار في فبراير (شباط).

وكانت كاثرين بيغلو أول مخرجة تحصل على جائزة الأوسكار، عن فيلمها «ذي هورت لوكر» (نازعو الألغام) عام 2010. ونشرت مصادر إخبارية أميركية أنها تمكنت من الاطلاع على الكثير من الوثائق السرية لتتمكن من إخراج فيلم بن لادن الذي كانت بدأت العمل عليه قبل قتل بن لادن.

ويركز الفيلم، ومدته ساعتان ونصف الساعة، على محللة في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مثلت دورها الممثلة جيسيكا تشاستين. ويتضمن مشاهد تصور وسائل التعذيب التي لجأ إليها المحققون لانتزاع معلومات من معتقلين يمكن أن تقودهم إلى مخبأ بن لادن.

غير أن المخرجة وكاتب السيناريو نفيا أنهما حصلا على وثائق سرية لعرضها في الفيلم. لكنهما اعترفا بأنهما قابلا، بضع مرات، ضابطة في «سي آي إيه»، وغيرها ممن شاركوا في ملاحقة زعيم القاعدة لنحو عقد من الزمان.

وقالت المخرجة وكاتب السيناريو إن الخطة الأولى كانت إخراج فيلم عن محاولات البحث الفاشلة عن بن لادن في جبال تورا بورا في أفغانستان خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001. لكن، سريعا تغيرت الخطة عقب إعلان الرئيس باراك أوباما في مايو (أيار) الماضي أن وحدة من القوات البحرية الخاصة قتلت بن لادن في منزل في باكستان.

وقال كاتب السيناريو هنري بول: «رفعت سماعة التلفون، وبدأت البحث عن معلومات. لكني لم أتعمد كشف معلومات سرية».

غير أن أزمة جديدة نشبت بين الحكومتين الأميركية والباكستانية بسبب معلومات في الفيلم بأن الحكومة الباكستانية أمدت الحكومة الأميركية بأرقام هواتف بن لادن، والتي استعملتها «سي آي إيه»، حسب الفيلم، في الوصول إلى مكان بن لادن.

وكان الفيلم سبب مشكلة أخرى داخل «سي آي إيه»، التي بدأت في التحقيق مع الجاسوسة التي يعتقد أنها مدت مخرجة وكاتب سيناريو الفيلم بمعلومات عن قتل بن لادن.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الجاسوسة، التي لم ينشر اسمها، لا تزال تعمل في الوكالة، وأن زملاء وزميلات معها كانوا اشتكوا، ليس فقط من تسريبها معلومات إلى منتج الفيلم، ولكن، أيضا، من تصرفاتها معهم ومع غيرهم داخل الوكالة.

ولم تخف الجاسوسة غضبها لأنها لم ترق بعد نجاح عملية قتل بن لادن، ووزعت خطابات إلكترونية داخل الوكالة عن ذلك. وأيضا، عن جوائز كانت منحت لآخرين اشتركوا في تخطيط وتنفيذ قتل بن لادن، وقالت: إن بعضهم لا يستحق الجوائز، ولم تخف أسماءهم.

واعترفت مخرجة الفيلم أن الشخصية الرئيسية في الفيلم تعتمد على الجاسوسة التي قيل إنها جميلة، وعمرها ثلاثون سنة تقريبا. وإن جزءا من الفيلم ليس فقط عن العملية العسكرية التي قتلت بن لادن، ولكن، أيضا، عن التخطيط لها، والذي استمر لسنوات، واشتركت فيه هذه المرأة. اسم المرأة في الفيلم هو «مايا»، وهو ليس اسم المرأة الحقيقي.