دمشق: «الحر» يقتحم مقر الفوج 131 قرب المطار.. وانفجار سيارة مفخخة

اشتباكات قرب القصر الرئاسي.. والمعارضة تسيطر على اللواء 135 بريف حلب

شارع في مدينة دوما بريف دمشق وقد تدمرت بناياته بعد أن تعرضت لقصف جوي (رويترز)
TT

واصل «الجيش السوري الحر»، أمس، محاولاته لإحراز تقدم على تخوم دمشق، على وقع استمرار الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي ووصولها، وفق معارضين سوريين، على مقربة من إحدى الثكنات التابعة للقصر الرئاسي في العاصمة. وبينما هز انفجار سيارة مفخخة حي القابون، شمال دمشق، واصلت القوات النظامية قصفها لعدد من المناطق السورية الثائرة، وتصديها لتقدم «الجيش الحر»، الذي تمكنت كتائبه أمس من اقتحام مقر الفوج 131 قرب مطار دمشق الدولي، والسيطرة على اللواء 135 في عفرين بريف حلب.

ولقي ما لا يقل عن 90 شخصا حتفه أمس جراء تجدد القصف والاشتباكات في أنحاء البلاد، في محصلة أولية أعلنتها، مساء أمس، لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وانفجرت سيارة مفخخة في شارع النهر في حي القابون بدمشق، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 5 أشخاص وعشرات الجرحى، إضافة إلى أضرار مادية كبرى. وأظهر شريط فيديو على موقع «يوتيوب» السيارة المفخخة وألسنة النار تتصاعد منها، فيما بدت واجهات الأبنية المجاورة مهدمة بالكامل.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والحكومي في دمر عند حاجزي قاسيون واللواء 105 بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات العنيفة على طريق مطار دمشق الدولي ومطار عقربا.

وفي سياق متصل، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات وقعت على أطراف منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق، قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي. وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» تعرض مناطق عدة بريف دمشق لقصف عنيف، لا سيما معضمية الشام وداريا وقرى الغوطة الشرقية.

في موازاة ذلك، شن الطيران الحربي السوري غارات على مناطق سورية عدة وسط البلاد وشرقها مع استمرار هجمات مقاتلي «الجيش الحر» على حواجز القوات النظامية في ريف حماه، غداة إعلان حالة «النفير العام» لتحرير حماه وريفها. وأفاد المرصد السوري باستمرار الاشتباكات أمس في ريف حماه الشمالي والشرقي، بالتزامن مع قصف نظامي طال تحديدا قريتي قبرفضة والرملة اللتين تحاول القوات النظامية اقتحامهما.

وفي حلب، تعرض حي الباب لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، كما طال القصف بلدة السفير، بريف حلب، التي شهدت استمرار الاشتباكات فيها أمس.

وكان مقاتلو «الجيش الحر» قد حذروا من أنهم سيستهدفون مطار حلب الدولي، بعد إطلاق النار على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل 21 شهرا.

وفي حمص، قصفت طائرات حكومية من طراز «ميغ» حيي جوبر والسلطانية، وتعرض حي دير بعلبة للقصف من قبل القوات النظامية، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية بتمكن «الجيش الحر» من السيطرة على كتيبة الإشارة بعد اشتباكات دامت 3 أيام. واستهدفت المدفعية مدينتي تلبيسة والرستن في المحافظة نفسها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة القصير تعرضت لقصف جوي ببراميل متفجرة، فيما أشار المرصد السوري إلى «قصف الطيران الحربي للمدينة، التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها بالتزامن مع تعرضها لقصف من مدفعية القوات النظامية».

وفي إدلب، دفع القصف العنيف الذي يستهدف منطقة جبل الزاوية المئات من السوريين إلى اللجوء إلى كهوف للاختباء من القصف، بينما نزح آلاف آخرون إلى مناطق أقل خطرا.

وفي دير الزور، تعرضت أحياء عدة في المدينة لقصف نظامي، بينما أغارت المقاتلات السورية على قرية البوليل وبلدة موحسن في ريف المحافظة.

وفي درعا، تعرضت بلدتا تسيل وطفس بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية رافقها تصاعد لسحب الدخان في سماء البلدتين.

إلى ذلك، قتل مصور يعمل في التلفزيون الرسمي السوري بإطلاق النار عليه في أحد أحياء غرب دمشق، بحسب ما أفادت به القناة، صباح أمس.

وبث التلفزيون في شريط عاجل «استشهاد الزميل المصور في التلفزيون العربي السوري حيدر الصمودي برصاص مجموعة إرهابية مسلحة أمام منزله في حي كفرسوسة بدمشق».

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن المجموعة أطلقت النار على الصمودي مساء الجمعة «خلال توجهه إلى عمله في المركز الإخباري للتلفزيون العربي السوري»، واضعة الأمر في إطار «استهداف الكفاءات الوطنية».

وأشارت «سانا» إلى أن الصمودي «من مواليد دمشق عام 1967، وهو خريج معهد الإعداد الإعلامي، وعمل مصورا صحافيا في جريدة (الثورة)، وانتقل بعدها للعمل في التلفزيون السوري في عام 1998».

ولقي عدد من العاملين في وسائل إعلام رسمية مصرعهم جراء أعمال العنف في سوريا، في ما قالت وسائل الإعلام الرسمية إنها عمليات «اغتيال».

وكان الصحافي في صحيفة «تشرين» ناجي أسعد قتل بإطلاق رصاص أمام منزله في حي التضامن في جنوب دمشق في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفي الحي نفسه، قتل باسل توفيق يوسف الذي كان يعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وفي العاشر من أكتوبر الماضي، قتل محمد الأشرم الذي عمل مراسلا في دير الزور (شرق) لصالح قناة «الإخبارية» السورية، التي احتجز 3 من صحافييها في أغسطس (آب) الماضي خلال تغطيتهم للمعارك في مدينة التل في ريف دمشق.

ونددت منظمة «مراسلون بلا حدود» في أغسطس بالاعتداءات على الإعلام الحكومي في سوريا. وأشارت أرقام المنظمة منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي إلى أن 17 صحافيا و44 ناشطا إعلاميا لقوا مصرعهم منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسد في منتصف مارس (آذار) 2011.