عدوى المعارضة تصيب أصحاب محال تجارية بميادين المظاهرات

بعضهم يبحث عن الاستقرار بين وعود الرئيس وخصومه السياسيين

مواطن مصري يستريح على محطة حافلات غطتها شعارات ولافتات سياسية في مواجهة القصر الجمهوري أمس (رويترز)
TT

تسببت ثورة 25 يناير في تغيير كبير في المفاهيم السياسية في حياة المصريين، فالقرارات الرئاسية التي كان المصريون في السابق يستقبلونها كالأوامر العليا، أصبحت محل جدل ونقاش، بل وصارت الاعتراضات تنتقل بالعدوى بين المصريين، وهو الأمر الذي ظهر جليا على جيران المناطق التي يتظاهر فيها المعارضون في ميادين القاهرة. بعضهم يبحث عن الاستقرار بين وعود الرئيس وخصومه من السياسيين.

عبد الرؤوف محمد (50 سنة)، صاحب محل بيع أدوات إلكترونية يطل على ميدان التحرير في قلب العاصمة، يقول: «الرئيس مخطئ.. هو طيب.. لكن مستشاريه لا يقدمون له النصيحة التي ترضي غالبية الشعب». ولم يكن استهداف الحاكم بالانتقاد يحدث إلا من جانب رموز المعارضة الكبار، ومن شخصيات لها ثقلها السياسي. ولم يكن البسطاء يستطيعون التلفظ بمثل هذه الكلمات الانتقادية على الملأ إلا نادرا أو في الخفاء.

وتابع محمد الذي كان يراقب من خلف زجاج دكانه مظاهرة نظمتها المعارضة، أمس، لرفض نتائج المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور، قائلا: «من قبل لم يكن من المعتاد أن يتحدث الناس بالرفض بهذه الطريقة العلنية عن قرارات الرئيس».

وأضاف وهو يشير إلى الشبان المتظاهرين: «هؤلاء الشباب هم الذين جعلونا نقدر نتكلم ونقول لا».

وأضاف محمد، الذي حضر مجبرا بحكم عمله مليونيات وتظاهرات لا يعرف عددها: «أنا قمت بالتصويت بـ(نعم) في الاستفتاء، لكن أنا لست مؤيدا للرئيس.. أنا صوتّ بـ(نعم) لكي تستقر البلد»، مشيرا إلى أن الاختلاط بالمتظاهرين زاده جرأة حتى في رفض مطالب المتظاهرين أنفسهم: «المعارضة على خطأ والرئيس على خطأ والغلابة هم الذين يعانون».

وبالقرب من مكان آخر للتظاهر، يبدو أن العمال والتجار استلهموا روح الشباب الثوري الذي ظل يجوب هذه الشوارع ما بين ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي رفضا لهذا القرار أو ذاك. ويقول عمر الدسوقي (53 عاما)، صاحب أحد المتاجر قرب قصر الرئاسة بمصر الجديدة: «الشباب علمونا أنه لا يوجد ملائكة على الأرض، والكل من الممكن أن يخطئ، وعلينا أن نقف في وجه من يخطئ، وهذا ليس عيبا».

ويتابع الدسوقي: «الفضل فيما وصلنا له هو للشباب الذين ماتوا.. نريد أن يتقدم البلد وتتحسن الأحوال، وهذا لن يحدث إلا عندما يطالب كل شخص بحقه ويرفع صوته، لأنه لو صمت سيعيد الأمر إلى ما قبل الثورة».